موضوع: التنين .. في الأساطير وفنون شرق آسيا الأربعاء يناير 18, 2012 7:23 pm
التنين .. في الاساطير وفنون شرق آسيا
تلتقي معظم اساطير الشعوب في تصور شكل التنين في الغالب على انه حيوان يمتزج شكله ما بين الزواحف والطيور، ويقال ان له مخالب اسد و اجنحة نسر وذنب افعى، ويرجع هذا التصور الى عصور قديمة مثل عصر الدولة البابلية في بلاد ما بين النهرين! وقد انتشرت تلك الصورة الخيالية الطريفة الى بلاد اخرى فيما بعد.. ويختلف هذا التصور او التخيل لأشكال التنين باختلاف البلدان والشعوب التي سادت في اساطيرها قصة حيوان التنين، فهناك من يتصوره بأجنحة قليلة او كثيرة. ويقال ان هناك انواعاً اخرى من التنين تزحف على بطونها كالثعابين، ومنهم من يرى انها تطير، ومنها من لها رؤوس متعددة اذا قطع احدها ظهر مكانه ثلاثة رؤوس اخرى!0 ومعظم اشكال التنين في مختلف دول العالم تصور على ان ناراً تبعث من أنوفها وافواهها! اما التنين في الصين فان الدخان هو الذي يخرج من فمه وليس النار وذلك عبر رسومات واحاديث وقصص التراث الشعبي الصيني، اما عن اجساد حيوانات التنين فهي مغطاة بالقشور مثل الزواحف. والتنين في الاساطير الاوروبية لا يظهر الا في الليل - ليأكل البشر ويقطع عليهم الطرق - و أماكن الماء والينابيع، ولكن بعض الاساطير الاوروبية تظهر التنين كائناً حكيماً00 وفي الوقت نفسه وفي قصص اخرى تظهره بخيلاً طائشاً يكنز الذهب والمجوهرات!0 اما عن بعض الاساطير المصرية القديمة والتي تحكي المغامرات والاهوال والاسفار فانها تتحدث عن قصة ذلك الملاح المصري مع التنين، حيث لجأ الى جزيرة منعزلة بعد ان غرقت سفينته في البحر، فوجد ان حاكم هذه الجزيرة ما هو الا تنين كبير يبلغ طوله 30 ذراعاً، وطول لحيته ذراعين، ومن ثم عرف الملاح المصري ان التنين يعيش وحيداً، بعد ان هلك 75 تنيناً من اولاده واخوانه هم سكان الجزيرة بعد ان سقط على جزيرتهم نجم سماوي فهلك الجميع الا هذا التنين الوحيد! وهكذا كان التنين يعيش وحيداً مكسور الفؤاد، يطلع بشغف ولهفة لأي ضيف قادم ليقضي معه بعض الوقت، وهكذا اجزل التنين العطاء والكرم لضيفه الملاح الى حين رحيله عن الجزيرة 0 وكثيراً ما ظهرت صور ورسوم الرسامين الاسلاميين والعرب الشعبيين مبرزة هذا الكائن الخرافي الاسطوري التنين عبر لوحات يعلقها بعض الفلاحين العرب في بيوتهم توضح فارساً مغواراً يحاول طعن التنين المتوحش الذي يخرج السنة النار واللهب من فمه ليريح الناس من خوفه وشره، وكعلامة للفارس الشجاع العربي الذي يعتد بقوته ومقارعته الوحش الضارية. اما عن التنين في بلاد الصين فانه يعتبر رمزاً ثقافياً هاماً منذ الاف السنين وحتى الان في وجدانهم الشعبي، حيث يعتبر رمزاً للروح ولقوة المواطن الصيني. والتنين هو الفكرة الخالدة في الفن التشكيلي الصيني لان العديد من الرسامين اخذوا شهرتهم عبر رسومهم للتنين منذ العصور القديمة، اما عن رسوم التنين واشكاله المتنوعة فهي موجودة على اشياء كثيرة مثل الادوات كنقوش زينة وتجميل، وعلى الاحجار الكريمة، وعلى الاواني المنزلية، وعلى القوارب والعربات والالات الموسيقية وعلى الثياب والقطع النقدية، وعلى الالعاب والدمى والطوابع.. الخ وفي الادب الصيني في الشعر وفي القصة والامثال الشعبيةو في القصور والحدائق والنوادي الرياضية وغيرها. وتقام بعض العروض الحية التمثيلية حيث يرتدي عدد من اللاعبين لباس التنين ويستعرضون العابهم المسلية امام الجماهير في الاحتفالات في الاماكن الواسعة والشوارع. ولم يقتصر هذا الاهتمام بهذا الكائن الخرافي على اهل الصين بل تعداه للدول المجاورة مثل: اليابان ودول جنوب شرقي اسيا. وتذكر احدى الاساطير الصينية ان التنين قد ولد تسعة ابناء، لكل واحد منهم صفته الخاصة به، وهي في مجموعها وحدة الثقافة الصينية: فالاول ذو صوت عال والثاني يحب الموسيقى والثالث ماهر بالسباحة والرابع يحب المغامرات والخامس يحب الكتابة والسادس يرفع الاوزان الثقيلة والسابع يحب القانون والثامن يحب الهدوء والتاسع يحب قطع الاشجار لبناء البيوت.