لمسة أمل
لمسة أمل
لمسة أمل
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

لمسة أمل


 
الرئيسيةالبوابة**أحدث الصورالتسجيلدخول

 

 قرأت لك - فقراء الشعراء الصعاليك

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة





البلد : قرأت لك - فقراء الشعراء الصعاليك Jo10
نقاط : 198490
تاريخ التسجيل : 01/01/1970

قرأت لك - فقراء الشعراء الصعاليك Empty
مُساهمةموضوع: قرأت لك - فقراء الشعراء الصعاليك   قرأت لك - فقراء الشعراء الصعاليك Icon_minitimeالسبت ديسمبر 20, 2008 10:12 am



قرأت لك - فقراء الشعراء الصعاليك

قرأت لك - فقراء الشعراء الصعاليك Xe259336

عروة بن الورد.. وقصة معاوية

حدث ذات يوم ان قال معاوية بن أبي سفيان اول خليفة اموي ما معناه: ''لو كان للشاعر الصعلوك عروة بن الورد ولداً لكنت ارغب في مصاهرته''.
وقال الخليفة عبد الملك بن مروان ايضاً: ''لو خيرت ان يكون والدي الروحي عروة بن الورد لكان ذلك من دواعي سروري''.
فلماذا هذا التعلق الشديد بشخصية شاعر صعلوك مثل عروة بن الورد والذي يعده زملاؤه الشعراء الصعاليك قائدهم المثالي، وكذلك فيلسوفهم الشهير في عالم الصعلكة.
ربما يكون جزءاً من الجواب ما ورد على لسان الخليفة سابق الذكر والذكي عبد الملك بن مروان عندما قال ايضاً: ''من زعم ان حاتماً (حاتم الطائي) اسمح الناس فقد ظلم عروة بن الورد'' وتعجب من ان الناس ينسبون الكرم والسخاء الى حاتم وينسون عروة!!! فقد كان فرسان الصعاليك العرب كفرسان القبائل ايضاً كرماء اجواد ذوي مروءة ونجدة... وعلى الرغم من فقرهم كانوا جميعاً كرماء فقد ضرب فيهم المثل العربي في الكرم فقالوا.. كل (صعلوك جواد) وقرنوا عروة بن الورد بحاتم الطائي اروع مثل عرفه العرب في الكرم في تاريخهم الطويل كله.
وفي دراسة للباحث الدكتور يوسف خليف يوضح فيها حركة الصعاليك قائلاً: من المعروف ان حركة الصعاليك قامت على اساس العطاء لا الأخذ.. واذا كانت في ظاهرها وفي اهدافها القريبة هي حركة سلب ونهب!! فقد كانت في حقيقتها وفي اهدافها البعيدة هي حركة تستهدف اشراك الفقراء في اموال الاغنياء وردّ بعض حقوقهم التي اغتصبوها منهم نتيجة لأوضاع المجتمع الفاسدة وموازينه المختلة، ولذلك كان اكثر الاغنياء تعرضاً لغاراتهم اولئك (البخلاء) والاشحاء الذين لم يؤدوا حقوق مجتمعهم عليهم.
واذا كان الشعراء الصعاليك قديماً في جزيرة العرب فقراء لكنهم كانوا كرماء ينهبون ويغنمون ويعرضون انفسهم لكل انواع الخطر وكل صنوف الهلاك ويتحملون مشقة الفقر والجوع والحرمان ولكنهم مع ذلك كله لا يؤثرون انفسهم بشيء بل يوزعون ما يغنمون على فقراء مجتمعهم ويقسمونه عليهم قسمة عادلة، سواء منهم من شارك في الغزو والغارة ومن تخلف لظروف اقعدته عن المشاركة فيهما من ضعف او مرض او هرم.. فالكل امامهم سواء والجميع لهم حقهم المفروض في هذه الغنائم.. انها حقوق المجتمع وليست حقوق فرد منه.. اغتصبوها من الاشحاء بها وقدموها راضين لأخوانهم من الفقراء والمعوزين والمستضعفين في الارض والكادحين في الحياة.
وعروة بن الورد من قبيلة (عبس) التي انجبت كبار الفرسان في العصر الجاهلي، وعلى رأسهم عنتر بن شداد فارس العرب غير منازع.. فهو شاعر من شعراء الجاهلية وفارس من فرسانها وصعلوك من صعاليكها المعدودين المقدمين الأجواد - هذا ما ذكره ابو الفرج الاصفهاني في كتابه (الاغاني).
ويشرح د. خليف سبب وبدء انسياق عروة بن الورد الى عالم الصعلكة حيث انه ومنذ صباه قد تضافرت عوامل متعددة لتخلق من عروة عندما يكتمل شبابه (فارساً للصعاليك) (وأباً للصعاليك) كما كان رفاقه يطلقون عليه هذه الالقاب.. فقد كانت قبيلته تتشاءم من أبيه لأنه كان السبب في تجديد نيران الحرب الطاحنة بينها وبين قبيلة ذبيان - حرب داحس والغبراء - بعد ان تم الصلح بينهما في اعقاب معارك طاحنة دارت بينهما لمدة (40) سنة كاملة.. وكانت ام عروة من قبيلة نهد القضامية وهي اقل شرفاً من قبيلة ابيه، فلم تنزلها عبس منها منزلة كريمة ويدرك عروة بن الورد منذ وقت مبكر من حياته انه قد وضع بين شقي رحى بين تشاؤم قبيلته بأبيه من ناحية واستهانتها بأمه من ناحية اخرى.. وكان لعروة اخ اكبر منه كان ابوه يؤثره عليه ويقربه اليه اكثر منه بكثير.
وعلى هذه الصورة المختلة من الحياة تفتحت عينا عروة بن الورد واستقرت هذه الصورة في اعماقه لتنبعث بعد حين صورة مكبرة مجسمة لمجتمع مختل التوازن يؤثر الاغنياء بكل شيء مع غناهم.. ويحرم الفقراء من كل شيء مع فقرهم.. وبدأت هنا براعم فلسفة عروة الاجتماعية والاقتصادية في الظهور.. ولم تلبث ان تفتحت لنرى عروة وقد خرج ثائراً على اوضاع مجتمعه، وجماعات الفقراء.. والمستضعفين في الارض يلتفون حوله ليرد لهم شيئاً من اعتبارهم الضائع في هذا المجتمع.
وهكذا اجتذبت حركة عروة كثيراً من العناصر الفقيرة والمغلوبة على امرها في مجتمعه، وكثيراً من طبقة العبيد والهجناء والغرباء الذين لم يجدوا لهم مكاناً فيه.. والتف الصعاليك حول عروة.. فإذا اشتدت عليهم الحياة راحوا يستنجون به: ''يا ابا الصعاليك اغثنا''.
ولم يكن عروة يؤثر نفسه على عياله - أي صعاليكه - بشيء، بل يأخذ من الغنائم مثل نصيب احدهم فقط.
وكان اساس فلسفة عروة ان المال عصب الحياة، وان الفقر هو المشكلة الاساسية في المجتمع الانساني.. وان كل مشكلات الحياة انما تأتي نتيجة له.. وحسب الفقير مرارة لنفسه انه شر الناس عند الناس يحتقرونه ويزدرونه ويسخرون منه ويتباعدون عنه لا لشيء إلا لأنه فقير.. اما الغني فهو خير الناس عند الناس يحترمونه ويقدرونه ويتوددون اليه ويتقربون اليه، ومهما يفعل يقبلوا منه، ومهما يخطىء يغفروا له، لا لشيء الا لأنه غني - فللغني في نظر عروة - رب يغفر الذنوب جميعاً - حيث يقول في شعر شهير له ما يلي متهكماً: ذريني للغنى اسعى فإني رأيت الناس شرهم الفقير وادناهم واهونهم عليهم وان امسى له حسب وخير يباعده القريب، وتزدريه حليلته، وينهره الصغير وهكذا فقد اشتهر في الجاهلية قديماً العديد من الشعراء الصعاليك الذين كانوا ينتصرون للمستضعفين في محاولة لتحقيق نوع من انواع العدالة الاجتماعية ومنهم مثلاً: الشنفرى، تأبط شراً، السليك، ابو فراس الهذلي، وحاجز الازدي الملقب بثعلب الصحراء


منقول
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
قرأت لك - فقراء الشعراء الصعاليك
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
لمسة أمل  :: المنتديات الأدبية :: شخصيات وروايات-
انتقل الى: