البلد : نقاط : 200510 تاريخ التسجيل : 01/01/1970
| موضوع: حمض اليوريا في الدم الثلاثاء يوليو 26, 2011 6:05 pm | |
|
حمض اليوريا في الدم
تتيانا الكور - إستشارية التغذية الطبية والعلاجية
يشيع لدينا العديد من المعتقدات الخاطئة حول الأغذية التي ترفع من حمض اليوريا في الدم، ومن بينها بأن تناول بعض أنواع الفواكه يرفع من نسبة حمض اليوريا في الدم، كالدراق على سبيل المثال. وثمة دلائل علمية لبعض هذه المعتقدات وأخرى مبنية على تناقل أحاديث لا يتسم بسمة علمية على الإطلاق، وفيما يلي موجز الحقائق العلمية في هذا المجال. ما هو إرتفاع حمض اليوريا؟ يعرف داء النقرس بأنه خلل في عملية التمثيل الغذائي المرتبطة في هضم أو استقلاب حمض اليوريك العادي وفرط حمض يوريك الدم إذ تشير القيم المخبرية الحالية إلى أن نسبة حمض اليوريك في الدم يجب أن تكون أقل من 7 ملليغرام لكل ديسيليتر لدى الرجال، و أقل من 6 ملليغرام لكل ديسيليتر لدى النساء. وتزداد مخاطر داء النقرس مع زيادة مستويات حمض اليوريك في الدم ومع تقدمنا في العمر. وتكشف الدراسات الحديثة إلى أن تغذيتنا هي إحدى العوامل المؤثرة في رفع مستوى حمض اليوريك في الدم، وبالأخص نتيجة لزيادة الوزن والسمنة، وتناول الأغذية التي تغير من حموضة أو قلوية البول والأغذية الغنية بمادة البيورين. وثمة عوامل أخرى غير مقرونة بتغذيتنا وتشمل الوراثة، وإرتفاع ضغط الدم، والقصور الكلوي، ونتيجة تناول بعض الأدوية التي تضعف من إفراز حمض اليوريك (مثل مدرات البول الثيازيدية أو الحلقية، تناول جرعة منخفضة من الأسبرين، السايكلوسبورين، والنياسين، وبعض علاجات السرطان الكيميائية)، وتناول الكحول، خاصة البيرة. وتشير الإحصاءات العالمية إلى أن واحد من بين كل أربعة أشخاص من المصابين والمصابات بالنقرس لديهم تاريخ عائلي بالنقرس. ويعتبر الرجال أكثر عرضة للإصابة بالنقرس من النساء، بينما تصاب النساء بنسبة أكبر بإرتفاع حمض اليوريك في الدم بعد إنقطاع الدورة الشهرية إذ يعزي العلماء السبب في دور هرمون الأستروجين الوقائي قبل إنقطاع الدورة. وتكشف الدراسات إلى أن مرحلة تطور النقرس لدى الرجال تأتي في المرحلة العمرية ما بين 30 إلى 50 عاما. حموضة البول وعلاقتها بحمض اليوريك تزيد حموضة البول نتيجة تناول كميات كبيرة من البروتين المتواجد في اللحوم و الدواجن و الأسماك والبقوليات بأنواعها كالفول والفاصوليا والعدس والحمص، والمكسرات مثل الفستق (الفول السوداني)، اللوز والجوز. وزيادة البروتين هذه تؤدي إلى إرتفاع مستوى حمض اليوريك في الدم ومن ثم تؤدي إلى زيادة ترسيب أملاح حمض اليوريك التي عادة ما تذوب في البول، والتي نظلق عليها إسم أملاح حمض اليوريك. ويؤدى تجمع هذه الأملاح إلى تكوين حصوات حمض اليوريك. قلوية البول وعلاقتها بحمض اليوريك تزيد قلوية البول نتيجة تناول بعض أنواع الخضار الورقية بكثرة كالسبانخ والسلق، وتناول بعض أنواع الفواكه بكثرة كالتوت الأسود. وعندما تزيد قلوية البول بدرجة كبيرة، تترسب أملاح حمض اليوريك على صورة حصوات. و لهذا فإننا نوصي بالإعتدال فى تناول كميات الأغذية المختلفة بالدرجة الأولى مع مراعاة التوازن والتنويع فيما نتناوله لكي نتجنب القلوية أو الحوضة الزائدة في البول. مادة البيورين وعلاقتها بحمض اليوريك تعتبر الأغذية الغنية بمادة البيورين مصدر من المصادر الغذائية التي ترفع من مستوى حمض اليوريك في الدم. وتوجد مادة البيورين في الكبدة و النخاعات والكلاوي و الطحالات و السردين و اللحوم المفرومة الجاهزة و اللحوم و الدواجن والأسماك و القشريات و البقوليات الجافة و السبانخ والزهرة أو القرنبيط. الإرشادات الأساسية ولعل من أهم الإرشادات الواجب مراعاتها هو تناول كميات محددة من الأغذية الغنية بالبيورين أو التي تزيد من حموضة البول بحيث لا تتعدى الكمية على الوجبة الواحدة 3 ملاعق طعام من الغذاء نفسه، أو تناول قطعة لحم بحجم 3 أصابع اليد مع الإهتمام بتناول الاغذية التي تزيد من قلوية البول، مثل منتجات الألبان، والخضار و الفواكه. وتزداد نسبة الإصابة بتكوين حصوات حمض اليوريك في الكلى مع وجود عامل وراثي، إلى جانب انخفاض النشاط البدني والرياضة، وقلة تناول السوائل والماء متزامنة مع وجود خلل في عمليات الجسم الحيوية، خاصة تلك المتعلقة بحمض اليوريك، وعنصر الكالسيوم إذ يؤدي زيادة إفراز الكالسيوم في البول إلى زيادة فرصة تكون حصوات حمض اليوريك في الكلى. وعادة ما تكون هذه الحصوات مؤلمة للغاية. الإجراءات الوقائية ومن الإجراءات الوقائية التي ننصح بها هي مراجعة الطبيب عند الشعور بأي إرتفاع مفاجيء في الألم، فقد يكون هذا الإرتفاع في الألم ناتجا عن إنسداد في الحالب، مع ضرورة إبلاغ الطبيب عن أية مؤشرات للإلتهاب كالحمى والقشعريرة، تكرر التبول، أو نقص أو انعدام التبول. كما وينصح بمراقبة الذات وإبلاغ الطبيب عن أية مؤشرات للإنسداد مثل التبول المتكرر لكميات قليلة، إنحباس البول، أو ظهور دم في البول، أو ألم في المفاصل أو أصبع أصابع القدم. عوامل وتدابير أخرى وعادة ما تكون إدارة داء النقرس العلاجية صعبة، خاصة وأن إرتقاع مستوى حمض اليوريك في الدم يقترن بظروف مرضية أخرى مثل السمنة ، والقصور الكلوي، أو ارتفاع ضغط الدم، أو نتيجة تناول بعض الأدوية. وحقيقة يمكن معالجته بنجاح ودون مضاعفات مع التدخل الطبي المناسب وتناول الأدوية المناسبة لجسمنا وحالتنا الصحية مع مراعاة إتباع نظام غذائي طبي وعلاجي يقترن بحالتنا الفردية ونمط حياتنا. كما أن هنالك بعض التدابير التي يمكن العمل بها لمنع تكرار تكون حصوات حمض اليوريك، ومنها إعتماد النظام الغذائي المناسب واحتياجات جسمنا وعمرنا مع مراعاة أخذ الحيطة والحذر من تناول أية مكملات غذائية أو الإفراط في تناول بعض الأغذية الغنية بالبروتين وبمادة البيورين. إضافة إلى تناول كميات من السوائل ليلا لمنع تركيز البول أثناء النوم، و تجنب النشاطات المجهدة والتي قد تسبب تعرقا مفرطا وجفافا.
| |
|