البلد : نقاط : 200510 تاريخ التسجيل : 01/01/1970
| موضوع: ايهما أكثر توازنا داخل الأسرة .. الرجل أم المرأة ؟ السبت يناير 28, 2012 1:37 pm | |
|
ايهما اكثر توازنا داخل الاسرة .. الرجل ام المرأة؟
ياسين الجيلاني - قد تبدو الاجابة عن هذا السؤال اكثر وضوحا، اذا بحثنا في اصل الخلاف المزمن بين الرجل والمرأة، واذا علمنا ان الرجل والمرأة في حالة مستمرة من الكبرياء والعناد، ويعانيان صراعا في التكيف النفسي والتوافق الاجتماعي، فان هذا الصراع الديناميكي قد يستمر، حتى في احسن حالات التعاون والوئام بينهما، وهو في الوقت ذاته، يدور بين مجموعتين من القوى، احداهما دافعة والاخرى مانعة، وبتفاعل هذه القوى نجد انهما يسعيان الى تأكيد توازنهما، حتى يصل كل منهما الى اهدافه الخاصة. إن اول ما ينبغي ان نقف عنده، ان الرجل والمرأة لا يعيشان في عالم مادي من الحركة والتغيير، بقدر ما يعيشان في عالم من القيم.. وهذه القيم، إما هي موجبة جاذبة، او سالبة منفرة، وبين هاتين القيمتين، هناك دوافع متناقضة: الحب والكراهية، الاطمئنان والخوف، الاجلال والاذلال، التعاون والتنافس، السيطرة والخضوع، ويضاف اليهما الاتجاهات التي توجه سلوكهما وتلونه. وهذا التناقض في القيم، يجعل التفاهم بين الرجل والمرأة امرا صعبا، والسبب، ان الباحث حين يتكلم عن جنسه، او الجنس الآخر، نراه متأثرا بتجاربه السابقة، او بالصورة التي قد يكون اكتسبها منذ طفولته عن ابيه وامه. ومما يزيد في البعد عن الرجل والمرأة، ان معظم الباحثين الاجتماعيين او المفكرين والمشرعين، كانوا من الرجال، وكانوا عندما يتحدثون عن المرأة، كثيرا ما يصفونها بالضعف والحيلة والمكر والدهاء، وغيرها من الصفات التي يتخذها القوي للتغلب على الضعيف. كما لا ننسى، ان الاساليب الخاطئة التي يلجأ اليها بعض الآباء في تربية اطفالهم وتنشئتهم، من شأنها ان تزرع في نفوس الناشئين سوء التفاهم بين الجنسين، مما يجعل كل جنس يقف من الآخر موقف الضد والعداء والازدراء، او التحفظ والحذر، واحيانا المجاملة المصطنعة، وان من واجب الآباء والامهات ان يزيلوا سوء التفاهم هذا، او التقليل من حدته، وان لا يجعلوا من الشخص الواحد، ارضا خصبة للاحباط وسوء التوافق والتعاسة، كما لا يجوز شرعا او خلقا، ان نعقد المفاضلة بين الجنسين في حياتنا الاجتماعية، فلكل من المرأة والرجل، وظيفة مشتركة في تربية الابناء وتهيئتهم لمستقبل افضل، مثلما لا يجوز ان تعقد مقارنة بين البنت والولد . ولنتساءل الان عن منشأ هذا التطلع الفائق الى الكمال المطلق الذي يطبع المرأة بطابعه الخاص، قد يقول بعضهم: إن المرأة لم تقف هذا الموقف، إلا كرد فعل للاوضاع الاجتماعية والاقتصادية التي فرضها الرجل عليها، وهو صاحب السلطة التشريعية وغيرها من السلطات، التي جعلتها تعتقد وتشعر انها كائن ضعيف ناقص محكوم عليه، ان يظل على الدوام قاصرا.. والان وقد نهضت المرأة من سباتها واخذت تطالب بحقوقها المهضومة وبالمساواة التامة بينها وبين الرجل، وبعد ان نالت حريتها في الحقوق الزوجية ومنحها القانون المدني حقها في خلع زوجها متى شاءت، نجدها راضية بان تخفف من وطأة هذا المثل الاعلى، متجهة الى ان تسلك طريقا اقل وعورة من الطريق الذي رسمه لها الرجل. وفي كل الاحوال، فان تحقيق التوازن عند المرأة والرجل، يتوقف على نموهما النفسي واستقراره، وعلى مدى استقرار وظائفهما الفسيولوجية وثباتها، ولعلنا لا نخطئ، اذا قلنا، ان التوازن الفسيولوجي في المرأة اشد تعقدا، وادق تركيبا، لانها اكثر عرضة للتغيير والاختلال في توازنها الفسيولوجي عما هو عند الرجل، كما ان توازنها السيكولوجي، أعسر تحقيقا من التوازن السيكولوجي لدى الرجل، وما دمنا نسلم بالارتباط الوثيق بين الجوانب النفسية والجسمية وتبادل الاثر بينهما، فان المرأة تكون أميل الى تأمل نفسها في المرآة، وتجميل وجهها باستمرار لاثبات ذاتها، او لارضاء نفسها بنقائصها الجسمية لتحقيق مثلها الاعلى في الجمال والكمال. ويبقى السؤال: هل يأتي يوم تتخلص فيه المرأة من تأثير هرمون الحب وهرمون الامومة، من اجل سعادتها الحقة وتوازنها النفسي، ام ان ميلها الطبيعي الى التجميل واستخدام اساليب الاغراء والجذب يساعدها على القيام بهذا الدور؟ إن ما يخشاه الرجل باستمرار، ان المرأة في مدى كل شهر تمر بمرحلتين نفسيتين مختلفتين: مرحلة الزوجية ثم مرحلة الامومة، بمعنى ان المرأة في حالة تقلب في المزاج، من الانتقال من حالة الفرح والاطمئنان والهدوء المتزن، الى حالة الكآبة والقلق والتوتر، فهي كالآلة الموسيقية المهددة ببعض الخلل، والتي تتطلب باستمرار تنسيق اوتارها برفق ولين، ويقع عبء هذا التنسيق على كاهل الزوج او الرجل، الذي قد تصدمه احيانا هذه التقلبات الفجائية في مزاج المرأة.
منقول
| |
|