البلد : نقاط : 200540 تاريخ التسجيل : 01/01/1970
| موضوع: اللقاء الأول بين الأم ووليدها .. ما أهميته ؟ الأربعاء أبريل 27, 2011 1:14 pm | |
|
اللقاء الأول بين الأم ووليدها.. ما أهميته؟
د. أميمة محمد عمور - لعل الحدث الأهم في حياة المرأة ولادة طفلها الأول. فالولادة الأولى تعني تحولاً كبيراً في حياتها. ويتمثل ذلك بشعورها العميق بالنضج وقدرتها غير المحدودة على العطاء، فهي تغذي للمرة الأولى كائناً آخر من جسدها، وتشعر بأنها مسؤولة عنه وعن تطوره وأمنه. مما ينطوي على تغيرات عاطفية وشعور بالمسؤولية. و تترجم مشاعر الأمومة والعطاء إلى أفعال يمكن ملاحظتها وقياسها. وتعتبر كيفية تشكل هذه الروابط وزمن تشكلها غاية في الأهمية، على الصعيدين النظري والعملي. وتؤكد نتائج الأبحاث العلمية بوجوب وضع الوليد على تماس حسي مع الأم بعد الولادة مباشرة، وذلك لأهمية هذه اللحظات في العلاقات اللاحقة بين الطفل والأم. فالتماس الجسدي بينهما يمكن أن يؤثر في الاتصال المتبادل بين الطفل والأم، وهذا ما توضحه الدراسات التي تم فيها المقارنة بين مجموعات من الأطفال حيث تم في افراد المجموعة الاولى وضع المولود على بطن الأم بعد الولادة مباشرة لمدة ثلاثين دقيقة، بينما تعرض مواليد المجموعة الثانية إلى تماس قصير مع الام لمدة خمس دقائق. ولم يتعرض مواليد المجموعة الثالثة للتماس مع الأم وذلك لأسباب طبية. وقد أظهرت هذه الدراسة بأن التماس المطول يمكن أن يسهل على الأم التعرف على رائحة الطفل، ويكون الطفل في الأيام التالية أكثر حساسية لرائحة الأم بالمقارنة مع روائح محايدة أو مع رائحة أم أخرى. أكدت الأبحاث السابقة على أهمية توفير الفرصة للأم لرؤية الطفل وملامسته بعد الولادة مباشرة. فهي في أشد الحاجة لتحسه وتتلمسه وتشمه. لذا يجب التفكير قبل فصل الطفل عن الأم بعد الولادة مباشرة. تؤثر مشاعر الأم نحو الطفل بعد الولادة في العلاقة المستقبلية بينهما. فالمتغيرات المختلفة في هذه المرحلة هي التي ستحدد طبيعة سلوك التعلق بين الطفل وأمه وقد تعرقل أو تسهل هذه العلاقة. فلا بد من الأخذ بعين الاعتبار شعور الأم تجاه المولود الجديد خاصة فيما يتعلق بجنسه (طفلة كانت أم طفلاً) والروابط التي ستقوم بين الإثنين، إذ تتأثر هذه الروابط بمشاعر الأم نحو الطفل، وبآلام وإعياء الولادة الصعبة. وتجدر الإشارة إلى موقف الوسط الاجتماعي والبيئي والثقافي في مثل هذه العلاقة. إن للأب دوراً هاماً في هذا السياق. ففي بعض الأحيان تعم البهجة والفرح عند الإعلان عن ولادة صبي، بينما يحصل العكس بالنسبة لولادة بنت، وهذا التقليد الذي بدأ بالتراجع يؤثر تأثيراً سلبياً في معنويات المرأة وفي استعادتها لنشاطها وحيويتها بعد الولادة، وكذلك في قدرتها على التعامل مع الطفل وفي تنمية علاقة سليمة معه. ويقر معظم الباحثين وخبراء علم نماء الطفل وعلوم الأسرة وعلماء النفس بأن علاقات الطفل الأولى تكون بمثابة حجر الزاوية في تكون شخصيته، فالطفل خلال السنة الأولى يقيم علاقة قوية مع الأم. وتلك حقيقة ثابتة تنطبق على معظم الأطفال.
منقول
| |
|