جهازك الهضمي .. يسبب لك الإكتئاب!

البلد : نقاط : 200480 تاريخ التسجيل : 01/01/1970

جهازك الهضمي .. يسبب لك الاكتئاب !

وضعت دراسات طبية مقارنة محددات صحية رئيسية تشير الى ان الاكتئاب قد يكون نتيجة لتهيج هضمي قصير المدى حدث في فترة مبكرة من العمر.
الدراسة اجريت على فئران معملية على يد باحثين من جامعة ستانفورد - كلية الطب - وتشير نتائج هذه الدراسة الى ان بعض الحالات الارجح التي تحدث للانسان قد تكون على الارجح نتيجة وليست سببا, بسبب الاضطرابات الهضمية مثل متلازمة تهيج الامعاء Irritable bowel syndrome.
يقول بانكاج باسريشا استاذ امراض الجهاز الهضمي وامراض الكبد: ركزت كثير من الابحاث على فهم كيفية تأثير العقل على الجسم, لكن هذه الدراسة تشير الى ان الامر قد يسير في اتجاه آخر, فتهيج الامعاء اثناء الايام الاولى من العمر قد يعيد ترتيب الدماغ الى حالة اكتئاب دائمة.
من الواضح انه ليست كل اضطرابات المعدة تؤدي الى الاضطرابات النفسية التي تستمر طوال العمر, لكن التأثير الذي يسببه التهيج قد يعتمد على فترة حدوثه اثناء النمو او في فترة التشكيل الجيني للشخص المصاب, ويعتقد الباحثون ان الاحشاء او الاعضاء الداخلية على وجه الخصوص هي الاكثر هشاشة وضعفا في فترات النمو المبكر.
يعاني 15 - 20 في المئة من الناس مما يسميه الاطباء في منطقة اعلى البطن, لكن باحثين مثل باسريشا لاحظوا لفترة طويلة ان هؤلاء هم على الارجح اكثر من نظرائهم قلقا واكتئابا, وكان الرأي التقليدي يذهب الى ان هرمونات الضغوط المرتبطة بتغير مزاج المريض هي المسؤولة عن الاضطرابات الهضمية التي يعانيها.
لكن باسريشا يلجأ لخيار مختلف فيقول: الامعاء والدماغ متصلان معا بواسطة »العصب المبهم« vague nerve والذي يمتد من الدماغ الى اعضاء الجسم الداخلية كما نجد ان الاحشاء لها جهازها العصبي الخاص بها, والذي يتمتع باستقلالية نسبية, لذلك فإن الاتصال بين الاحشاء وبين دماغ الشخص البالغ هو اتصال موسع وثنائي الاتجاه bi - directional وكل التغيرات التي تحدث في الاحشاء تنتقل اشاراتها مباشرة الى الدماغ.
ولأن كثيراً من هؤلاء المرضى يرجعون مشكلاتهم الخاصة بالمعدة والامعاء الى مرحلة الطفولة المبكرة, قبل بدء ظهور الاعراض النفسية, فإن باسريشا وزملاءه يتساءلون حول ما اذا كانت اضطرابات الهضم قد تكون هي سبب اضطرابات المزاج, وقد ساند هذا الاحتمال الحقيقة التي اسفرت عنها الابحاث الاخيرة التي اجرتها جماعات بحثية اخرى, وربطت فيها بين الاكتئاب والتغيرات في تركيب المجموعات البكتيرية الموجودة في الاحشاء.
ولكي يتم التحقق من هذه الفرضية, استخدم الباحثون نموذجا معمليا لسوء الهضم الوظيفي كانوا قد طوروه قبل سنوات, وعرضوا فئرانا معملية عمرها عشرة ايام الى تهيج في المعدة بدرجة معتدلة بشكل يومي لمدة 6 ايام, وقام الباحثون بتقييم سلوك هذه الفئران التي تم علاجها عندما بلغ عمرها 8 - 10 اسابيع ووجدوا ان الفئران التي اصابها »تهيج الامعاء« مبكرا اظهرت سلوكيات الاكتئاب والقلق وشملت هذه السلوكيات تناقص استهلاكها للماء المحلى بالسكر, وبدت اقل نشاطا في السباحة في الماء الدافئ وصارت تفضل الاماكن المظلمة في متاهة الفئران.
وعرضت الفئران التي عولجت مستويات اعلى في افراز هرمون الكورتيكو سيترون Corticosterone وهو الهرمون الخاص بالضغوط العصبية وكذلك هرمون الكورتيكو تروفين بعد حقن الفئران بمحلول السالين, كما زادت لديهم افرازات CRF التي تثبط قدرة الحيوانات على ادراك الاحساس من الامعاء للعقار الذي لا يؤثر على سلوكها, ما يشير الى ان الفئران لم تستجب للالم المستمر, بل في المقابل ثبطت نشاط CRF والمعروف بارتباط ذلك الاكتئاب لدى الانسان والحيوان, وتسبب ذلك في ان الفئران المعالجة كانت طبيعية اكثر في الاختبارات.
يقول باسريشا: يبدو ان الفئران عندما تعرضت لتهيج الامعاء في النقطة الملائمة من الزمن فقد تمت اشارات من الامعاء الى الدماغ تغير وظيفته بشكل دائم.
يخطط الباحثون في الوقت الحالي للبحث في كيفية بدء هذه الاشارات وكيف تعمل في الدماغ? وما اذا كان من الممكن ان نقوم بتطوير وسائل جديدة لعلاج الاكتئاب والقلق لدى الانسان.
ويضيف باسريشا: نرغب في معرفة هل يشترك العصب المبهم Vageue Nerve في ذلك الامر? وان نتأكد من ان التغييرات قد تحدث في الدماغ استجابة لهذه الاشارة, الغالبية العظمى من البشر لا يعانون من عواقب تستمر لفترة طويلة بسبب الاصابات العابرة, لكن قد تكون هناك مجموعة فرعية من المرضى الذين هم عرضة »وراثيا« لهذا التأثير من آليات »ميكانيزمات« لم نفهمها بعد, واملنا ان يكون هذا العمل فاتحة لطريق آخر لاستكشاف وفهم وعلاج هذه الحالات والمتلازمات المرضية المركبة.
تمت الموافقة والاعتماد من جانب ادارة الغذاء والدواء على »التنبيه الكهربائي للعصب المبهم« لعلاج حالات الاكتئاب التي تستعصي على العلاج.

منقول