البلد : نقاط : 200520 تاريخ التسجيل : 01/01/1970
| موضوع: والله خلقكم وما تعملون السبت أبريل 30, 2011 9:38 am | |
|
والله خلقكم وما تعملون
د. كامل جميل ولويل - ان الذي يدرس اللغة العربية يجد فيها نقاطاً سهلة واضحة يستوعبها بيسر وسرعة واعني بهذه النقاط الكلمات المتعلقة بالنحو، نقول مبتدأ وهذا يعني اننا بدأنا بهذا الأسم، ونقول الخبر وهذا يعني ان هذه الكلمة أعطت وأوفت بالمعنى، لا اظن ان هناك عربياً لم يسمع هذه العبارة: الله غفور رحيم، فالله لفظ الجلالة مبتدأ لاننا بدأنا بها، وكلمة غفور اعطت المعنى لهذا المبتدأ، ان اكثر الكلام العربي بُني على المنطق والعقل والتفكير، ولكن هذه السهولة ليست مطلقة، فانك تجد بعض مصطلحات اللغة العربية بعيدة وتحتاج الى كد الذهن، واعمال العقل كثيراً لتدرك المعنى، نقول مثلاً: الاسم المنصوب على الاشتغال، هذا كلام اثقل من مصطلح المبتدأ والخبر، ولكن هذه طبيعة العلوم كلها، فليست كلها يسيرة وليست كلها معقدة، انها احوال وطبقات، ولكل حظه من الدراسة والفهم والصبر. انظر الى الآية الكريمة، فانك تجد فيها صعوبة غير عادية، وقد ادت الى خلاف في أشياء حول العقيدة، وردت الآية في سورة الصافات، اذ قال تعالى «قال اتعبدون ما تنحتون، والله خلقكم وما تعملون، قالوا ابنوا له بنياناً فألقوه في الجحيم» من القائل؟ الاجابة سهلة انه رسول الله ابراهيم عليه الصلاة والسلام، رأى قومه يصنعون اصناماً فقال تصنعونها ثم تعبدونها، الى هنا لا خلاف في الفهم وتطبيق النحو على الآية، ولكن الخلاف يبدأ في «والله خلقكم وما تعملون»، كلمة (ما) اسم موصول تعني الذي، أي والله خلقكم والذي تعملونه، لأن اللغة تجيز حذفها، ولا خلاف في هذه الفكرة ايضاً، لكن الخلاف العقلي الفكري اشتد حول كلمة (تعملون)، لقد ظن بعضهم وهم من اللغويين والنحويين ان الفعل (يعمل) يقع على الصلاة والزكاة والاستغفار وصلة الارحام... و ...و، ولا يقع على غيرها ان هذا الظن ولد فكرة عنيفة صعبة، وتحتاج الى نفوس عنيفة وصعبة لتتقبلها وهي ان الله تعالى خلق الانسان وخلق له عمله، فهو الذي اوجد فيه حب الصلاة ثم اقدره على الصلاة، ثم ادخله الجنة، او ان الله تعالى خلق فيه حب الخمر والنميمة والغيبة والجريمة واقدره على فعل ذلك، كأن الانسان ريشة في مهب الريح! ماذا تقول اللغة الحقة بعد الدراسة والتقويم في فهم كلمة (تعملون)؟ ان معناها الاول هو تصنعون وهذه الآية في سورة (يس) تعاضد هذا المعنى، قال تعالى «ليأكلوا من ثمره وما عملته ايديهم»، أي نأكل الدبس والفاكهة المجففة ونشرب عصير البرتقال والتفاح الذي عملته ايدينا، فالآية مخصصة بقوم ابراهيم والعمل مخصص بالأصنام، ولذلك سارع قوم ابراهيم الى القول «ابنوا له بنياناً فألقوه في الجحيم» ولكن جاء النصر الى هذا الرسول الكريم في اللحظة الحاسمة.
| |
|