عناد أبو وندي - يحاول سالك الطريق الى حمامات قصيب ان يتخذ اسهل الطرق نسبيا والتي تبدأ من جسر (الواله) جنوبي مادبا، ثم غربا فجنوبا حتى جسر (الهيدان) وصولا الى عين ماء (الزرّاعة) وتقدر المسافة من جسر الواله إلى الزرّاعة بـ 20 كيلو مترا تنتهي بما يشبه المعبد لتبدأ رحلة السير على الأقدام لثلاث ساعات وصولا إلى حمامات يمر خلالها الماشي بعين''عنيزان'' وعين ''برته''. وتمتاز المنطقة بطبيعة ساحرة لا مثيل لها، عيون من المياه الحارّة والباردة، تخترق جبالا بركانية شاهقة مطعّمة بكتل صخرية سوداء، فبعض هذه الصخور مرتّبة بشكل دائري تشبه جذوع الأشجار وبعضها الآخر على شكل مستطيلات غاية في الروعة والإتقان . أما المياه فتصل درجة الحرارة في بعض عيونها إلى اكثر من 60درجة مئوية وتنساب من أحد شلالات قصيب مع مياهه الحارّة بعض الخيوط من المياه الباردة ، وخلف الشلال تكمن مغارة معتمة تضخّ من أحشائها ماءً بارداً يلتقي مع الشلال حيث يستقرّ في حوض من المياه الدافئة وبعد ما يقرب من 200 متر توجد مغارة بها سحب من البخار لارتفاع حرارة المياه فيها. وتحتضن الحمامات السّيق، وهو عبارة عن ممر جبلي صخري يشطر الجبل شطرين اثنين، ويصل طوله زهاء 400 متر (يشبه سيق المدينة الوردية/ البتراء) ويوجد عدد من الشلالات التي تزيده جمالا. اما قصر قصيب فيقع على قمة عالية تطل على الحمامات، ويمتاز بفن وأسلوب معماري يختلف عن القصور الأخرى، وقد تحول إلى ركام نتيجة عبث وتخريب الباحثين عن الدفائن. ويختلف سكان المنطقة حول سبب تسمية قُصَيب فبعضهم يقول انها تصغير، وربما أخذت هذه التسمية من نبات القصب الذي كان متوفرا بكثرة في المكان ولا يزال موجودا حتى الان، بينما يروي كبارُ السنّ أن وليّاً من الأولياء كان اسمه قصيب قد سكن الحمامات.