كيف تتعامل الاسرة مع طفلها ؟

البلد : نقاط : 200490 تاريخ التسجيل : 01/01/1970

كيف تتعامل الاسرة مع طفلها؟

هاشم سلامة - عندما يتخطى الطفل الحدود والنظام الذي تحدده امه، فان تدخلها يصبح ملحاً لتصحيح اخطائه، وان النظام الذي رسمته الام ما هو الا لتدريب الطفل على ضبط النفس ولا يكفي الحب الذي تغدقه الام على طفلها دون علمه، فيجب ان يشعر الطفل بهذا الحب حتى يتفاعل مع امه ويصبح اكثر طاعة وانضباطاً. ولكي تنجح الام في ان تكون اماً ناجحة وان تكون امومتها قد حققت الهدف فعليها بما يلي:
• ان تسند لطفلها واجبات محددة ومنتظمة لأن الاطفال مغرمون بالشعور بانهم جزء مهم من الاسرة ويشتركون في المسؤولية وهم يشعرون بالاهمية حينما تسند اليهم بعض المهمات البسيطة في المنزل لانهم سيشعرون بانهم اصحاب دور في اسرتهم وليسوا مجرد اطفال قاصرين يتلقون الأوامر والمساعدة فقط، فعلى الام وباشرافها ان تكلف طفلها بترتيب غرفته واغراضه وكتبه ولا بأس في ان يساعدها في بعض اعمالها المنزلية.
• عدم التشاجر امام الاطفال: ان مجرد النقاش الحاد بين الأبوين سيلقي على الطفل ظلاله الداكنة التي قد تؤثر على مستقبله، فكيف لو حصل شجار حاد جدا بين الوالدين أمام الطفل؟ فعلى الوالدين هنا وخصوصا الأم ان تمتص كل اسباب النقاش والشجار قبل وقوعه بين الأبوين خصوصاً في حضور الاطفال.
• ان تتجنب الأم اتباع العقاب الجسماني على طفلها، لان الصفع لا يؤتي ثمارا ايجابية، وعلى العكس يمكن زجر الطفل بلطف، وان تعمد الأم الى اسلوب المكافأة وليس العقاب استنادا الى مبدأ ان الثواب افضل من العقاب.
• ان تكون الأم ثابتة الموقف، وان لا تغيّر من آرائها ومواقفها ازاء اسلوبها التربوي حتى لا تهتز صورتها في عين طفلها، فهي قدوته، وعلى القدوة ان تكون حريصة على جدية وثبات المواقف حتى لا تحدث ثغرة ينفذ من خلالها الطفل فيلجأ الى ابتزاز امه بالطلبات والسلوك وحتى تجنبه هو كذلك تأرجح الموقف.
• ان لا تبالغ الام في حماية طفلها، فلتترك له مساحة من الحرية في ممارسة حياته كما يشاء ولكن باشرافها، فالطفل سيتعود بمرور الزمن على الاعتناء بنفسه وبدافع فطري، اذ ان غريزة حب البقاء واثبات الذات تجعله يحارب ويخوض معركته بنفسه ولتعوّد الأم طفلها على حماية نفسه بنفسه، حتى تتكون لديه مَلكة الاعتماد على النفس.
• أن لا تسخر الأم من طفلها اذا ارتكب خطأ، بل بشرح ما هو الصحيح حتى يتجنب الخطأ في المرات القادمة، فالسخرية تجرّد الطفل من أي رغبة لتحسين نفسه، وتشعره بالاحباط الذي اذا تراكم لديه يحوّله الى شخصية معقدة متشائمة، وتحول بينه وبين النضج العاطفي والانفعالي.
• ان لا تشغل الأم طفلها بمشاكل الكبار، فالبيوت لا تخلو من المشاكل فيجب والحالة هذه ان تنأى الأم بطفلها عن هذه المشاكل، وأن تحلّ مشاكل بيتها بمعزل عن توريط الطفل في هذه المشاكل.
• لا يستحسن ان تخصص الام غرفة منفردة لأبنها، فخبراء العلاقات الانسانية يقولون بان تخصيص غرفة مستقلة لكل طفل يحمل في طياته خطرا على الاسرة والمجتمع، اذ ان الغرفة الخاصة تمثل اول هروب للطفل من منظومة الاسرة، وتجعله يجنح للأنانية، ويبتعد عن روح الجماعة. كما ان الغرفة الخاصة تحرم الطفل من المشاركة والتفاعل الوجداني والعاطفي مع الاسرة التي يفترض ان تكون متوائمة في سرائها وضرائها.
وبالرغم من اهمية احترام خصوصية الطفل إلا أنه في حالة امتلاكه مذياعه الخاص وهاتفه وتلفزيونه فانه قد يشعر بان اسرته أمّنت له هذه الاشياء للتخلص منه، فعلى الأم والأب ان يجعلا طفلهما ينخرط في حياة العائلة ونشاطاتها وان تشترك العائلة جميعها بالسهر والسمر دون حرمان الاطفال من ذلك ليبقى هؤلاء الاطفال على صلة عاطفية ووجدانية مع اسرتهم حتى يتاح لهم جو النمو والنضوج العاطفي والوجداني كما ان انخراط الطفل في اسرته يوفر له شعور الانتماء حتى يتبادل مع الاسرة والجماعة مشاعر الحب والدفء والتعاون،وحتى يستطيع البوح بما في خلده، وبنفس الوقت حتى يستمع للغير ليتعلم فضيلة وفن الإصغاء. وبهذا سينشأ الطفل نشأة مناسبة توفر له حاجاته العاطفية والوجدانية التي فُطر عليها، وهذا ما لن توفره له غرفته الخاصة.