البلد : نقاط : 200480 تاريخ التسجيل : 01/01/1970
| موضوع: الكبت .. حالات من الهروب إلى الداخل الأحد أبريل 17, 2011 2:14 pm | |
|
الكبت .. حالات من الهروب الى الداخل
د.عدنان الطوباسي - في غمرة ازمات الحياة وتحدياتها المختلفة والصعوبات التي تجتاح الناس والظروف التي تشتد هنا وهناك تبرز العديد من القضايا الانسانيه في حياة كل واحد منا وتجتاح الانسان زوابع الحياة واوجاعها المختلفه حتى تضيق عليه الارض بما رحبت فتشكو النفس اوجاعها وتصبح في اتون الهموم والالام اسيره الكثير من الضغوط الحياتيه وبين هذا وذاك يصبح العديد من بني البشر اسرى لحالات الكبت والالم والضياع يكبتون اشياء كثيره منها الصغير ومنها الكبير لكن هذا الكبت ان زاد عن حده وتصاعد فانه يخيم على النفس فتصبح اسيره الالم والوجع والضياع .. استاذ علم النفس الدكتور علي كمال يرى ان الكبت عمليه عقليه يلجأ اليها الفرد للتخلص من شعور القلق والضيق الذي يعانيه بسبب ورود عوامل متضاربة مثل القيم والاهداف في نفسه وبهذه الوسيله يستطيع الفرد ان يبعد عن ادراكه الواعي تلك الرغبات والدوافع والحاجات التي لا يتفق تحقيقها مع القيود التي بنيت في نفسه على شكل مثل وقيم وتقاليد وبابعادها او كبتها الى ما يسمى باللاوعي فان الفرد يضمن لنفسة حاله من الهدوء العقلي والاستقرار النفسي ومثل هذا الاستقرار والهدوء ضروره تتطلبها طبيعه الجهاز العصبي للانسان وهو جهاز لا يحتمل الاثاره الدائمة الناتجة عن الصراع الدائم بين عوامل متضاربه. «الأقتصاد أهم مسببات الكبت»
الحياة بكل مافيها من افراح واحزان لا بد للانسان ان يدرك ان من سره زمن ساءته ازمان ولذلك فالحياة لا تسير على وتيرة واحده بل تتنازعها نزوات واهواء وقصص وحكايات وكلام يقال هنا او هناك والذي تكبله الحياة باوجاعها واوهامها يصبح اسير ضغوطها وكبتها المتصاعد . هناك الكثير من القضايا التي تثير في نفس الانسان الكبت ولعل الظروف الاقتصادية التي تؤرق الناس في كل زمان ومكان تجتاح حياتهم الهادئه وتزعزع القها وعندما تشتد عليه الظروف وقساوتها وديونها يكبت الانسان اشياء كثيرة في نفسة لا يستطيع البوح بها لانها تزعجه وتزعج الكثير من حوله فيهرب الى داخله ويشعلها قلقا ووجعا والما وهو يعرف ان ذلك يوثر على صحته ونفسيته وصدقه امام الناس . وكما يشير الدكتور كمال فان هنالك بعض الوسائل العقلية التي تسند عملية الكبت وتعطي مخرجاً لحالة الصراع النفسي الداخلي ومنها : التقمص وهنا يجعل الفرد نفسة صوره عن غيره بشكل غير واعي وبذلك يأخذ الشخص صفات الشخص الاخر ويتقمصها ومن الخصائص المتقمصه السلوك والافكار والانفعالات العاطفيه واول محاوله للتقمص تكون منذ الصغرعندما يسعى الطفل لتقليد احد والديه ومن الحيل العقلية ايضا التعويض وهي محاوله للانسان للتعويض عن شعوره بالنقص سواء كان هذا النقص جسميا او عقليا او ماديا والتعويض محاوله غير واعيه للارتفاع للمستوى المطلوب الذي وضعه الانسان لنفسة او الذي فرض عليه من الاخرين وهنا تبرز اهمية التعويض عن حاجة الانسان للعطف والاهتمام والقبول من الاخرين.ولا بد للانسان ان بفكر في نفسه وراحتها بعيدا عن هموم الحياة ومتطلباتها ولذلك عليه ان يبعد ما امكن مظاهر الكبت واوجاعها وان يحكم العقل للوصول الى حلول منطقية تساعدة على الخروج من ازماته المتلاحقة. يكبت الناس اشياء كثيرة داخل نفوسهم خشية من عوامل تقلق حياته وتقض مضاجعهم .يكبتون لانهم احيانا يخافون من البوح او قول الحقيقة او الدخول في طرق قد تزعج غيرهم ولذلك يذهبون الى الكبت ويتصاعد هذا الكبت كلما تصاعدت عجلة الحياة ومشاكلها وتعرجاتها وليلها الطويل. في الحياة لا بد لكل انسان ان يكرس وقته من اجل الوصول الى سعادة تريح هذه النفس لكن عليه ان يدرك ان السعاده دائما وابدا هي فن الممكن وحتى تصبح السعادة راحة ابدية فعليه ان يدرك ان الكبت الدائم لا مجال له عند الانسان الواعي وعليه ان يتحرر من كل الهموم والضغوطات التي تسيطر عليه بنظرته الايجابيه للحياة وادراكه ان حلقات الحياة مهما ضاقت فلا بد ان تنفرج ذات صباح .
| |
|