البلد : نقاط : 200490 تاريخ التسجيل : 01/01/1970
| موضوع: يا ايها حسبك الله ومن اتبعك السبت مايو 28, 2011 2:57 pm | |
|
يا أيها حسبك الله ومن اتبعك
د. كامل جميل ولويل - هذه آية من سورة الانفال – وهي بتمامها كما يلي «يأيها النبي حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين», هذه الاية تقبل وجهين في المعاني, والغريب/ انك ان تأخذ من الوجهين معا او تأخذ كل وجه على حدة فانك تجد المعاني مقبولة ومرضية ويعزز بعضها بعضا. المعنى الاول هو: ان الله سبحانه وتعالى كافيك, أي سيمنع عنك كل اذى وكلما دعوته اجابك, وكلما وقعت في مأزق نجاك, هذا معنى كلمة (حَسْبُك) ويقع ضمن هذا المعنى ايضا ان الله تعالى سيمنع عن اتباعك كل اذى, وكلما دعاه اتباعك لشيء اجاب دعوتهم, وكلما وقعوا في مأزق أنقذهم. المعنى الثاني, انه يقبل وجها اخر وهو: ان الله تعالى كافيك ومنجيك ومنقذك وان اتباعك من المؤمنين سيكفونك ايضا ويستجيبون ذلك ويؤازرونك. أتدري لمَ كل هذا الخلاف؟ أو كل هذا التعدد في المعاني, السبب تعاملك مع حرف الواو انه في الحالة الاولى حرف عطف, اذا يعطف الاسم المحصول (مَنْ) على الضمير الكاف في كلمة (حسبُك), والكاف هنا مضاف اليه فكأن الكلمتين حسبُ والكاف كلمة واحدة او شيء واحد, وهذا يقوي عزم رسول الله (ص), فا لكفاية من الله تعالى لرسوله كفاية تامة متصلة لا انفكاك لها, وانا (من) المعطوفة فتأتي في الدرجة الثانية لان المعطوف اقل درجة من المعطوف عليه, فان المؤمنين قد يقصرون فلا يعطيهم سبحانه ما اعطى لرسوله الذي لا يقصر مطلقا. واما في حال (الواو) في كلمة (ومن) اتبعك على الوجه الاخر فهي استئناف, أي بدأ كلام جديد, وإعراب كلمة (من) مبتدأ, وخبرها مقدر هو كلمة (حسبك) أي ان المؤمنين بالله ورسوله مخلصون وصادقون وسيكون هؤلاء لك سندا ومنقذا فانت يا رسول الله منصور من جهتين, الاولى من المولى سبحانه, ولا تشك لذلك في أي ضعف ولا هزيمة ولا تراجع, ان الله تعالى ناصرك, وهناك جهة ثانية وهي جهة بشرية مخلصة معك, ولها قدراتها البشرية الخاصة, ولذلك لا تتقاعس وحرض المؤمنين على القتال, فالنصر حليفك.
| |
|