البلد : نقاط : 200480 تاريخ التسجيل : 01/01/1970
| موضوع: سُبل حماية الذاكرة ولماذا ننشطها؟ السبت نوفمبر 03, 2012 8:06 am | |
|
سُبل حماية الذاكرة و لماذا ننشطها ؟
هاشم سلامة- يسعى المتعلمون والاداريون في مقتبل العمر الى تقوية ذاكرتهم حتى يتمكنوا من متابعة المعلومات التي يكتسبونها, وفي هذا العصر المعلوماتي, فإن الكم الهائل من المعارف والمعلومات اصبح يشكل عبئاً على ذاكرة البشر الذين يتنافسون على تحقيق اكبر قدر ممكن من الذاكرة النشيطة واكبر قدر من المعلومات المخزنة في المخ, وبالرغم من انتشار المدارس التي تُعنى بتقوية الذاكرة في الولايات المتحدة الاميركية واوروبا, وتأسيس برامج مركّزة للاطفال المتميزين ذهنياً وتقول الاستاذة الجامعية اخصائية علم النفس سينشيا جرين, في احدى الجامعات الاميركية انه وبالرغم من الاقبال المتزايد على مراكز تقوية الذاكرة واقتناء الكتب التي تُعنى بذلك.. فإننا يجب الاجابة على الاسئلة التالية: هل شعور الانسان بالنسيان يعتبر اشارة على خلل بالمخ؟ هل الذاكرة الخارقة هدف يمكن تحقيقه للانسان العادي؟ واذا توفر ذلك فهل الانسان سيكون سعيد الحظ؟ وتقول: حتى الان لا تتوفر اجابات شافية لهذه الاسئلة, ولكن الابحاث العلمية تكشف كل يوم حقائق جديدة للعلماء حتى يتعرفوا شيئاً فشيئاً على كيميائية وميكانيكية العقل ومدى تأثره بالضغوط الخارجية وعوامل السن, وبالرغم من انهم ما زالوا بعيدين عن اكتشاف الاسرار الحقيقية لعمل العقل, إلا أنهم حققوا تقدماً علمياً في طريق طويل لا أحد يعرف نهايته. وفي مجال حفظ الذاكرة وتقويتها فإن العلماء اتفقوا على ان في الوسائل التالية ما يحفظ الذاكرة ويقويها ويجعلها نشيطة: 1- يمكننا ان نقوي قدرتنا على تذكّر المعلومة لمدة طويلة عن طريق تكرار حفظها وترديدها واسترجاعها. 2- من يرغب في أن يظل حاد الذاكرة يجب عليه النوم لفترات كافية. 3- الابتعاد عن الضغوط النفسية لأن عمل المخ يحتاج الى دورة دموية سليمة وكافية, وهذا لا يتأتى الا بصحة القلب, لأن صحة العقل تأتي من صحة القلب. 4- في مجال الغذاء: تناول الخضار والفواكه الطازجة والابتعاد عن التدخين والدهون.. وفي هذا المجال اكتشف باحثون من اسبانيا ان هنالك علاقة وثيقة بين ايجابية اختبارات الذكاء وكثرة تناول الخضار والفواكه والالياف النباتية، وفي بحث اجراه باحثون في جامعة جنوب كاليفورنيا ان النشاط والرياضة ساعدا كبار السن في الحفاظ على قدراتهم العقلية. 5- اما بالنسبة للعقاقير والادوية: فعلى الرغم من الادعاء بان الفتيامينات والاعشاب والهرمونات تقوي الذاكرة، الا ان هذه الادعاءات لم تثبت فعاليتها، اضافة الى الاثار الجانبية لتلك الادوية التي كان هدف تنافس شركات الدواء العالمية في انتاجها هو الربح المالي اكثر مما هو تحقيق حفظ الذاكرة. ولو تأكد ان الدواء يقوي الذاكرة فان التباين الاقتصادي بين البشر سيحرم الفقراء منهم من الحصول على هذا الدواء المزعوم وذلك بسبب قلة حيلتهم المالية، وهذا ما يسبب خللا في المعادلة، اذ كيف يستوي الامر بين مجموعات تقدمت لامتحان لعمل ما او بحث علمي ما، وكانت هذه المجموعات خليطا من الاغنياء والفقراء، فان الاغنياء فقط هم الذين سيحظون بالفوز دون غيرهم في المسابقات المتعلقة باستكمال الدراسة او الحصول على فرصة عمل وغير ذلك. ان العقل البشري الذي خلقه الله باحكام قد اوجده الله ليسود الكون ويديره، بشكل فطري وتعاوني وان اي تغيير في تركيبة هذا العقل الفطرية ولو كان طفيفا سيُحدث كوارث لا تحمد عقباها، ويبقى القول: بان علينا ان ندرك ان هنالك فارقا كبيرا بين الذاكرة الخارقة والذاكرة العادية المناسبة، وعلينا ان ندرك بان النسيان هو من الله كما ان الذاكرة هي من الله كذلك.
| |
|