مفلح العدوان - تصوير حسن التميمي - هي القطرة الأخيرة.. صار لا بد من استيعاب لغة صمتها، ودلالة وميضها، كي لا يسود الجفاف المدينة!!. *** كأنها الخارجة من سجن كان يحصرها وراء الجدار، والبلاط، داخل أنابيب تؤدي دور السلاسل في استعبادها للماء قبل أن يصل، أخيرا، إلى هذا الرأس المتشكل على هيئة الحنفية . *** هي ذي القطرة تلوذ باللحظة الحاسمة قبل السقوط.. تقف على الحافة الأخيرة من رحلة العبث و الهَدْرِ ، تريد أن تعلن وصيتها، وترغب أن تبث مخاوفها بيانا صادقا على الملأ: يا عباد الله، اسمعوا، وعوا.. من كان منكم يملك الماء، فليهبه لمن لا يملكه..هذا زمان البحث عن الماء، كي لا يحيق بكم البلاء!! . *** هي القطرة الأخيرة.. . مرّت على مئات المواقع؛ ارتفعت غماما، وسقطت نهرا، ومشت تحت التراب، وتغلغلت في برودة الجماد، وحرارة الأجساد، فصارت مرة عَرَقا، ومرة ثلجا.. تارة ندى، وحينا بخارا.. وفي شجن الليالي تصير دمعا، وتبقى تتقمص، هذه القطرة، كل تلك الأشكال، في بحثها الأزلي عن منصتها الأخيرة، لتستوي فزاعة خوف في شكلها الجنائزي الملفع بفضة الكفن!!.