هذا بيان للناس - النفس في القرآن (13) "كل نفس .. تجادل عن نفسها "2/2

البلد : نقاط : 198400 تاريخ التسجيل : 01/01/1970

هذا بيان للناس- كل نفس.. تجادل عن نفسها 2/2

عبد الله حجازي - نقل نص الآية 111 من سورة النحل، مشهداً بانورامياً عن حالة من حالات النفوس يوم القيامة فمن الاحداث آنئذ يوم تأتي كل نفس تجادل عن نفسها وتوفى كل نفس ما عملت وهم لا يظلمون ورسمنا بالأمس، بعضاً من لوحات هذا المشهد في ذاك اليوم، يوم الدين الذي تعود ملكيته كاملاً لله الواحد القهار.
ولقد جاءنا في اخبار توارت ان كل انسان من ابناء آدم يقول يوم القيامة نفسي.. نفسي من شدة هول هذا اليوم، سوى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، فانه يسأل الله امته.
وقال عمر بن الخطاب ذات يوم لكعب الاحبار: يا كعب خوّفنا.. هيجنا.. نبهنا.
فقال كعب: يا امير المؤمنين والذي نفسي بيده، لو انك وافيت يوم القيامة بمثل عمل سبعين نبي لأنت عليك ثارات لا يهمك الا نفسك، وان لجهنم زفرة لا يبقى ملك مقرب، ولا نبي منتخب الا وقع على ركبتيه جاثيا، حتى ان ابراهيم الخليل ليدلي بالخلة فيقول: يا رب.. انا خليلك ابراهيم لا اسألك اليوم الا نفسي.
قال ابن الخطاب اين تجد ذلك في كتاب الله؟.
قال في قوله تعالى: يوم تأتي كل نفس تجادل عن نفسها وتوفى كل نفس ما عملت وهم لا يظلمون .
هذا مشهد هول، وهذه بعض تفاصيله التي تقدم حيثيات تدلل على عظم الكرب الذي سيكون الناس عليه فيه، وذكر كعب الاحبار، اعمال الانبياء على اساس انها الاجدر ان تكون خالصة لوجه الله تعالى، نقية من أي شائبة، مصنوعة من اكمل الخير، ليأتي ثوابها الجنة كما وعد الله تعالى، ومع هذا، فان المجيء الى يوم القيامة، وفي الجعبة اعمال سبعين نبي لا تبريء من الايثار في ذاك الموقف والبحث عمّا ينجي النفس مما هي فيه من كرب، تماماً كما ان زفرة واحدة من جهنم في ذلك اليوم، ما ابقت على ملك او نبي الا جثي على ركبتيه من شر ما يجد من تلك الزفرة.. اما سيدنا ابراهيم.. فقد بحث عما يمكن ان ينجيه من هول ذلك اليوم، فلم يجد الا ميزة كونه خليل الله تعالى، فيشفع بها.. لكن لنفسه فقط.. وحده عليه الصلاة والسلام نبينا محمد الذي وقف في وسط هول ذلك اليوم ليقول يا الله.. امتي .. امتي..
ويقول ابن عباس في تأويل هذه الآية ما تزال الخصومة بالناس يوم القيامة حتى تخاصم الروح الجسد نعم حتى الروح والجسد العنوان اللذان عاشا معاً على امتداد حياة كل انسان منذ بدايات نشأته حين تفتحت فيه الروح قبل ان يرى نور الحياة والى ان فارقته هذه الروح عند الممات، حين عادت اليه يوم الحساب، عادت لتتخاصم والجسد الذي كان رفيق دربها على امتداد الايام كلها، هي تقول ان الروح خلقها الله دونما حول ولا قوة خالية من كل ادوات القوة، فهلا نجيتني واوقعت العذاب على الجسد، فيقول الجسد مثل قولها ويضيف الى ان جاءت الروح ففعلت وجودي فهلا نجيتني واوقعت عليها العذاب.. لكنهم جميعاً لا يظلمون..

منقول