البلد : نقاط : 200510 تاريخ التسجيل : 01/01/1970
| موضوع: تأثير الحالة النفسية للمرأة على حملها الأحد فبراير 19, 2012 3:00 pm | |
|
تأثير الحالة النفسية للمرأة على حملها
د. سميح خوري - لكل امرأة دورة طمثية خاصة بها: والمعدل المثالي للدورة هو 28 يوماً. فمن الوجهة الطبية لا داعي لمعالجة التأخر الذي لا يتجاوز عشرة ايام على الاقل او الاستباق الذي لا يتعدى السبعة ايام. ولا شك في ان الانتظام الدائم، أي ظهور الحيض كل 28 يوماً يطمئن المرأة اكثر من ظهوره تارة كل 21 يوماً وتارة اخرى كل 38 يوماً. ان التحكم بالطبيعة السوية (الفسيولوجية) للطمث معقد للغاية، اذ ان هناك عوامل هرمونية وعصبية تلعب فيه الدور الاهم دون ادنى شط. فلا نستغرب انقطاع الميعاد عن امرأة بعد حادثة أليمة ألمت بها، وذلك بسبب تأثر الجهاز العصبي (الدماغ) بها وانعكاساته على الجهاز التناسلي. تكون الغدد الصماء في جسم الانسان والمبيض بينها تحت اشراف مستمر من قبل الجهاز العصبي المركزي، وهي تتأثر بسرعة الى حد كبير ببعض الانفعالات العصبية، مثل القلق والخوف والفرح والحزن والغضب. ويتحكم في آلية الدورة الطمثية ثلاثة اجزاء مهمة هي: الدماغ المتوسط والنخامية الامامية والمبيضان. ويتم هذا التحكم عن طريق عمل مجموعة من الهرمونات، كما تلعب هرمونات الغدة الدرقية دور في آلية التنظيم هذه. ان للتأثير النفسي على الجسم والغدد الصماء مضاعفات وخيمة من حيث التأثير في الاتساق القائم بين هذه الاجزاء مما قد يؤدي هذا الى الاضرار بالافراز الهرموني العام في الجسم. وهكذا اذا صدمت المرأة نفسياً يضطرب محور الدماغ المتوسط - الغدة النخامية مما يؤثر في افرازه الهرموني على المبيض. ولذلك نجد ان الانفعالات النفسية شديدة الوطأة تؤثر في الجهاز العصبي كله الذي يمتد الى الاعضاء التناسلية والغدد والاوردة والشرايين الدموية فتحصل اضطرابات هورمو-عصبية ليست سوى تجسيد للحالة النفسية. وبناء على هذه المعطيات قد يحصل العقم لاسباب متنوعة اهمها:. اولا: اضطرابات نفسية - جسمية في العامل المبيضي. وهنا تقسم الاضطرابات الى فئتين، اولهما توقف الدماغ المتوسط عن ارسال هرموناته، ونتيجة ذلك يكون عدم حدوث الاباضة، وثانيهما توقف وظيفة المبيض مباشرة وذلك بالتأثير النفسي على الاعصاب والاوعية الدموية التي تلعب دورا مهما في الاباضة. ثانيا: الضغط النفساني يؤدي الى تقلصات عضلات القناتين الرحميتين وتكون النتيجة اختلال وظيفة القناة واضطراب انتقال البويضة وعدم امكانية التقاط القناة للبويضة مما يؤدي بالنهاية الى عدم الانجاب. واخيرا من المهم الاشارة الى ظاهرة سلبية تسود مجتمعنا الا وهي الاستفسار الدائم من قبل الحماة عن دعم حصول الحمل عند الكنة في الاشهر الاولى من الزواج. فهذا الالحاح والاستفسار المستمر يعرض المرأة الى القلق النفساني ويدخلها في دوامة التفكير والاعتقاد بانها عاقر ويتوجب عليها الذهاب الى الطبيب المختص ليبحث عن سبب عقمها الموهوم ويعطيها العلاج. علما بانه لا داعي للتعجل في البحث عن عدم حصول الحمل في السنة الاولى من الزواج. ولتعلم الحماة والكنة بان مدة الزواج يجب ان تؤخذ بعين الاعتبار كعامل يشار اليه عن حدوث الحمل. فهناك احصائيات دلت على ان 70% من المتزوجات يحملن خلال الاشهر الثلاثة الاولى من الزواج و80 - 85% بعد مضي ستة اشهر وما تبقى يحملن في السنة الثانية من الزواج.
مستشار الامراض النسائية والتوليد وجراحتها
| |
|