موضوع: ماذا يحدث للغابات في العالم ؟ السبت أغسطس 23, 2008 10:07 am
ماذا يحدث للغابات في العالم ؟
د. أيّوب أبو ديّة - لقد ظهرت الغابات على سطح الكرة الأرضية منذ مئات الملايين من السنين، أي قبل ظهور أي أنواع متطورة من الحياة على الأرض، وتشكل الغابات الاستوائية التي تتحكم في مناخ الأرض نحو نصف الغابات في العالم، وهي تتعرض اليوم لانتهاكات هائلة تهددها بالانقراض، فهل يجوز أن تغض الأسرة الدولية الطرف عن هذا الإجرام المتعمد برئة التنوع الحيوي في العالم بأسره؟ يشكل الاعتداء على الغابات خطراً داهماً يُقوّض محاولات الحفاظ على البيئة في وضع متزن، إذ تتناقص الغابات في العالم سنوياً بمعدلات كبيرة تصل سنوياً إلى حد اندثار غابات بمساحة تعادل مساحة دولة متوسطة الحجم، كإنجلترا مثلاً. وفي إفريقيا، على سبيل المثال، تقدر استخدامات أخشاب الغابات لغايات التدفئة والطهو والبناء إلى نحو نصف ما يُقطع من أشجار. وتشير بعض الإحصاءَات إلى أن الأفارقة يستهلكون أكثر من 70% من حاجتهم للطاقة اعتماداً على الأشجار والأعشاب. أما منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة FAO فتشير إحصائياتها إلى أن دولاً مثل إثيوبيا وهايتي يصل مصدر اعتمادها على الأشجار والمخلفات العضوية إلى نحو 90% من حاجتها الكلية للطاقة، فيما يتم حرق الأخشاب في مواقد تقليدية ذات كفاءَة لا تزيد عن 15% فقط من الطاقة المحترقة. وفي ظل ارتفاع أسعار مشتقات النفط الجنوني هذا العام نتطلع بترقب وخوف من فصل الشتاء القادم حيث ينبغي التحضير منذ الآن لتكثيف المراقبة على الغابات في الأردن لحمايتها من الاندثار، كما ينبغي إبداع بدائل للمواطنين، كدعم الجفت من بقايا بذور زيت الزيتون أو تطوير مصادر للطاقة للأسر الفقيرة كالمدافئ التي تعمل على الطاقة الشمسية وتوفير الطباخ الشمسي الذي يقلل من استهلاك الحطب للطبخ، بل ينبغي إطلاق مبادرة جائزة وطنية لمن يبدع حلاً معقولاً لإيجاد مصادر طاقة بديلة ونظيفة بأسعار مقبولة، ولمن يزيد من كفاءَة وسائل التدفئة التقليدية كمدافئ الغاز والكاز. لم يرتفع الوعي في بلادنا بما يتلاءَم مع الأهمية العظمى للأشجار، فنجد المصطافين يتركون بقايا فحمهم متقداً بين الغابات، كما نلحظ الاعتداء الجائر بالرعي والتقليم، ونجد بعض المواطنين يلقون بأعقاب السجاير من المركبات غير مدركين خطورة ما ترتكب أيديهم؛ وبعضهم يلهو بسلخ لحاء الشجر أو بكتابة اسمه ومحبوبته على لحاء الشجر. وما زالت الخطط الوطنية لزراعة الغابات دون الطموح الذي نتطلع إليه. وفيما يلي توضيح نسبة تغير مساحة الغابات في المناطق الاستوائية من العالم من عام 1981 لغاية 1990 * إفريقيا 2ر2 * آسيا ودول المحيط الهادئ 3ر4 ـ * أمريكا اللاتينية والكاريبي 5ر4 ـ * العالم 9ر1 من الدول الغنية بالغابات روسيا والبرازيل وأمريكا الشمالية والصين واندونيسيا وغيرها. وفي حين تتعرض بعض الغابات للتدمير والاستغلال الجائر كالبرازيل وبعض دول أمريكا الجنوبية والأسيوية والإفريقية، تقوم بعض الدول بزيادة الرقعة المزروعة بالأشجار كروسيا والصين وأوروبا عموماً. ويلاحظ من الجدول الأخير تسارع انحسار الغابات في العالم في دول أمريكا اللاتينية ومنطقة بحر الكاريبي بنسبة مرتفعة، مقارنة بإفريقيا مثلاً. ويشكل الاعتداء على الغابات خطراً جديداً على البيئة، إذ يتضح من الجدول مدى انحسار الغابات في العالم، فقد انحسرت مساحة الغابات في المناطق الاستوائية خلال عقد الثمانينيات من القرن العشرين بنسبة تتراوح بين 2ر2 - 5ر4%، فيما بلغ معدل انحسار مساحة الغابات في العالم بمجمله 9ر1% خلال عقد واحد، فماذا سيحدث للعالم إذا استمر هذا التدمير للغابات لعدة عقود قادمة؟