البلد : نقاط : 200480 تاريخ التسجيل : 01/01/1970
| موضوع: الأرض أولاً أو السماء ؟ السبت سبتمبر 29, 2012 11:28 am | |
|
الأرض أولاً أو السماء؟
د. كامل جميل ولويل- إنَّ رجلاً سأل ابن عباس رضي الله عنه، قال: «يا ابن عباس إنا نقرأ في سورة فُصلت أن الله تعالى خلق الأرض، ثم خلق السماء، ولكننا نقرأ في سورة النازعات أن الله تعالى خلق السماء قبل الأرض، وإن هذا شيء يحيك في صدري، فكيف كان ذلك؟». قال ابن عباس: خلق الله تعالى الأرض في يومين ثم استوى إلى السماء، فسواهن سبع سماوات في يومَيْن، ثم دحا الأرض أي بسطها فأخرج منها الماء والمرعى والأشجار والآكام وأرسى الجبال في يومين آخرين، ويحك لا يختلف عليك القرآن فإن كلاً من عند الله. كان استعمال الحرف (ثم) الذي يدل على الترتيب والتراخي مؤشراً على الذي خلق أولاً والذي خلق بعده، وبين ابن عباس أن كلمة دحا الأرض تعني أن الأرض موجودة ودحيها يعني تعميرها بالزرع والشجر والجبال وغير ذلك، إذاً فالأرض مخلوقة ولكنها لم تعمر إلا بعد خلق السماء، وقد أعطى سبحانه مدة اليومين لكل مخلوق، فالأرض حصتها يومان، والسماء حصتها يومان، وأقوات البشر وهي تتعلق بلا شك أو ارتياب بالزرع والشجر والدواب والماء والمرعى وغير ذلك كله، لقد كان للأقوات أكبر نصيب. إن الآيات الكريمة التالية من سورة فصلت ثم الآيات من سورة النازعات تبيّن بدء الخلق وبدء الرزق، قال سبحانه: «قل أئنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين وتجعلون له أندادا، ذلك رب العالمين، وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها وقدّر فيها أقواتها في أربعة أيام سواءً للسائلين، ثم استوى إلى السماء، وهي دخان فقال لها وللأرض ائتيا طوعاً أو كرهاً، قالتا أتيْنا طائعين، فقضاهن سبع سماوات في يومين، وأوحى في كل سماء أمرها» فصلت من 27-30، إذاً أمر جل وعلا بجعل السماوات سبعاً في يومين، لقد استكمل بناء الأرض ثم قصد سبحانه إلى السماء فأوجدها في يومين، فجعل فيها الليل والنهار، ورفع السماء كأنها بناء عظيم، قال سبحانه: «أأنتم أشدُ خلقاً أم السماءُ بناها رفع سمكها فسواها»، بلا فطور ولا اعوجاج، ثم قال سبحانه: «والأرض بعد ذلك دحاها»أي بعد خلق الأرض وخلق السماء جاء دور تهيئة هذه الدار الفسيحة للإنسان، وها نحن نعيش بعد ملايين السنين على تلك الأقوات المُقدّرة.
| |
|