البلد : نقاط : 200480 تاريخ التسجيل : 01/01/1970
| موضوع: الوشاية .. فحيح يبث السم السبت يناير 28, 2012 7:27 pm | |
|
الوشاية.. فحيح يبث السم
حاتم العبادي - كان يظن ان ''لكل مجتهد نصيب''، وان الجد والانجاز هما طريق النجاح والترقي في العمل وجسر العبور الى المستقبل، الى ان جاء ذلك اليوم.. فلا ابتسامته الدائمة وحسه الفكاهي اخفيا احساس ''اياد'' بالظلم دون سبب او مبرر...انما هي الوشاية تفعل فعلها. يومها تسلم قرار نقله بتندر، لانه لم يصدق ولم يستوعب ان الوشاية هي معيار التقييم، وما يبنى عليه القرار، وللوهلة الاولى تراءت له مبادؤه وكأنها تتهاوى. والوشاية في تعريفها هي التبليغ الكاذب الذي يكون المراد منه إلحاق ضرر بالمبلغ ضده، وذلك بنقل أخبار لا أساس لها من الصحة مع علم الواشي بزيفها. وهي، وان اختلفت مسمياتها أتت على كل ما آمن به إياد طيلة ستة أعوام ليستعيد المثل الشعبي (حط راسك بين الرؤوس...)، ويفكر ''اليس هذا هو النهج الافضل؟'' هو الذي طالما سعى لأن يكون الأفضل والاحرص في عمله، بشهادة زملائه، المحبين والغابطين له على حد سواء، فهم الذين تفاجأوا وتأثروا حين تجرع مرارة الإحساس بالظلم. بعد سنوات من العمل الدؤوب، يتفاجأ بقرار نقله من مكان عمله دون سابق إنذار، بسبب وشاية رويت على لسانه كذبا. وبعد ان كان ينتظر ثمار جهده، أصبح يبحث عمن ينصفه في الحصول على حقه، وصدت الأبواب في وجهه، فأمسى يواسي نفسه بالقول أن ''الخدمة والعمل غير مرتبط بموقع''. اياد من الذين وقعوا ضحية واش يستمتع بنقل الكلام والكذب ليلحق الضرر بالاخرين. فالوشاية تبدو وكأنها ظاهرة اجتماعية، رغم ان الجنة لا يدخلها نمَّام.. ويعزو علماء الاجتماع سلوك الوشاية إلى ضعف الشخصية، وعدم ثقة بالنفس و نقص الكفاءة، وتقول دراسات اجتماعية ان الواشي يجد في مثل هذا السلوك وسيلة لإثبات ذاته، لا سيما لدى العاجزين عن المنافسة الشريفة... كما يردها البعض إلى سلوك مكتسب من البيئة المحيطة بذلك الشخص سواء الاقتصادية أو الاجتماعية. ويوضح اخصائيون اجتماعيون ان طبيعة العلاقات الاجتماعية والنظم الادارية قد تكون احد اهم البيئات المساعدة في انتشار الوشاية بين الموظفي ما يسمح بانتشار الفئوية والواسطة احيانا، لتحقيق مكاسب غير مشروعة. ويدعو الخبراء الى اعتماد أسس حازمه وموضوعية وشفافة ما يحد من هذه الظاهرة، ويؤسس لمجتمع اكثر مدينة وانفتاحا. وينبه مختصون في علم الاجتماع الى إشكالية اقحام ''الشخصنة'' في المصلحة العامة او العمل. والوشاية نوعان، ففي الحالة الاولى قد يتطوع موظفون للوشاية بزملائهم لتحقيق مكاسب شخصية وهو ما يسمى في علم الاجتماع بـ''الفهلوة''. اما الحالة الثانية فيطلب المديرون من العاملين معلومات عن زملائهم بما يسهم في اشاعة جو الوشاية في بيئة العمل.و يؤثر سلبا على انجازات المؤسسات وتطورها، بحسب علماء الادارة. ولا يفصل علماء الاجتماع الوشاية عن الكذب فهي صفة مكتسبة لا تورث، اذ يكتسبها الفرد نتيجة احتكاكه بالوسط الاجتماعي الذي يعيش فيه، فحين يكثر الشعور بالخوف يكثر الفرد من الكذب. وعادة ما يكون مصحوباً ببعض مظاهر السلوك السلبي كالغش والخداع والنفاق والغيبة والنميمة والوشاية. والكذب كما الوشاية قد يحدث بقصد الانتقام والكراهية او بسبب الفشل او للخداع اوالكذب الادعائي، كما في حالة تضخم الذات. وقد يحدث من أجل مسايرة الجماعة والأفراد الآخرين من أصحاب اتخاذ القرار داخل المجتمع او العمل ما يؤثر على الانتاجية لدى الأفراد داخل المؤسسات، حيث يتحول الهدف الرئيسي للكاذبين والوشاة من العمل الجاد الى الشوشرة والافتراءات على بقية زملائهم ونقل المعلومات الخاطئة الى رئيسهم في العمل داخل هذه المؤسسة. بقصد النفاق الاجتماعي لرئيسهم، ما يجعل العمل رياء وينشر الفوضى والسلبية ، ويسهم في تعطيل الانتاج وعدم تقدم المجتمع. لكن إياد، الذي تعرض لغدر الوشاة وظلم القرار، عاد الى مبادئه لأن الانتماء لها أكبر من الارتهان لقرار ما.
| |
|