قال علماء إن الطبقة السطحية من الغشاء المخاطي لأمعاء الإنسان والحيوان تأوي على ما يبدو بكتريا مفيدة وإنها تستطيع إمداد هذه البكتريا بشكل متعمد بمواد غذائية لتساعدها بذلك في الحصول على ميزة هامة عن غيرها من الكائنات الدقيقة في الأمعاء. ونشر الباحثون تحت إشراف يوناس شلوتر من جامعة أوكسفورد دراستهم في مجلة «بلوس بايولوجي» ، واعتمدوا في هذه الدراسة على نماذج محاكاة حاسوبية. ومن المعروف أن الإنسان والحيوان، يأوي داخله أعدادا لا حصر لها من البكتريا خاصة في الأمعاء. وتساعد البكتريا الحميدة في هضم المواد الغذائية واستفادة الجسم منها وتقوي الجهاز المناعي، كما تحمي الجسم من مسببات الامراض. وأوضح الباحثون أن اختلال التوازن بين أنواع البكتريا التي تعيش في أمعاء الإنسان يمكن أن يمهد للإصابة بالأمراض وأن «داخل أمعائنا يشبه ساحة معركة تسعى فيها جميع الميكروبات للبقاء على قيد الحياة وتحارب من أجل سيادتها على منطقتها». ودرس الباحثون تحت إشراف شولتر، باستخدام نماذج محاكاة حاسوبية، السبل التي يمكن أن يدعم بها العائل (الإنسان) البكتريا التي تعيش متطفلة عليه وطريقة اختياره لهذه البكتريا من بين الأعداد الهائلة للبكتريا داخل الأمعاء. وأسفر التحليل عن أن الغشاء المخاطي للأمعاء يستطيع دعم البكتريا المفيدة وبشكل هادف وأن ذلك يمكن أن يحدث من خلال إخراج الأمعاء لمواد مضادة للبكتريا مثل أحماض أمينية بعينها أو إفراز مواد غذائية خاصة.