البلد : نقاط : 200500 تاريخ التسجيل : 01/01/1970
| موضوع: مدن إسلامية -زنجبار الثلاثاء أغسطس 09, 2011 8:47 am | |
|
مــــدن إسلاميــــــة - زنجبـــار
احتفظت زنجبار رغم أنها بقيت مؤهولة بالبشر لآلاف السنين قبل الميلاد، بالاسم العربي الذي يعني بر الزنج، والزنج كلمة أخذها العرب عن الفرس بمعنى الصدأ، ولقصة زنجبار مع الوجود العربي أولا، والإسلامي ثانيا، تاريخ طويل، فمع دخول الإسلام إلى عمان في العصر الأموي، وجد ملوك الساحل العماني أنفسهم مضطرين للهجرة، وكانت خياراتهم الأولى تجاه افريقيا، ولما كان صعبا أن يقتربوا من الحبشة، أتى خيار الجزر الواقعة مقابل الساحل الشرقي لإفريقيا جنوب بحر العرب ليكون مستقرا لهم، فكيلومترات قليلة تفصل جزر زنجبار عن ساحل تنزانيا، وأتت الحركة التجارية الإسلامية لاحقا من الجزيرة العربية وإيران لتجعل أهالي زنجبار يدخلون في الإسلام، على الرغم من التواجد الكثيف للديانات الوثنية في هذه الجزر، ولكثافة التواجد للقادمين من عمان بعد الإسلام لجزر زنجبار استغلالا لموقعها المميز على مقربة من الخطوط البحرية التجارية الرئيسية فإن أئمة عمان استطاعوا أن يحولوا هذه الجزر إلى إقليم تابع لهم كلية، فالبحارة العمانيون تحديدا لعبوا دورا تاريخيا في الحركة التجارية في هذه المناطق، وكان للبحار أحمد بن ماجد من رأس الخيمة خبرة كبيرة بأسرار الملاحة في نهاية القرن الخامس عشر، وفي تطوير أدوات الملاحة الفلكية. اشتهرت زنجبار بزراعة التوابل وتجارتها، وأيضا بتجارة الرقيق، فبينما كانت سيراليون والكونغو وغانا موانئ شهيرة لتجارة الرقيق في غرب افريقيا، فإن أيا من كيانات الساحل الشرقي لم ينافس زنجبار فعليا في هذه التجارة، والمفارقة أن البريطانيين وهم يطمحون للسيطرة على زنجبار رفعوا دعاوى مكافحة العبودية مع أنهم يديرون هذه التجارة في الغرب، وكان هيبة العمانيين في بحر العرب أثناء القرون الوسطى تحول دون تقدم المستعمرين إلى هذه الجزر، حيث سيطروا على السواحل الإفريقية من شمال الصومال إلى مدغشقر، مع قسم كبير من الخليج العربي والساحل الإيراني على الخليج، ومع تراجع عمان كقوة إقليمية بدأ البريطانيون يفرضون شروطهم على حكام زنجبار المنتمين إلى أصول عمانية، واستغل البريطانيون أن يتولى حاكم غير مرغوب فيه لأمور زنجبار ليشنوا الحرب التي عرفت بالحرب البريطانية الزنجبارية سنة 1896 لتكون أقصر الحروب في التاريخ حيث استمرت أربعين دقيقة فقط، دخلت بعدها زنجبار في الحماية البريطانية رسميا، لتبقى كذلك حتى سنة 1963 لتدخل في اتحاد مع تنجانيقا فيما يعرف حاليا بالجمهورية التنزانية، مع احتفاظها بحكم ذاتي واسع، وفي السنة التالية تم انهاء حكم السلاطين العمانيين على زنجبار. تبلغ مساحة زنجبار حوالي ألفين وستمائة كيلومتر مربع، ويقطنها أكثر من مليون نسمة، يشكل الأفارقة الأغلبية بينهم، مع وجود أقلية عربية وأخرى فارسية ويدعون بالشيرازية، ويشكل المسلمون 98% من السكان، وأهالي زنجبار متدينون دون تعصب، ويتقبلون الغرباء والأجانب، حيث تشكل السياحة أحد مصادر الدخل الرئيسية، حيث تعتبر من أجمل خمس جزر في العالم، وأهم المدن هي زنجبار العاصمة، ويسكنها ربع مليون نسمة، بينما يتوزع النمط العمراني بين النمط الشائع في عمان والنمط الاستعماري، والمساجد قي زنجبار صغيرة وغير واسعة، وتعتمد على البساطة في مظهرها وفي هندستها الداخلية، وبعض المساجد يستوحي المعمار الإفريقي، وحالة المساجد والآثار الإسلامية في زنجبار بحاجة إلى رعاية وتجديد مستمر لتحتفظ برونقها التاريخي العريق.
منقول
| |
|