البلد : 
نقاط : 200480
تاريخ التسجيل : 01/01/1970
 | موضوع: شيء من اللغة .. ما الفرق بين إلياس والياسين ؟  الأحد نوفمبر 11, 2012 7:17 am | |
|
شيء من اللغة..ما الفرق بين إلياس والياسين؟
د. كامل جميل ولويل- إني أظن أن الفرق لا يتجاوز جمع المذكر السالم الذي نعرفه بزيادة واو ونون أو ياء ونون على المفرد، إن كلمة (محمدون أو محمدية) مشهورة في أوساط المسلمين وغير المسلمين، وهي جمع مذكر سالم، ومفردها كلمة محمد، لماذا نضيق على أنفسنا وندخل الحجرة المظلمة ولا نكتفي بالأمر الواضح الظاهر، لقد ظن من ارتابت نفسه في كل شيء تقريباً، أنّ الصواب كلمة إلياس، وأن كاتباً ما اخطأ فقرأ الياسين ثم كتبها الياسين، هَبْ اني أكره الشيوعية والإلحاد، لكني لا أقول إنّ ستالين الشيوعي الإلحادي لم يكسب الحرب العالمية الثانية، لا يجوز للإنسان أن يكون جاحداً حتى في معلوماته الواضحة المحددة.
ادعى أحدهم أن كتبة المصحف نسوا فسجلوا الياسين بدل أن يسجلوا إلياس، وذلك في قوله تعالى «سلام على إلياسين» الصافات 130، وقد ورد اسم إلياس في السورة ذاتها، وذلك في قوله تعالى «وإن إلياس لمن المرسلين»، ذلك شأن بعض من يرون في أنفسهم القدرة على منازلة أفصح أساليب اللغة، وكأنهم يقفلون قلوبهم عن فهم الحقيقة، إن سورة الصافات ذكرت الاسمين، وما بينهما إلا سبع آيات قصيرة، فمن قرأ إلياس فانه بعد ثوان سيقرأ الياسين، وإن ملايين البشر سيقرءون فالخطأ خيال من خيالات الواهمين، وكان المفترض ان يقول القارئ، هل جاء إلياس وحيٌ لذاته فقط، أم جاءه وحي ليبلغ الناس، ولو قرأ احدهم سورة الصافات جيداً لوجد أن السورة تتناول النبي ثم تتناول قومه الذين أطاعوا او لم يطيعوا فقد ذكر الرسول محمد (صلى الله عليه وسلم) وذكر حال قومه هنا وهناك، وذكر نوح فقال سبحانه «سلام على نوح في العالمين»، ثم ذكر قومه، ثم ذكر إبراهيم مثل ذلك، وذكر موسى وقومه ولما جاء دور إلياس قال سبحانه فيه «وإن إلياس لمن المرسلين إذ قال لقومه ألا تتقون» ثم بيّن حال قومه المكذبين أو المصدقين، وأثنى عليه سبحانه وأعطاه اسمين هما إلياس والياسين، كما أعطى طور سيناء اسمين هما طور سيناء وطور سينين، فان طور سينين تعني الأشجار الملتفة، وهذا معنى مناسب لإلياس، فان أعماله الجبارة التي قام بها لادخال الإيمان في قلوب قومه تستحق الذكر الحسن، فلقد آمن معه بنو إسرائيل وملكهم، ثم ارتد وترك الدين ولكن استمر إلياس بكل طاقاته يدعو أولئك الذين ارتدوا مع رئيسهم، وبذل جهوداً مضنية، فآمن كثير ممن ارتدوا، ولذلك استحق الثناء واستحق قومه المدح، فان صرفت كلمة الياسين إلى إلياس النبي فهي لتعظيمه، كما عظمت سيناء وان صرفتها إلى قومه فان (ال) تعني الأهل، فيكون الياسين دالاً على جمع المذكر السالم، أي على قوم إلياس كما تجمع كلمة (محمد) على محمدين، وأرجو أن يدرس كتاب الله بعلم ومن دون تعصب.
| |
|
