البلد : نقاط : 200490 تاريخ التسجيل : 01/01/1970
| موضوع: شيء من اللغة - الكثرة والقلة السبت يوليو 05, 2008 8:34 am | |
|
شيء من اللغــة - الكثـرة والقلة
د. كامل جميل ولويل - انك تنظر للشيء القليل بمنظار، وتنظر للشيء الكثير بمنظار آخر، لماذا؟ هذه طبيعة الاشياء، وتجد هذه النظرة في الاعداد وفي الاسماء وفي الضمائر كما تجدها في غير هذه الاشياء جميعها، ورد في سورة التوبة آية عن الشهور كثرة عن الاشهر قلة، قال سبحانه ''إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله'' وفي الاية ذاتها يخصص اربعة حرما لان القتال لا يجوز فيها، وورد في التوبة قبل هذه الاية أي السادسة والثلاثية اية تبين جمعا للقلة، قال سبحانه: ''فاذا انسلخ الاشهر الحرم''، الشهور جمع كثرة لانها اثنا عشر واما الاشهر فهي جمع قلة لانها اربعة فقط. فالكلمات شهور واشهر جمع كثرة وجمع قلة، ومثلها كثير كالعيون والاعين، والدروب والادرب، وهذه الاوزان مما يتقيد بسنن اللغة العربية، ولكن لا يعد ذلك مطردا، كعادة اللغة. ولكنك تجد نقطة تلفت انتباهك وهي تمييز العدد 11، 19، 25، 99، وهي اعداد كثيرة، ويخطر بالبال ان تميز باعداد كثيرة والواقع ان تمييزها مفرد، تقول احد عشر كتابا، وخمسة وتسعون كتابا، وغير ذلك كثير، تمييزها مفرد، واما اذا قلت الاعداد فتجد الامر بعكس ذلك أي: خمسة كتب، تسعة كتب، قلت الاعداد فاتسعت تمييزاتها ان هذه اسرار من اسرار اللغة، كأن شيئا يكمل شيئا اخر. ثم انظر الى الضمائر العائدة لهذه الاعداد، تجد ملمحا يدعو للعجب والدهشة ايضا، فالضمير في الاية ''ان عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله'' الذي يعود على العدد (12) اثني عشر تجده مفردا، انظر لقوله سبحانه ''منها اربعة حرم'' فالضمير (ها) مفرد، تقول بيتها وكتابها واسمها و....، فالضمير (ها) عاد الى الشهور فكلمة (منها) أي من الشهور اما في الاية الكريمة المخصصة للاشهر الحرم وهي اربعة اشهر فجاء الضمير في الاية جمعا، قال سبحانه: ''فلا تظلموا فيهن انفسكم'' التوبة 36 فالضمير العائد الى جمع القلة كان جمعا، كأن الاشياء يكمل بعضها بعضا حتى في الضمائر، وذلك سر من اسرار اللغة العربية.
منقول
| |
|