موضوع: ارلبيرج .. ملتقى عشاق التزلج في العالم الأربعاء فبراير 15, 2012 4:48 pm
ارلبيرج.. ملتقي عشاق التزلج في العالم
إذا كانت أعمال المثال البريطاني الشهير انتوني جورملي وإبداعاته من تماثيل للبشر مصدر جذب كبير للمهتمين بالفنون فإن سلسلة جبال ارلبيرج تجتذب المتحمسين لرياضات الشتاء من أنحاء العالم بنفس القدر. فهناك، ما تزال التماثيل الحديدية المئة ذات الحجم الطبيعي التي أبدعها الفنان البريطاني قائمة في هدوء كحراس يقظين. يمكن رؤية التماثيل تلك في أماكن مختلفة حول سانت أنطون وسانت كريستوف وشتوبن تسورز وليش على ارتفاع ألفين و39 مترا فوق مستوى سطح البحر بالتمام. ويمكن الوصول إلى بعض تلك التماثيل بسهولة من خلال مدرج تزلج قريب. على الجانب الآخر يقف بعض تلك التماثيل منفردا في الجبال حيث يزورها في الغالب متنزهين مثل جورج الذي وقف تغمره السعادة لينال قسطا من الراحة بالقرب من أحدها. ويقول الرجل المنحدر من ولاية تيرول النمساوية : «هذه التماثيل تبعث سكينة لا تقاوم.» تقف تماثيل كورملي الحديدية في صمت شاهدة على مكان تزلج يتزايد نبضه بالحيوية وغناه بالألوان بوتيرة متسارعة في سلسلة جبال ارلبيرج غربي النمسا. بلدة ليش وقبل كل شيئ سانت أنطون هما نجمان الأكبر في عالم التزلج على الجليد فليس هناك ثمة مكان آخر في النمسا يكون المنظر فيه أكثر عالمية. أما في الولايات المتحدة وكندا على وجه التحديد، فإن مقاطعة «ستانتون» تتمتع بسمعة أسطورية في هذا الشأن. وفي المتوسط، يتساقط الجليد على ارلبيرج بارتفاع سبعة أمتار سنويا. وفي منطقة المشاة بسانت أنطون نتيجة لذلك يظهر في كل ثانية شخص حاملا زلاجات عريضة على كتفه وبدلا من الملابس الأنيقة ذات الياقات المصنوعة من الفرو، يرتدي ممارسو رياضة التزلج حلل عملية عالية التكنولوجيا من كندا. وتعد سانت أنطون مكانا لالتقاء الناس من جميع الجنسيات ومن جميع الفئات العمرية. ويقوم الكثير من المتزلجين الشباب بعمل أشياء غريبة الأطوار كما يأتي أشخاص أساسا من أمريكا الشمالية ومن استراليا ومن الدول الاسكندنافية بحثا عن فرص للعمل كنوادل أو كخادمات أو في وظائف متدنية، ببساطة كي يتمكنوا من توفير نفقات قضاء موسم شتاء في ارلبيرج. يقول جورج: «الجميع يلتقون هنا ببساطة». وفي أيام تساقط الجليد ينصح بالخروج بسرعة في الصباح للاستمتاع بالتزلج على الجليد الناعم المتساقط قبل أن تطأه زلاجات السباقين بالتزلج وتضيع معالمه. وإذا ما تساقط الجليد في الليل على قمة فالوجا -البالغ ارتفاعها 2811 مترا- فإن عشاق التزلج على الجليد الناعم المتساقط لتوه يتسابقون في الخروج في الصباح الباكر ليكون كل منهم اول المزلجين على الجليد البكر الذي لم تطأه قدم بعد. وبعد التزلج يبدأ المرح بالنسبة للضيوف الإنجليز في ملهى «كريزي كانجارو» الليلي بينما يتوجه حضور الحفلات من الألمان إلى حانة «موزرفيرت» حيث يشاركون جميعا في التغني بأغاني ما بعد التزلج مثل «أنطون فروم تيرول». لكن سانت انطون ليست نسخة من جبال الألب لمنتجعات السياحة الكثيفة إذ يوجد بها مقاهي هادئة وبارات ومركز للمؤتمرات ومركز استشفاء والمطعم الأكثر ارتفاعا في الألب الحاصل على التصنيف الثاني ضمن تصنيفات مجلة جولت ميلو. وهذه النقطة -فيرفالشتوبه- في محطة جلاتسيش الجبلية لعربات القطار الهوائي هي مقصد للذواقة. وبالنسبة للميالين إلى الرومانسية فإن العشاء على أضواء الشموع في أمسيات الخميس أمر ضروري. لكن في فنادق ارلبيرج الأفضل مثل هوسبيز في سانت كريستوف، فإن الطراز مريح على الرغم من مظاهر الترف والفخامة التي تميزه. وفي المبنى التاريخي الواقع على طريق جبل ارلبيرج تجتمع طبقة النبلاء الأوروبيين وأهل الصناعة والنجوم والممثلات الناشئات كل شتاء ليتعارفوا على بعضهم البعض. يطلب هؤلاء النبيذ الفاخر باهظ الثمن من نوع بوردو من ادي فيرنر كبير مدراء هوسبيز الذي يمتلك تشكيلة من اكثر من خمسة آلاف زجاجة كبيرة الحجم يحتفظ بها في قبوه وهو أحد أكبر المخازن في العالم. والأغلى بين تلك الزجاجات هو النبيذ من نوع شاتو شيفال بلانك 2000 الذي تحوي زجاجته 15 لترا ويبلغ ثمنها 48 ألف يورو (62 ألف دولار). أما المدينتان الأعلى ارتفاعا في سلاسل البيرج هما سانت كريستوف وزيورس وهما المكانان المثاليان لعشاق الرياضة والمناظر الطبيعية حيث يفضلون التمشي في ضوء النجوم ليلا صوب نافذة التسوق أو التجول في بلدات الوادي. وعلى العكس، فإن سانت أنطون يفضلها محبو الحفلات والتزلج على المنحدرات الجبلية. وعلى الجانب الآخر، فإن ستوبين هي أكثر القرى الأصلية وأكثر مكان ملاءمة لميزانية الأسرة.
الأربعاء فبراير 15, 2012 4:48 pm