البلد : 
نقاط : 200480
تاريخ التسجيل : 01/01/1970
 | موضوع: الحوادث النووية العالمية  الأربعاء أبريل 20, 2011 8:18 am | |
|
الحوادث النووية العالمية
د. أيّوب أبو ديّة- تاريخ الحوادث النووية طويل وغني ويعود إلى التجارب التي أجريت على القنبلة الذرية في أربعينيات القرن العشرين قبيل إلقاء القنبلة الأولى على هيروشيما والثانية على ناجازاكي عام 1945. وحوادث ذوبان قلب المفاعل جزئياً كثيرة، على غرار ما حدث في مفاعلات فوكوشيما اليابانية بعد هزة 11-3-2011 ، نذكر منها:-
- أونتاريو – كندا، عام 1952.
- إيداهو – الولايات المتحدة، عام 1955.
- سيلافيلد – بريطانيا، عام 1957.
- سانتا سوزانا – كاليفورنيا، عام 1959.
- شابل كروس – سكوتلندا، عام 1967.
- مفاعل لوسن – سويسرا، عام 1969.
وفي عام 1957 وبعد شروع العالم في بناء مفاعلات ذرية تجارية لتوليد الكهرباء، حدثت تسربات إشعاعية من مفاعل جبال الأورال في روسيا نتيجة حدوث تآكل في جدران مستودعات النفايات النووية ذات المستوى العالي من الإشعاع. وفي بريطانيا، وخلال العام ذاته، حدث تسرب إشعاعي آخر في مفاعل نووي. كذلك، ظهرت مشكلات تسرب الإشعاعات بفعل حادث ثري مايل آيلند عام 1979 في الولايات المتحدة الأمريكية، والتي كادت أن تؤدي إلى كارثة عظيمة.
ولن نغفل عن الإشارة إلى مفاعل ديمونة القريب منا والذي انتهى عمره التشغيلي واتفق الخبراء على مخاطره الكبيرة على المنطقة برمتها، وأخيراً مفاعلات فوكوشيما الستة التي تضررت إثر زلزال 11/3/2011 في اليابان، وما زالت أبعاد الكارثة غير واضحة المعالم بعد.
ان هناك دوماً مخاطر بيئية ناجمة عن احتمال تسرب الإشعاعات من المفاعلات النووية، ومع إدراكنا أن احتمالية حدوثها تتناقص بتطور التكنولوجيا الحديثة لكنها لن تنتفي ابدا. أما الذي حدث في مفاعل تشرنوبل في الاتحاد السوفياتي السابق عام 1986، وبالرغم من أن المفاعل النووي كان حديثاً نسبياً، واعتبر من النوع الأكثر أماناً في العالم آنذاك، فقد انصهر جزء من قلب المفاعل وتنقلت غيمة الإشعاعات حول مناطق معينة في العالم، إذ لوحظت بعض آثارها في شرقي أوروبا تحديداً، حينما هطلت أمطار ملوثة بالإشعاعات النووية وتلوث الماء والعشب الأخضر غذاء الحيوانات المختلفة، التي في أغلب الظن قد وصلت إلى أجسامنا جميعاً، من خلال اللحوم المستوردة، فضلاً عن تلويث واسع لموائل التنوع الحيوي في الطبيعة.
وقد عولج مئات الآلاف من الأشخاص في الاتحاد السوفياتي السابق الذين تعرضوا للإشعاعات، وما زالت الحالة الصحية للمصابين غير واضحة تماماً. وفيما يلي بعض الإحصائيات عن الأضرار التي نجمت عن كارثة تشرنوبل:
تخبرنا تقارير الأمم المتحدة عن نتائج كارثة تشرنوبل النووية، انه قضى بالسرطان أو بات على وشك الموت 3,940 شخصاً، فيما أصيب نحو 586,000 شخصاً بالتلوث الإشعاعي، من ضمنهم 200,000 من العمال الذي ساهموا في تنظيف الموقع، بالإضافة إلى 116,000 شخصاً الذين تم إخلاؤهم من المناطق المحيطة بالمفاعل، فضلاً عن إصابة 270,000 نسمة آخرين؛ وقد تعرضت للتلوث مناطق شاسعة تقدر بنحو 200,000 كيلومتر مربع. ألا ينبغي أن تضاف هذه المخاطر وكلفة العلاج البدني والنفسي والتعطل عن الإنتاج وتلويث البيئة الطبيعية إلى سعر الطاقة المنتجة من المفاعلات النووية؟ ألن تغدو عند ذاك أكثر أنواع الطاقة تكلفة على الإطلاق؟
ووفقاً لتقرير مؤسسة الحماية من الإشعاعات النووية IRSN، فانه في عام 2008، زادت نسبة الحوادث الأمنية والبيئية في المواقع النووية بمقدار 56 % مقارنة بعدد حوادث عام 2005 (من 131 حادثة عام 2005 إلى 205 حادثة عام 2008). فعلى سبيل المثال، في منشأة سوكاتري Socatri في موقع Tricastin، تسرب 20 م3 من السائل المشع خارج مستودعات الوقود؛ انساب بعض الوقود مع خطوط تصريف مياه المطر فيما تسرب البعض الآخر في داخل التربة.
ويمكن قراءَة تفاصيل حوادث منشأة ثورب Thorp عام 2005 في موقع سيلافيلد البريطاني في صفحة 16 من التقرير عينه، وكذلك حادثة منشأة أخرى في موقع فليروس Fleurus البلجيكي عام 2006، وذلك في صفحة 17 من التقرير ذاته، وحوادث أخرى كثيرة في فرنسا واليابان وغيرها من الدول، حيث كان من الممكن أن يؤدي بعضها إلى كوارث بيئية وإصابات بين العمال على نطاق واسع.
وقد تتوجت الحوادث النووية بكارثة فوكوشيما في اليابان بتاريخ 11/3/2011 حيث ما زالت نتائجها التلويثية، على الماء والمزروعات واللحوم والحليب ومشتقاته والحياة البحرية، غير مصرح بها بشفافية حتى هذه اللحظة، ونتوقع أن يمتد التلوث الإشعاعي إلى مناطق كثيرة من العالم، سواء مع الريح أو مع تيارات مياه البحار والمحيطات.
منقول
| |
|
