لمسة أمل
لمسة أمل
لمسة أمل
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

لمسة أمل


 
الرئيسيةالبوابة**أحدث الصورالتسجيلدخول

 

 "المسابح" .. لها عالمها ودلالاتها

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة





البلد : "المسابح" .. لها عالمها ودلالاتها Jo10
نقاط : 200490
تاريخ التسجيل : 01/01/1970

"المسابح" .. لها عالمها ودلالاتها Empty
مُساهمةموضوع: "المسابح" .. لها عالمها ودلالاتها   "المسابح" .. لها عالمها ودلالاتها Icon_minitimeالسبت أبريل 16, 2011 8:59 am



«المسابح» .. لها عالمها ودلالاتها




اعادت صحيفة يومية لبنانية النقاب عن التاريخ الاجتماعي ودلالاتة الدينية المتعلقة بالمسابح .
وقالت الصحيفة ان فكرة السبحة ارتبطت بالفكر الديني منذ قديم الزمان، تقول إحدى الروايات أن راهبا يونانيا (الابوس دي روبي) كان أول من استعمل السبحة، ولها أهمية مميزة عند البابوات ورجال الدين المسيحي. ومن الروايات الاخرى من يقول بأن كهنة الصين والهند كانوا أول من ابتدع السبحة. ويذكر أن البابا ليو الثالث عشر بابا روما عاش في الفترة (1878 ـ 1903م) أطلق على شهر أكتوبر اسم السبحة المقدسة، وهذا يجعل للسبحة مكانة كبيرة لدى رجال الدين المسيحيين. وقد اتخذت السبحة في عصور ما قبل التاريخ كزينة وتعويذة وتميمة، وفي الآثار الفينيقية ما يشير إلى استعمالها في المقايضة في معاملاتهم التجارية، وأن الكهنة البوذيين في الصين والهند استعملوها في عباداتهم.
وكشفت صحيفة المستقبل البيروتية عن وجود تجار في في أحد زقاق شارع الحمرا تبرز احدى الواجهات الخشبية لمحله تعلوه لافتة كتب عليها «مسابح»، يقف أمامها رجل تجاوز الخمسين من عمره كما توحي تقاسيم وجهه، يتأمل قليلا قبل ان يقرر الدخول الى حيث تستقبله سيدة تحيط بها صناديق خشبية تزينها مسابح من شتى الألوان والاشكال..تعرّف السيدة عن نفسها: «سهام»، من عائلة «رمو» وهي احدى وريثات أصحاب الحرفة، تلك العائلة التي عرفت واشتهرت بصناعة تكاد أن تكون نادرة، على الرغم من انتشارها تجاريا وكثرة استهلاكها شعبيا..
ولفتت الصحيفة الى حكاية زبائن المسابح وتابعت :الموعد لم يكن مع سهام بل مع اخيها، الا ان وجود الزبائن والاضطرار للانتظار، فرض كسر الصمت بحديث دار حول تاريخ الحرفة التي، وكما يبدو، تجري في دم العائلة. «.
وبعد طول انتظار لرحيل الزبائن والتي كما يبدو زياراتهم تكون « فتيلتا طويلي كالمسابح»، نتعرف الى وريث المصلحة، وكما يقولون فرخ البط عوام. على كرسيه الاصفر كلون عنبر مسابحه، يجلس سمير امام مسطح خشبي تملؤه شتى الانواع من عينات لمسابح، شرابات، احجار ملونة، باختصار «كل العدة «،ويبدأ الحديث..
الحكاية تعود الى العام 1917، يوم أتى ذلك الطفل، أي والد سمير، وكان في السادسة من عمره، من مدينة ماردين التركية، لاجئا الى لبنان هربا من الظروف الأمنية في حينها. سنوات قليلة مرت ليبدأ عمله مع شقيقه في منشرة كان يملكها. الا ان ذكريات ذلك الطفل التي حملها من بلد، ندر أن وجد رجل الا وأمسك في يده سبحة، بقيت صورا تدغدغ مخيلته فتدفعه ليحول القطع الخشبية الصغيرة، أو ما يسمى لب الخشب، الى قطع دائرية صغيرة يصنع منها سبحات. وما لبثت الهواية « الحلم « ان تحولت مع الوقت الى احتراف، والعم أبو انور بات يبتكر السبحة تلو الاخرى مسستفيدا من عرضها أمام زبائن قهوة اخيه حيث كان يدور البازار..أبو انور، الذي ما عاد طفلا بل اب لسبحة من ثلاث عشرة ولدا، حبتها الاخيرة سمير، والذي لا يتشاءم من تعداده في العائلة، «وعي عالسبحة وعبيو عم بيشتغل فيها وحولو الزبائن من أصدقائه ومعارفه «كما يقول. .فذلك الصبي الذي سبحت عيناه بشتى الألوان وعامت في بحر من الأحجار الكريمة لتغوص في عالم امتص منه كل ما كان في قعر والده من خبايا، لتمتلئ شبكته اليوم بسبحات تجمع أصالة الماضي وابتكار الحاضر. سمير، درس العلوم السياسية، الا أنه فضل لعب سياسة صنع السبحات والأحجار الكريمة، اذ اجتذبته رائحة عنبرها وشدهت عينه مع الوان «كوربها ويسرها» وأسره لمعان زمردها. فأراد تدوير زوايا حجارتها ليصقل ما زاد عنها ويربط ما بينها بقانون خيوطها فيشرع وجودها بـ»شاهد «يزينها (وسمي بالشاهد كونه يشهد على عدد مرات ذكر الله أثناء التسبيح) ويمسكها بـ»مئذنة وشرابة» فيمسك بالقضية من جميع أطرافها.
يتحدث سمير عن حرفته، وهو يكاد يكون الوحيد في صناعتها يدويا في لبنان، فيشرح ان تلك المهنة التي باتت تجارية قليلون هم محترفوها. وبالعودة الى تاريخ تلك السبحات التي اختلفت الآراء حولها، فمنهم من يرجعها الى السومريين قبل خمسة آلاف سنة، ومنهم يرى بأنها انتقلت إلى بقية الحضارات الأخرى كالفرعونية والهندية والفارسية وغير ذلك من الحضارات اللاحقة ومنهم من يعيد وجودها الى العصر الأموي يوم أتخذ المسلمون السبحة أداة تسبيحهم، وغدت السبحة مظهرا من مظاهر التقوى. ومع توسع الفتوحات الإسلامية وازدياد الثروات برع الصناع في صناعة السبح من الجواهر والاحجار الكريمة حتى حوت خزائن الخلفاء والعمال بنفائس السبح.
روايات كثيرة لا يعرف صحتها ومدى دقتها، الا ان الثابت ان السبحة غالبا ما كانت ولا تزال، ترتبط برمزية دينية أولا واجتماعية ثانيا. ولنصدق او لا نصدق، حتى السبحات طائفية اذ يجمعها الشكل ويفرق ما بينها العدد. فيشرح سمير ان لكل دين عددا معيناً من الحبات المكونة للمسبحة، فتلك التي تعود للبوذيين تتألف من 114 حبة، اما المسلمون فينتقونها ذات الـ99 حبة، وهي اسماء الله الحسنى، بينما تتقلص سبحة المسيحيين الأورثوذكس الى 33 حبة دون فواصل ومثلها للموارنة انما تفصل على خمسة. واذا كان العدد دليل انتماء ديني، فالشكل دليل هوية وطنية، فاذا كانت السبحة التي نعرفها في لبنان هي ذات الشكل المتوسط حجما والحبات الدائرية نسبيا، فاليونانيون يحملون مسابح صغيرة الحجم وذات أحجار مربعة الشكل مثلا.
وبعيدا عن الرمزية الدينية، فللسبحة رمزية اجتماعية، اذ انها تحمل الوقار والهيبة، اذ كانت تصور الامراء والاسياد، وفي يدهم سبحة يتبخترون بها امام ضيوفهم.
فقديما «كانت السبحة والسلاح « اهم شيئين بالنسبة للرجل كما يتحدث سمير، اذ نادرا ما يتواجد رجل ذو مركز من دون ان يمسك سبحة في يده، حتى باتت نوعا من «الوجاهة « و»لانو الوجاهة بدا « فيجب ان تكون «المسبحة قدا». فمحبي السبحات يتبارون في اقتناء ما ندر منها، حتى انهم يدفعون لقاءها مبالغ طائلة و»بيلحقوها لآخر الدنيا» كما يعبر سمير. كما ان لكل مقام اجتماعي أحجار خاصة، فغالبا ما يحمل رجال الدين مسابح من حجر العنبر، ذو الرائحة العطرة، اضافة الى الكوربا واليسر والكوك وتتنافس الاحجار الاخرى النفيسة في سبحات باتت «موضة» ولاسيما للنساء اللواتي بتن يعتبرنها «كماليات» لا بد منها فيستغنون عن القلادة في اعناقهن ليستبدلنها بسبحات «على الموضة».
عنبري، كوربا، يسر، مرجان، كوك، عاج أو غيرها، اسماء لأحجار كريمة استحالت حبات تصطف بانتظام، لتتدحرج بين ايدي حاملها فتحرك بصوت «طقطقتها» واحتكاكها بعضها ببعض.




منقول
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
"المسابح" .. لها عالمها ودلالاتها
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
لمسة أمل  :: المنتديات العلمية والثقافة :: المنتدى الثقافي-
انتقل الى: