البلد : نقاط : 200490 تاريخ التسجيل : 01/01/1970
| موضوع: إنّ العزّة لله جميعاً - أو أنّ ؟ السبت مايو 21, 2011 8:17 am | |
|
إنَّ العزّة لله جميعاً – أو أَنّ؟
د. كامل جميل ولويل - سنقرأُ الآية الكريمة مرتين، الأولى بكسر همزة إِنَّ، والثانية بفتح همزة (أَنَّ)، لماذا نفعل ذلك؟ نريد ان نعرف الفرق بين المعنى الأول والمعنى الثاني، قال سبحانه «ولا يحزنك قولُهم، إنَّ العزة لله جميعاً»، سورة يونس 65، افرض أنَّ أحداً قرأها في صلاته كما يلي «ولا يحزنك قولهم أنَّ العزةَ لله جميعاً»، إذا قرأت في صلاتك (إنّ العزةَ) فصلاتك صحيحة، ولكنك إذا قرأت في صلاتك (أَن العزةَ) فصلاتك غير صحيحة، ذلك ما قاله السيوطي في مصر في القرن العاشر الهجري!. لا بد ان الخلاف كبير، وإلا لما قال السيوطي ذلك، أما معنى الآية عندما نقرؤها بالكسر فهو (لا تحزن يا رسول الله، ولا تجعل قولهم يؤثر فيك كن عزيزاً في كل امرك، فإن العزة كلها لله، وإذا قرأنا الآية بفتح الهمزة (أَنّ) فيصبح المعنى غير المعنى، سواء أَكُنّا مخطئين ام كنا متعمدين، يصبح المعنى كما يلي: لا تحزن لهذا القول الذي يخرج من أفواههم وما هو القول؟ هو الجملة (أَن العزة لله جميعاً)، إنهم يسخرون منك أيها النبي الكريم فيقولون على سبيل التهكم والاستهزاء (أَن العزة لله جميعاً)، لقد أصبحت الجملة بقولهم (أَن) مفسرة لما في باطنهم، أو كما قال أهل النحو (بدل) من كلمة (قولهم)، لأنها تشرح ما في نفوسهم. إن القراءة الصحيحة تجعل الجملة جملة ابتدائية، من قواعد الإسلام العامة، ونحن لا نبدأ أي جملة مؤكدة إلا بقولنا (إِنّ) أي بكسر الهمزة، مثل: إِنَّ الله غفور رحيم، إِنَّ الله بالغ أمره، إن الله سميع بصير، كلها جمل ابتدائية نبدؤها. بإنَّ، فنحن نريد ان نؤكد صفة لله عز وجل، ودليل تأكيدنا كسر همزة إِنَّ. لا تقرأ إذاً الآية بفتح همزة أَنّ، لا تقل «ولا يحزنك قولُهم أَنّ العزة لله جميعاً»، لأن المعنى نفهمه عندئذ بأن العبادة (أَن العزة لله جميعاً) عبارة لهم وانها قول من أقوالهم التي سخروا بها من رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، بل اقرأ (إنَّ العزة لله جميعاً) فيكون ذلك قول الله جلت قدرته، من هنا شدد السيوطي القول إن الذي يقرأ في كتاب الله في أي سورة او في أي آية من السورة عليه ان يلتزم بالحركات الواردة في السورة، لأن تغيير أي حركة في الكلمة يؤدي بك الى معنى آخر، هذه ميزة للغتنا العربية، إن لغتنا بحر واسع وأسرارها كذلك.
| |
|