في شيء من اللغة - لطائف لغوية ؟ ب

البلد : نقاط : 198400 تاريخ التسجيل : 01/01/1970

فـي شيء من اللغــة - لطائف لغوية ؟ ب

د. كامل جميل ولويل - غطت المقالة السابقة نقطتين لغويتين هما: الآية، والكلمة، وسأتناول في هذه المقالة نقطتين لغويتين أخريين هما: السورة، وسورة عذاب.
الغرض من هذه الكتابة المتعلقة بالموضوعين (السورة وسورة عذاب) معرفة هذه الكلمة (السورة) وماذا تعني قبل ان تصبح سورة كذا وكذا في القرآن الكريم، ماذا تعني في جمالها وموضعها حتى تؤخذ وتسمى الـ 114 سورة قرآنية: باسم سورة الفاتحة، سورة البقرة، سورة الفلق، سورة الناس لو لم يكن لها اهمية بالغة ومؤثرة لما سميت المعجزة بهذا الاسم. ولماذا سميت سورة التوبة باسماء عديدة، ولا سيما اسم سورة العذاب، لقد عدوا لهذه السورة خمسة اسماء هي: التوبة، براءة، الفاضحة، الحافرة، العذاب.
اما كلمة السورة، فيعرفها المؤمنون الآن بأنها عدد من آيات القرآن يأتي في موضع واحد بهدف واحد او اهداف متعددة، وهذه القطعة من القرآن (أي السورة) معجزة وهذا يعني عجز البشر عن الاتيان بالقرآن او بعشر سور منه او بسورة واحدة منه مهما صغر حجمها، فسورة الكوثر معجزة كسورة البقرة، وربما كان هذا الاسم هو الاليق بالسورة لعلوه وارتفاعه واعجازه، قال النابغة الذبياني:.
الم ترَ أنَّ الله أعْطاك سورةً.
ترى كل ملكٍ دونها يتذبذبُ.
فالسورة منزلة رفيعة، او مرتبة عالية جداً، توازي اعلى مراتب الدولة وهي راسخة في موضعها، وسمي السور سوراً لارتفاعه وقوته، لذلك غلب على ظني ان سورة القرآن سميت بهذا الاسم لعلوها ورسوخها.
ولكنك ان لاحظت اسماء سورة التوبة فانك تجد منها: الفاضحة ؟ والعياذ بالله ؟ والحافرة والعذاب، وكلها اسماء رهيبة، ولم تستفتح بالآية التي تستفتح بها جميع سور القرآن وهي (بسم الله الرحمن الرحيم).. وهذا دليل الغضب والشدة على اولئك الذين لم يحترموا العهود، وقد تضمنت السورة نبذ عهد المشركين بعد ان تبين ان عهودهم زائفة، واعلنت الآية القتال الذي سيبدأ بعد 4 أشهر، وكشف حالات نفاق الكفر والعقيدة ومحاولاتهم لطرد الرسول من مكة، ومنع الرسول من قبول صدقاتهم في بناء المساجد، وبيان شروط العقيدة الصحيحة ان الايمان بالله ورسوله ومحبة الله ورسوله هما الجذر الاول، وضرب الامثلة على نصر الله والسيطرة على المشركين لا بالعدد بل بنصر الله لهم، وتبكيت المسلمين الذين يتراخون في نصرة النبي بسبب المال او الحفاظ على الحياة و.. و..، انها للبراءة والتوبة وانها لتفضح وتحفر وتنذر.

منقول