أين يتكاثف بخار الماء في المنازل ؟

البلد : نقاط : 200490 تاريخ التسجيل : 01/01/1970

أين يتكاثف بخار الماء في المنازل؟

أضف إلى أن ظاهرة تكاثف بخار الماء على زجاج النوافذ، وهي مؤشر واضح على ارتفاع نسبة الرطوبة في الهواء داخل البناء، فإنها مؤشر واضح كذلك على أن عمليات التكاثف تبدأ على الأسطح الأكثر برودة. ففي حال حدوث التكاثف على أسطح زجاج النوافذ، فإن درجة حرارة أسطح زجاج النوافذ تكون الأدنى مقارنة بأسطح المواد الأخرى الموجودة في داخل الغرفة، وذلك بحكم اتصال زجاج النافذة المباشر مع الجو الخارجي الشديد البرودة وبحكم الانتقالية العالية للحرارة عبر مادة الزجاج.
وهذه الظاهرة الأخيرة تتكرر يومياً في فصل الشتاء عندما نستخدم سياراتنا ونغلق زجاج النوافذ، فإن تكاثف بخار الماء الناتج عن تنفسنا يؤدي إلى تشكل طبقة من قطرات الماء الصغيرة على الزجاج فتعوق الرؤية. ونحن نعلم ما هو الحل في هذه الحالة: فإما تدفئة الزجاج أو طرد الهواء المشبع ببخار الماء بتشغيل التهوية أو فتح النوافذ.
وهذان الحلان اللذان نمارسهما بتلقائية في مركباتنا هما تماماً الحلان الممكنان في الأبنية. فإما أن نطرد بخار الماء بالتهوية الطبيعية (من خلال فتح النوافذ) أو الميكانيكية (من خلال وضع مراوح) أو نقوم برفع درجة حرارة السطوح الباردة، فكيف نفعل ذلك؟
يمكن رفع درجة حرارة أسطح الجدران والسطوح من الداخل بوضع عوازل حرارية في الجدران والسقوف أو برفع درجة حرارة التدفئة، ولكن الحل الأخير غير صحي وغير مستدام لأنه يسرف في الانفاق على الوقود وفي الوقت نفسه لا يحقق راحة حرارية للساكنين.
ويمكننا أن نشير إلى استثناء في حال الأبنية يميزها عن حال السيارة وهو أننا يمكننا أن نسعى إلى تخفيض كمية بخار الماء التي تنتج في داخل المنزل فيما لا نستطيع ذلك في حال السيارة لأن الذي ينتج بخار الماء في داخل السيارة هو تنفس الركاب وحسب.
وبزيادة كمية بخار الماء في داخل البناء تزداد الرطوبة النسبية تبعاً لذلك، ويحدث التكاثف عند درجة حرارة أعلى. فعندما ترتفع نسبة الرطوبة داخل البناء بفعل النشاطات المتنوعة، مع افتراضنا أن درجة الحرارة تبقى ثابتة، يبدأ بخار الماء في التكاثف على الأسطح الأكثر دفئاً من أسطح الزجاج الخارجي، مثل الجدران أوالأسقف أو الأثاث.
ولكن، ما هي الأسطح التي تكون درجة حرارتها أعلى قليلاً من درجة حرارة أسطح الزجاج الخارجي؟
إن الأسطح الأدفئ قليلاً من أسطح الزجاج الخارجي تقع على الأسطح الداخلية للعناصر الإنشائية الخارجية التي تغلف البناء من الخارج، كالجدران والسقوف والأرضيات. وتقع أكثر النقط برودة على جدران وسقوف الأبنية من الداخل بالقرب من مناطق الجسور الحرارية الباردة التي تفقد الحرارة الداخلية إلى الخارج بسرعة أكبر من مثيلاتها المناطق الأخرى الواقعة على الجدران والسقوف أنفسها.
ويمكننا أن نُعرِّف الجسور الحرارية الباردة بأنها هي المناطق التي تقع في العناصر الإنشائية، التي تغلف الأبنية من الخارج وتفصلها عن الجو الخارجي، وتتسم المواد التي تتكون منها بموصلية جيدة للحرارة مقارنة بالمواد التي تتكون منها باقي أجزاء الغلاف الخارجي.
وبعبارة أخرى، الجسور الحرارية الباردة هي تلك المناطق في الجدران الخارجية أو السقوف التي تفقد الحرارة بسرعة أكبر مقارنة لمثيلاتها في الجدار أو السقف ذاته.
وتتشكل مناطق الجسور الباردة عند النقط التي يتوقف حولها العزل الحراري، وعند مناطق أخرى كثيرة. فعلى سبيل المثال، يؤدي وجود عمود خرساني بارز في محيط البناء الخارجي إلى توقف العزل عند طرفي العمود، وبذلك يصبح العمود ذاته منطقة جسر بارد؛ إذ يسهم العمود في فقدان الحرارة الداخلية إلى الخارج بمعدل أكبر مقارنة بالجدران المعزولة من حوله، الأمر الذي يؤدي إلى تدني درجة حرارة سطحه مقارنة بباقي أجزاء الجدار، ومن ثم إلى تكاثف بخار الماء على سطحه أولاً ونمو العفن.
وهناك حالات كثيرة يتشكل عندها مناطق جسور حرارية باردة، نذكر منها : -
- زوايا البناء الخارجية.
- سطوح الأبنية غير المعزولة حرارياً والمكشوفة للجو الخارجي البارد.
- ثغرات في العزل الحراري وسوء تثبيت العازل وقلة سماكته وتدني كفاءَته.
- مواقع التمديدات الداخلية، كالتمديدات الصحية وتمديدات التدفئة وأنابيب تصريف مياه الأمطار وما إليها.
- أرضيات الأبنية، وبخاصة تلك الوقعة فوق مساحات مفتوحة، كمواقف السيارات والتسويات غير المدفأة.
- مناطق اتصال العناصر الإنشائية المسبقة الصب ببعضها.
- أجزاء الجدران المحيطة بفتحات التهوية والإنارة، كفتحات المداخن والمناور والنوافذ وما إلى ذلك.

منقول