موضوع: من أصغر الحشرات في العالم الجمعة يناير 20, 2012 12:44 pm
أصغر الحشرات فى العالم تعقيب محمد هاشم عبد البارى بسم الله الرحمن الرحيم
إنها بالفعل زنابير، وهى أصغر الحشرات التي تم تسجيلها حتى تاريخه. فطولها 0.21 من الملليمتر. إنها تحتوى بداخلها على ما يحتويه الفيل بالضبط. فهي تمتلك المخ وبقية الجهاز العصبي المركزي والأعصاب، وتمتلك الجهاز الهضمي وتمتلك الجهاز الدوري، وتمتلك الجهاز التنفسي، وتمتلك الجهاز الاخراجى، وتمتلك الجهاز التناسلي، وتتزاوج وتضع البيض، وتمتلك اللحم والشحم، ولكنها مثل بقية الحشرات ليس لها هيكل عظمى! إنها أصغر الحشرات المعروفة حتى الآن، ولكن أكبر الحشرات جسما يبلغ نحو 6 بوصات في الطول وهو خنفساء الكركدن"الخرتيت أو وحيد القرن"!
وتسمى تلك المجموعة من الحشرات "بالذباب الجنيّ". وهى من عائلة تسمى "ميماريدى Mymaridae" أجنحتها الأمامية ملعقية الشكل، وتحوى 108 أجناس تضم 1424 نوعا مختلفا. ولكنّ الوضع ليس هكذا دائما من حيث الحجم في "الذباب الجنيّ" من حيث صغر الحجم، فبعضه أكبر حجما. فعلى سبيل المثال هناك نوع واحد يكون عرضه 3مم عند فرد جناحيه، وبالرغم من أنه لا يتراءى كبيرا إلا أنه على كل حال أكبر حجما من ذلك النوع المسمى "ميرمار Myrmar sp." الذي طوله 0.21 من الملليمتر. وعموما لا يزيد أكبر أنواع الزنابير الجنيّة عن 1.8 ملليمتر في الطول.
إن ذلك النوع الأخير "ميرمار" هو زنبور طفيلي. انه يفترس بيوض الحشرات الأخرى طوال اليوم. لقد استخدم علماء الحشرات ذلك الطفيل البيضى المتناهي الصغر في الحقيقة كسلاح ضدّ الآفات الحشرية للمساعدة في الحد من عشائر تلك الآفات وتحجيمها لمكافحتها في برامج المكافحة البيولوجية. وذلك جانب من جوانب المكافحة الأحيائية "البيولوجية" للآفات باستخدام حشرات ضد حشرات (أحياء ضد أحياء). ومن جوانب المكافحة الأحيائية للآفات الحشرية أيضا استخدام العناكب، واستخدام الطيور، واستخدام الديدان الطفيلية التي تسمى "النيماتودا"، فالحشرات لها ديدانها الطفيلية التي تمرضها مثلنا تماما، ومن جوانب المكافحة البيولوجية استخدام الحشرات المفترسة التي تأكل غيرها أكلا وتفترسها التهاما، ومن جوانب المكافحة البيولوجية استخدام الفطريات والبكتيريا والفيروسات الممرضة للحشرات. إنها حرب بيولوجية يديرها الإنسان بالكائنات الحية ضد الآفات الحشرية.
إن ذلك الزنبور البيضى "ميرمار" هو زنبور بارع حقيقة في عمله الذي أوكله إليه الله الذي خلقه الله من أجله. انه قادر على المكافحة الفعالة لأنواع متباينة من عشائر الآفات الحشرية. فعندما لا يتاح له استغلال البيض الضئيل الحجم الذي لا حول له ولا قوة فان تلك الزنابير تأوي إلى الماء وتتدلى فيه وتسبح فيه! بعض أنواعه في الحقيقة تستقر وتسبح تحت الماء حيث يمكنها استعمال أجنحتها كزعانف! هذه المخلوقات العجيبة المؤثرة التي تدعو إلى التأمل والعجب والإعجاب يمكنها البقاء غاطسة في الماء لمدة طويلة تصل إلى 15 يوما! إنها تقضى حياتها تحت الماء وتقوم بكل أنشطة حياتها فيه. فهي تتزاوج تحت الماء وتضع بيضها تحت الماء. إنها زنابير حقيقة ولكنها لا شك لا تشبه بقية الزنابير التي في مخيلتنا! فعندما يحين وقت الخروج من الماء وتجفيف الجسم والبحث عن الطعام فإنها بكل بساطة تسير وتمشى وتتسلق أي عود أو عصى أو نبات لتخرج من الماء. وبمجرد جفافها فإنها تكون جاهزة ومهيّأة للتمشية بحثا عن المزيد من بيض الحشرات لتضع فيه بيضها – فى بعض الأنواع- ولتنبش فيه وتلتهمه. إنها تستطيع أن تهاجم البيض المختبئ في أنسجة النبات أو المختبئ تحت حراشف النباتات أو المختبئ في التربة!
إذن لم يضرب لنا الله تبارك وتعالى مثلا في ضآلة وضعف مخلوقاته بالبعوضة وكفى. فالمسألة ليست مسألة بعوضة فحسب. ولكنّ الإنسان وقت نزول القرآن الكريم لم يكن يعرف مخلوقا أكثر حقارة من البعوضة ولا مهانة منها وان لا يوجد مخلوق حقير لله على الاطلاق الا الذى رده الله أسفل سافلين. ولم يعرف مخلوقا أضعف من الذبابة ولا أهون منها، ولم يعرف مخلوقا أصغر من الذرة تراه عينه المجرّدة، والذرة في مفهوم العرب وقتئذ كانت هي "خادرة" وهى مفرد خادرات (عذارى) النمل وجمعها ذرّ! .
فلم تكن هناك أدوات بصرية ولا عدسات مكبّرة ولا ميكروسكوبات لكي تساعدهم ليروا بها ويدركوا مخلوقاته المتناهية الصغر. وحتى بعد أن امتلك الإنسان تلك الأدوات البصرية فانه كلما طوّرها كلما اكتشف الأصغر والأصغر. إننا وحتى اليوم لا نزال نكتشف الأصغر وسوف نظل نكتشف الأصغر حتى قيام الساعة. لذلك فلم يتركنا ربنا لهواجسنا في القرن الواحد والعشرين ولا حتى في القرن الثلاثين عندما نتلو قرآنه فقال عن الذرة "ولا أصغر من ذلك ولا أكبر". أي سوف تعرفون يا بني آدم أنّ هناك أصغر من تلك الذرة التي تستطيعون بالكاد رؤيتها بأعينكم المجرّدة.
ولذلك أيضا فلم يضرب الله المثل بالصغر والمهانة والضعف في مخلوقاته بالبعوضة فحسب ولكنه جل شأنه قال "فما فوقها" أي ما فوقها أو ما يفوقها من الضآلة ومن الدقة ومن اللطف ومن الضعف ومن الهوان، فترك لنا الأمر مفتوحا لنعرف "ما فوقها" من ملايين ومليارات المخلوقات إلى قيام الساعة:
اللهم اهدنا فيمن هديت و لا تجعلنا من الذين ضلوا و أضلوا من الفاسقين بارك الله فيك يا منة الله محمد هاشم عبد الباري 19 يناير 2012 ************************************
من أصغر الحشرات في العالم
إنها حشرة صغيرة جداً ليست هي الأصغر ولكن هناك الكثير من الحشرات وكلها تستحق الدراسة والتفكر، ولكن اخترت لكم هذه الحشرة لأنها بالفعل جميلة ولا يكاد يراها الإنسان، لنتأمل....
هذه صورة عرضها موقع ناشيونال جيوغرافيك لحشرة تدعى fairy-fly wasp ويبلغ طول هذه الحشرة فقط 0.2 مليمتر، أي أنها بالكاد يمكن رؤيتها بالعين المجردة، وعلى الرغم من صغر هذه الحشرة إلا أنها تتمتع بنظام كامل يساعدها على الاستمرار في حياتها. فهي تمللك دماغاً فيه آلاف الخلايا، وفيها نظام للتنفس ونظام للتكاثر ونظام للتفكير واتخاذ القرارات، ويعجب العلماء من دقة صناعة هذه الحشرة، ونقول كما قال تعالى مخاطباً أولئك الملحدين الذين يؤمنون بالطبيعة والمصادفة: