اسباب نهضة النفوس - بين الخوف والرجاء

البلد : نقاط : 200480 تاريخ التسجيل : 01/01/1970

أسباب نهضة النفوس

* د.هاني خليل عابد

بين الخوف والرجاء
هناك آيات في القرآن الكريم تحذر من الاسترسال في المعاصي فتجعل المسلم خائفاً من ربه، ومن تلك الآيات قوله عز وجل:" فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون " ( الأعراف : 99 ) بالمقابل تحذر العديد من الآيات من اليأس من رحمة الله عز وجل ومنها قوله سبحانه وتعالى " انه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون " ( يوسف :87) فالعاقل هو من يجمع بين الخوف والرجاء، يحذر من ارتكاب المعاصي ومن الحوم حول الشبهات، ومن ممارسة المنكرات؛ لأنه بذلك يقي نفسه من ارتكاب الفواحشِ ويرضي ربه، وكذلك يرجو الله عز وجل أن يثبته على الطاعة والاستقامة؛ لأن لزوم طريق الاستقامة مفتاح كل سعادة قال تعالى " والّو استقاموا على الطريقة لاستقيناهم ماءاً غدقاً " ( الجن : 16) فالأصل في المسلم أن يعيش لحظات الحب مع خالقه الذي خلقه وأكرمه ونعمه, فيحسن الظن بخالقه جاء في الحديث القدسي " إن الله تعالى " يقول : أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه حيث يذكرني " ( متفق عليه) فإذا ما أحس من نفسه أنها تريد أن تتخطى حدود الله ذكرها بعظمة المولى وشديد عقابه فيخشى من الوقوع في المعاصي لذا ورد عن علي رضي الله عنه قال " لا يرجونّ عبدٌ إلا ربّه ولا يخافنّ إلا ذنبه"(صفة الصفوة لابن الجوزي1/123) فتلك نصيحة غاليةٌ قدمها لنا سيدنا علي رضي الله عنه وأرضاه ،فالفضل من الله والخطأ من النفس، وهنيئاً لمن عاش يرجو ربه ويخاف اقتراف المعاصي، مثلما قيل لا تنظر إلى صغر المعصية ولكن انظر إلى عظيم من عصيت.