البلد : نقاط : 200480 تاريخ التسجيل : 01/01/1970
| موضوع: الطعام ـــ الطعم؟ الكتاب الكتب؟ الأحد أغسطس 22, 2010 7:45 pm | |
|
الطعام – الطعم؟ الكتاب الكتب؟
د. كامل جميل ولويل - لقد كتب كثيرون في رسم المصحف ولا سيما في حذف بعض حروف الكلمة أو اضافة حروف كتابة لا لفظاً، فأنت تقرأ كلمة (ملاقوا) من دون ألف ولكنك تكتبها، وانت تقرأ: اولوا الألباب، من دون واو أو ألف ولكنك تكتبها وفقاً لرسم المصحف الشريف، ولم يترك كُتاب المصحف شيئا الا تحدثوا فيه، وبينوا اغراض كتابته، ولكن هذه الكتابات منثورة في مسائل عديدة يصعب جمعها، وارى ان افضل كتاب شمل مسائل علوم القرآن المتنوعة كان كتاب (البرهان في علوم القرآن لبدر الدين الزركشي) وقد اهتم به وحققه رجل من ابرز علماء مصر او علماء العالم الاسلامي وهو محمد ابو الفضل ابراهيم، قال فيه: (احتفل به قراء العربية في كل مكان لشرف مقاصده واشتماله على شتى الفوائد ومنثور المسائل وابداعه والتنسيق فيه)، واضيف الى ما قاله الشيخ ابو الفضل، ان تعرضه للكتابة القرآنية واغراض تلك الكتابة كان من اهم ابحاثه واجلها، ولكنه لم يركز عليها كثيرا واظنه لو ركز لافاد خلقا كبيرا من قراء المصحف الشريف. علق برهان الدين الزركشي على كتابة (قرءان وكتب) كما هما في المصحف الشريف، فقال: إذا كان الشيء الذي نتحدث عنه ملكوتياً وعلوياً مما لا يدركه الحس ولا يدركه الشعور فان الألف تحذف، واما اذا كان الشيء سلفياً او واقعاً حقيقياً بين يديك وتشعر به وتحسه فان الالف تثبت، ولذلك تجد ان كلمة (كتاب) وردت في القرآن بغير (ألف) أي كتب، ولكن كلمة كتاب جاءت في سورة الرعد بالألف (كتاب) قال سبحانه: «لكل اجل كتاب» آية 38، فكتاب الانسان هنا هو الاجل وهو زمن محدود وله وقت محدد ونشاهده ونشارك فيه. علينا ان نفكر الان قبل ان نفتح المصحف ونرى اسلوب كتابة كلمة (طعام)، هل كتبت بألف او من دون ألف، قال سبحانه: «وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين» سورة البقرة 184 – وقال سبحانه: «واذ قلتم يا موسى لن نصبر على طعام واحد»، وقال سبحانه: «ان شجرة الزقوم طعام الاثيم» سورة الدخان44، وقال سبحانه: «فليس له اليوم ها هنا حميم ولا طعام الا من غسلين» الحاقة 36، ان كانت تدل على شيء محدد وهي في هذه الايات كذلك فانها تكتب بالألف، وان دلت على شيء مبهم من طعام الجنة فان الألف تحذف لاننا نجهل طعام الجنة، ان لكل كلمة في الحذف والاضافة اثرا معنويا.
| |
|