البلد : نقاط : 200500 تاريخ التسجيل : 01/01/1970
| موضوع: تماثيل عين غزال .. دهشة عمرها عشرة آلاف عام الثلاثاء يوليو 03, 2012 8:36 am | |
|
تماثيل عين غزال..دهشة عمرها عشرة آلاف عام
سميرة عوض - عشرة آلاف عام من الحضارة في الأردن، تفصلنا عن تماثيل عين غزال، المنحوتة التي أختارتها ادارة مهرجان المسرح الاردني للعام الثاني على التوالي ونفذها على البرونز الفنان حازم الزعبي لتقدم للمشاركين كهدايا تذكارية، تعد من أقدم الآثار الفنية للانسان. أطياف من الدهشة تأخذنا لها، تأسرنا بعيونها الواسعة المرسومة بما يشبه الكحل الأسود بخطوط عريضة، وبشفاهها المضمومة كما لو أنها بصدد ان تطبع قبلة على خد الحياة . كائنات بشرية مكتملة الملامح تؤكد لنا أن عينينا هن أسامينا كما تشدو فيروز، كائنات تردنا لزماننا الأول، تردنا الى فطرتنا الأولى، وبدائيتنا الراقية. أيقونة لمهرجان المسرح
هذه الدهشة مبعثها أختيار تماثيل عين غزال أيقونة مهرجان المسرح الأردني الرابع عشر، في دورته السادسة، كائنات تداعب وجداننا، تستعيد أمجاد ابناء هذه المنطقة من العالم، فعين غزال هذه القرية التي تعود للعصر النيوليثي الحديث تقع الى الشمال من عمّان، عمان المدينةٌ العريقةٌ التي يعود تاريخها إلى أكثر من ثمانية آلاف سنة قبل الميلاد، ومن أهم أثارها تماثيل عين غزال، مروراً باثارها الاخرى الشاهدة على حضارات: العمونيين، الرومان، اليونان، والحضارة العربية الإ سلامية. فينوس الجميلة وآثار عين غزال (ain ghazal) الموجودة حاليا في متحف الاثار الاردني في جبل القلعة، من اهم آثار الحقبه الما قبل الفخارية 7300-5500 ق م (العصر الحجري الحديث) وهي مستوطنة زراعية ورعوية، اكتشف فيها العام 1972 ابان الشروع في شق طريق اتوستراد الزرقاء عمان، لتصطدم عمليات الحفر بأهم تماثيل وأقدمها في العالم أجمع، و سميت بفينوس عين غزال، وهي تماثيل بارتفاع يقارب 3ر1 متر مصنوعه من الجص الليموني البلاستر، تعود لفترة العصر الحجري ما قبل الفخاري الى منتصف الالف الثامن قبل الميلاد. وتؤكد ابحاث علماء الاثار انها تعود الي واحدة من اقدم المستوطنات البشرية في العالم، كما أرخها غاري رولفنسون ود.زيدان كفافي، ومن الجميل ان تعلم أن هذا الموقع يمثل أكبر مستوطنة زراعية من تلك الفترة، كما عثر فيه الى جانب التماثيل على أقدم شارع في العالم. ومن المواقع المشهوره التي تعود إلى هذه الحقبة قرية بسطة الأثرية قرب معان جنوب الأردن والبيضاء إلى الجنوب من البتراء ووادي شعيب في مدينة السلط والبحر الميت، كما تعتبر منطقة نهر الأردن من أقدم المستوطنات للعصر الحجري الحديث. بوح وجسد بلا تفاصيل
اما التماثيل فهي عيون الدهشة تنظر اليك ، أو تنظر اليها، أو ينظر كل منكما الى الآخر، فترى حكايا مدهشة، وبوح استثنائي مبعثه عمر من الحضور/ الغياب يحكى ذاكرة 10 الاف عام، عيون واسعة مفتوحة على امتداد الوجه، تستند على وجه يحمله جسد بلا تفاصيل كثيرة، أحدها جسد مفرد، فيما تطالع تمثال لجسد واحد براسين، فتتساءل: هل هو توحد رجل وأمراة في جسد واحد؟ أم هي فكرة تحاكي اسطورة ... ومهما كانت الاجابة، أو الحقيقة، فان التماثيل النصفية الثلاثة صاحبة الرأسين شغلت علماء الاثار وأدهشتهم كما أدهشتنا، وستظل تدهشنا بقدرتها على البقاء حية تدهشنا رغم 10 الاف عام من التشكل، واقامتها في الصيف والشتاء، ومبعث الدهشة أن مادتها الأساسية من الجص، وليست منحوتة من صخر قاس، أنها الحياة تحبنا أن احببناها، وهذا ما يبرر حكاية تماثيل عين غزال. عمّان مهد الاستيطان
أثبتت الدراسات الأثرية أن مدينة عمّان كانت مهدا للإنسان الأول منذ العصور ما قبل الحجرية،حيث أقام الإنسان في الكهوف المنتشرة في المنطقة،وقد اكتشفت أول الحضارات الإنسانية في عمّان في موقع عين غزال إذ تعود آثاره إلى عام(7300) قبل الميلاد. وبدأ العمران في عمّان القديمة منذ بداية العصور الحجرية الحديثة التي تميزت بالاستقرار النسبي، فراح الإنسان يشيد النصب والأبراج والصوامع، وما زالت بقايا هذه الآثار في جبل القلعة والتاج والمدينة الرياضية وغيرها شاهدة على استيطان مدينة عمّان منذ أقدم العصور. ثم تعاقبت على عمّان عدد من الحضارات، ومنها حضارة العمونيين الذين أسسوا مملكتهم في عمّان سنة(3000)ق.م، وقد أطلقوا عليها اسم ربة عمون - وتعني دار المٌلك- ثم أصبحت فيما بعد عمون. ومع قدوم الإسكندر المقدوني سيطرت الحضارة اليونانية على المدينة الصغيرة، واتخذت اسم فيلادلفيا نسبة إلى القائد بطليموس فيلادلفيوس. وفي عام 106 م قام القائد الروماني (تراجان) بالاستيلاء على مدينة البترا، ثم توجه شمالا، واستولى على مدينة فيلادلفيا ،وشهدت خلال حكم الرومان نشاطا عمرانيا ملحوظا من إنشاء للمباني والأسواق والمدرجات وقاعات الموسيقى والحمامات. ويذكر أن الفنان حازم الزعبي مواليد مدينة اربد الاردن1957، تخرج من اكاديمية الفنون الجميلة - بغداد- 1982، ورئس رابطة الفنانين التشكيليين الاردنيين و له العديد من المعارض الشخصية والمشتركة في الاردن والخارج وحاز جائزة اليونسكو للابداع الفني 1994.
| |
|