البلد : 
نقاط : 198410
تاريخ التسجيل : 01/01/1970
 | موضوع: مرض ضمور العضلات بين الحقيقة والخرافة  السبت أكتوبر 11, 2008 12:53 pm | |
|
مرض ضمور العضلات بين الحقيقة والخرافة
د. حسام أبو فرسخ - مرض ضمور العضلات منتشر نسبيا في الأردن نتيجة لكثرة وجود زواج الأقارب. ولكن سبب هذا المرض لايكون دائما عائدا الى الوراثة. فالوراثة لا تشكل أكثر من 50% من أسباب ضعف العضلات. والخرافة الكبيرة التى يتبناها كثير من المرضى وحتى بعض الأطباء أنهم كلما وجدوا مريضا بضعف العضلات نسبوه الى الوراثة دون عمل الفحوصات اللازمة لذلك.
ما أعراض ضمور العضلات
وما الأعمار التى يصيبها هذا المرض؟
يبدأ مرض ضمور العضلات في أعمار مختلفة، كل حسب نوعه ويصيب الجنسين بالتساوي. وهناك أمراض تكثر عند الذكور وأمراض تكثر عند الاناث، وأمراض أخرى لا تفرق بين الذكر والأنثى. فقد رأيت أطفالا حديثي الولادة يعانون من مرض ضمور العضلات ولا يستطيعون تحريك أيديهم ولا أرجلهم. وحتى أن بعضهم لا يستطيع التنفس بغير الأجهزة. وقد يحدث ضمور العضلات في سن أكبر(في سن الستة أشهر الى سنه) وذلك عندما يلاحظ الوالدان أن ابنهما لا يستطيع المشي أو حتى الجلوس. وعندما يحاولون حمله يلاحظون ارتخاء عضلاته. وقد يأتي مرض العضلات في سن أكبر من ذلك (أي في سن ست الى عشر سنوات) ، عندما يلاحظ الوالدان أن ابنهما الذي كان يستطيع المشي أصبح يعاني من صعود الدرج. ويقارنون بينه وبين أقرانه فيلاحظون أنه أضعف منهم في الجري. وقد يكثر سقوطه عندما يجري أو يمشي. عادة ما يعزو معظم الأهل ذلك في البداية الى دلع الولد (أو البنت). أو أن بنيته ضعيفة. ولكن في الحقيقة تكون هذه أول بوادر ضمورالعضلات. وعادة ما تزداد هذه الحالة مع الولد حيث يصبح مجرد القيام من الأرض صعبا عليه . وهنا يلجأ الولد الى أن يثبت نفسه بالضغط على ركبتيه ليستطيع القيام من وضع الجلوس. يلاحظ الأهل أن أول العضلات التي تصاب عند الولد عادة هي عضلات الفخذ وبعدها تمتد الى عضلات اليدين. و في سن أكبر قليلا : أي في سن الخامسة عشر الى سن الخامسة والعشرين: تنتشر بعض الأمراض في هذا السن وهي مختلفة عن سابقاتها. وقد تبدأ بألا يستطيع الولد (أو البنت) أن يمشط شعره بسهولة . أو لا يستطيع أن يلعب الكرة مع أقرانه. وقد يصاحب ذلك بعض أعراض الضعف السابقة الذكر وان كانت عادة تكون أقل من الحالات السابقة. قد يكون الضعف مصحوبا بأعراض مهمة يجب أن يذكرها المريض لطبيبه لأنها تسهل التشخيص: مثل ان كان هناك ألم في العضلات. أو ان كان الضعف يتحسن من وقت لآخر في اليوم. أو ان كان الضعف يزيد أو ينقص اثناء الحمل. أو ان كان الضعف يصاحبه أي خدران أو خلل في الاحساس. أو ان كان المريض يعاني من أمراض مزمنة. أما النوع الأ خير من أمراض العضلات، فهو الذي يحدث في سن متأخرة : عادة يبدأ في أواخر الثلاثينات حتى سن السبعينيات. و أكبر مريض لضمور العضلات رأيته كان عمره 82 سنة. وهنا نلاحظ أن الأعراض قد تكون متشابهة الى حد كبير في ما ذكر سابقا ولكن علينا أن نلاحظ الأمور التالية: ان كان المريض يعاني من آلام في الظهر. أو ان كان المريض يعاني من ضعف محدود في بعض العضلات بينما الأخرى سليمة تماما. ان كان هناك ضعف واضح لعضلات اليدين. ان كان هناك تحركات فردية لا ارادية من بعض ألياف العضلات تظهر كأنها تشنجات بسيطة ولكنها مزعجة من ألياف عضلات اليدين والرجلين. وهل هناك أي تعب في الصوت أو تعب في الأكل أو التنفس. أو ان كان هناك أمراضا مماثلة في العائلة.
ما هي أسباب ضمور العضلات؟
مما يتبين سابقا أن أسباب ضمور العضلات تختلف كثيرا باختلاف سن ظهور هذا الضمور. كما انه في نفس السن قد يكون هناك أكثر من سبب لضمور العضلات. وللعلم ان أسباب ضمور العضلات بأمراضها المختلفة تربو عن مائة سبب. ولذلك فان التشخيص الدقيق لسبب ضمور العضلات هو المدخل الصحيح لعلاج تلك الأمراض في أوائل ظهور المرض. ومن القصص الجديرة بالذكر لمرضى ضعف العضلات. القصة الأولى:هي لسيدة في سن 27 من عمرها جاءت من الولايات المتحدة للعلاج بالأردن. حيث بدأت تعاني من ضعف في العضلات لمدة سنتين قبل مجيئها الى الأردن. فكان أن تبين لنا بعد فحصها وأخذ العينات من العضلات أنها تعاني من مرض خاص يأتي من زيادة افراز الغدة الزعترية لمواد سامة. فكان الارشاد الى فريق الجراحين بازالة الغدة الزعترية. فاستجابت المرأة استجابة كبيرة لهذا العلاج. و عندما جاءت الي في آخر مرة وقبل الرجوع الى الولايات المتحدة كانت تتمتع بقوة كبيرة لدرحة أنها كانت تحمل أبنتها بيديها طوال الوقت. أما القصة الثانية فهي لسيدة في الستين من عمرها كانت من الضعف بمكان بأنها لم تستطيع المجىء الينا. فذهبت اليها الى البيت. فتبين لنا أن السبب في ضعف عضلاتها هى مواد كيماوية استعملتها لتقوية شعرها. فكان أن تعالجت وعادت تمارس حياتها الطبييعية. أمثال هاتين القصتين تكررتا معنا مئات المرات. فالأسباب التي تؤدي الى ضعف العضلات بعضها قابل للعلاج تماما. وبعضها قابل للعلاج بدرجات متفاوتة.
ما هو الجديد فـي علاج ضمور العضلات؟
ان العلم يتقدم بدرجة سريعة . وهناك علاجات لتخليص الجسم من أنواع السموم المختلفة التي تضر بالعضلات. كما ان هناك بابا واسعا جديدا لزرع العضلات عن طريق الخلايا الجذعية والتي من شأنها ان نجحت أن تمثل أملا كبيرا لمرضى ضمور وضعف العضلات.
مما سبق يتبين لنا أن مرض ضمور العضلات له أسباب متعددة ويصيب أعمارا مختلفة. والطريق الوحيد لمعرفة سبب هذا الضمور هو اجراء خزعة من العضلات مع اجراء فحوصات الدم اللازمة وعمل تخطيط العضلات اللازم.
البورد الأمريكي في تشخيص الأمراض
www.firstmediallab.com F1lab@yahoo.com
منقول | |
|
