البلد : 
نقاط : 200510
تاريخ التسجيل : 01/01/1970
 | موضوع: آلام الظهر .. سببها الأسنان !!  الأحد أبريل 03, 2011 5:45 pm | |
|
آلام الظهر.. سببها الاسنان!!
حسام جميل مدانات - تقول للطبيب: ظهري يؤلمني. فيقول لك: أرني أسنانك! إنها فرضية غريبة وطريفة حقا، لكنها تلقى رواجا متزايدا في الأوساط الطبية. واصبح أطباء الأسنان وأطباء العظام يدركون ذلك الترابط الكبير بين وضعية الأسنان، وانطباق الفكين على بعضهما، وبين آلام الظهر وآلام الركبتين، وحتى هيئة الجسم وشكل العمود الفقري. ويقدر طبيب العظام الفرنسي جون- ماري لندوزي في كتابه: ألم الظهر، ألم الأسنان Mal de dos, mal de dents بأن نحو ثلث حالات ألم الظهر تنتج عن عدم تطابق الفكين.
تأثيرات متسلسلة
يكمن سر هذه الظاهرة في وضعية الفكين والمفصلين اللذين يربطانهما معا، وآلية حركتهما أثناء الكلام ومضغ الطعام والشرب والضحك والتثاؤب والعطاس والسعال. إن أي اختلال في توازن الفكين يسبب اختلالا وعدم تماثل في انقباض عضلات الفكين والعنق. وهذا بدوره يعدّل وضعية الرأس ويحرفها عن الوضعية الصحيحة. ويتبع ذلك سلسلة من التأثيرات، حيث تسعى عضلات الكتفين والظهر والرجلين الى موازنة هذا الاضطراب المتمثل في عدم تماثل الشد العضلي.
ويكفي لملاحظة هذا التأثير أن تضع بين ضرسين في أحد جانبي فمك ورقة مطوية مرة أو مرتين. فيحصل فورا انحراف في الجهة المقابلة من الفك، ويرتفع لوح الكتف والحوض في هذه الجهة.
وبالعكس، فإذا جعلت إحدى رجليك أطول من الأخرى مؤقتا، عن طريق ارتداء حذاء ذي كعب أعلى من الآخر مثلا، فإن هذا سيحدث انحرافا طفيفا في الفكين.
وقد أجرى باحثون من جامعة فرايبرغ الألمانية مؤخرا استعراضا للأوراق العلمية الحديثة التي تناقش هذه الظاهرة، فوجدوا 130 دراسة تؤكد تأثير كيفية انطباق الفكين على توازن الجسم بأكمله. إضافة الى 171 دراسة تلاحظ الظاهرة المعاكسة، أي تاثير عدم توازن القوام على انطباق الفكين.
لا شك أن الأنسان يتوصل أيضا الى طريقة أو آلية للتكيف مع عيوب انطباق الفكين، لكن عواقب ذلك على المدى الطويل ستكون آلاما في الظهر والرجلين وتشوهات في هيئة الجسم. وعندما تتشوه هيئة الجسم، يتعرض عصب أو أكثر للضغط أو الإزعاج، ويحصل إجهاد في عضل أو مفصل، وينضغط شريان، فيعاني الشخص المعني من واحدة أو أكثر من الأعراض التالية: الصداع، الدوخة ، طنين الأذن، تيبس العنق، وألم القطن في أسفل الظهر، والشد العضلي.
صك الأسنان
لكل فرد قدرته الخاصة على التحمل، وعند تجاوز هذه القدرة يبدأ الشعور بالألم . تعتمد عتبة القدرة على تحمل الألم على عوامل متنوعة مثل السن والصحة النفسية والنشاط الجسماني والرياضي والوضع الصحي العام. فبعض الأشخاص يعانون من عدم انطباق الفكين، لكنهم لا يشعرون بأية آلام، سواء في الفكين أو في أي جزء آخر من الجسم. وفجأة، يظهر الألم عنيفا بلا مقدمات، أو بسبب صدمة عاطفية. ففي حالات التوتر الشديد مثلا نجد أنفسنا نصك أسناننا ونضغط الفكين لا شعوريا، حتى أثناء النوم. فيزيد الضغط على الأسنان ويتواصل، ليصحو الشخص في الصباح منهكا ومتألما. في الوضع الطبيعي لا تتلامس أسناننا أكثر من 30-40 دقيقة في اليوم، أما الشخص الذي يصك أسنانه بسبب التوتر، فإنه يحدث عليها ضغطا متواصلا يبلغ 80 – 120 كغم/سم² أي كأنه يحمل رجلا بالغا فوق السن الواحد. هذا التوتر المتكرر يتعب شيئا فشيئا عضلات الفكين ومفاصلهما. وإذا كان هذا الشخص يعاني أيضا من عدم تطابق الفكين. فإن الآلام الجسدية تبدأ بالظهور.
تقدر الكلية الوطنية الفرنسية لعلوم الأسنان بأن 30-40 % من الناس يعانون من أعراض ترتبط بسوء انطباق الأسنان. من بين أسباب عدم الانطباق حشوة سن غير صحيحة الأبعاد، جسر سني غير مناسب، سن مخلوع!.
يتأثر انطباق الأسنان بعوامل وراثية، وأيضا بممارسات خاطئة أثناء الطفولة، مثل مص الإبهام أو حلمة اللهاية لفترة طويلة بعد تشكل الأسنان، أو التنفس عن طريق الفم. وهنا تظهر فائدة الرضاعة الطبيعية من الثدي، فهي تولد حركة مص مفيدة للفكين بعكس الرضاعة من القنينة. وقد تنتج مشاكل الفكين وعدم تطابقهما عن صعوبة وضغوط تعرض لها الشخص أثناء ولادته.
كما أنها قد تنتج عن أساب هرمونية، فبعض النساء يعانين من آلام الفكين أثناء الطمث، وقد تظهر الآلام مجددا في سن الإياس مما يدعم فرضية تأثير العامل الهرموني.
لإصلاح هذا الخلل في الإنطباق لدى البالغين، يتزايد حاليا استخدام قالب أو لقمة من الراتنج أو الصمغ النباتي، والتي تصنع حسب قالب وشكل الأسنان لتمنع تلامسها مؤقتا، ولإراحة عضلات الفكين. ويقوم طبيب الأسنان من وقت لآخر بتعديل شكل هذه اللقمة من أجل إعادة توازن الفكين. وعندما ينتهي الشعور بالألم يلصق الطبيب لقمة من الراتنج على سن أو أكثر للحصول على أفضل انطباق ممكن. وتتزايد شعبية هذه اللقمة الترميمية لدى الرياضيين الذين يعانون من أعراض عدم الإنطباق أكثر من الفرد العادي.. وسبب ذلك أن الرياضي عندما يبذل جهدا كبيرا، فإنه يميل الى حبس نفسه وضغط الأسنان على بعضها، كما لو كانت نقطة ارتكاز للجسم.
أخيرا نشير الى العلاقة بين انطباق الفكين وهيئة الجسم وسلامة انتصابه. فإذا كان الفك العلوي يبرز للأمام، فإن الجسم يميل للأمام أيضا، وينحني العمود الفقري. وعلى العكس من ذلك، إذا برز الفك السفلي إلى الأمام، مال أعلى العمود الفقري إلى الخلف.
عن: CA M’INTERESSE, NOV.2010
| |
|
