موضوع: الذاكرة .. في حالة الحاضر! الإثنين يونيو 21, 2010 2:14 pm
الذاكــرة.. في حالـة الحاضــر !
د.عدنان الطوباسي - لقد وهب الله سبحانة وتعالى الانسان الذاكرة التي من خلالها يتم الاحتفاظ بالمعلومات واسترجاعها عبر ذاكرة قصيرة المدى واخرى طويلة المدى ...والانسان الذي كرمه الله سبحانه وتعالى بهذه الذاكرة عليه ان يحافظ عليها بمدخلات جيدة تدوم وتدوم. والذاكرة هذا المستودع الذي يستطيع الانسان ان يختزن فيه جميع الصور الحياتية التي تمر امامه خلال وجوده على هذه الارض ويستطيع استرجاعها كلما احتاج اليها وكلما مر به حادث او عارض او موضوع اومناسبة مشابه للذي كان... او غير ذلك.. الذاكرة كما في الموسوعة الحرة هي إحدى قدرات الدماغ، وهي القدرة على تخزين المعلومات واسترجاعها . وتدرس الذاكرة في حقول علم النفس الإدراكي وعلم الأعصاب. وهناك عدة تصنيفات للذاكرة بناء على مدتها، طبيعتها وإسترجاعها للحالات الشعورية. وجاء في موسوعه النفسية للدكتور مصطفى غالب : الذاكرة استعادة الماضي في حاله الحاضر ..... ويؤكد علم النفس ان سلوك الانسان لايمكن تفسيره الا من خلال صورة مجتمعة .ذلك لأنه كائن اجتماعي يخضع لمؤثرات مختلفة تترك انعكاساتها العميقة على احساساته وجهازه العصبي وهي بالتالي تحدد سلوكه .ولقد اسست نظرية (الجشتالت ) عدة ضوابط لسلوك الانسان على ضوء علاقته الصميمة بمجتمعه .ولا شك ان الانسان يرتب ذكرياته وفقا لاطر المجتمع العامة ( السنة -الشهر -اليوم ) بالاضافة الى اطر مجتمعه الخاص فنحن نرتب ذكرياتنا وفقا لتقاليدنا العامة والفواصل الزمنية الهامة .كما ان لكل اسرة تقاليدها الخاصة بها . وكذلك الحال بالنسبة الى الهيئات والتنظيمات الجماعية وغيرها . ومن خلال طبيعة الموقع الذي ياخذه الانسان في مجتمعه تتحدد ملامح ذاكرته ومخزوناتها متوافقة ومنسجمة مع طبيعة ذلك الموقع ،فالمختزنات من الذكريات لدى الطالب غيرها عند الطبيب وهي عند الفلاح غيرها عند التاجر وعند السيدة المتزوجة غير العزباء وعند المخطط غيرها عند العشوائي..وعند الطالب غيرها عند الاستاذ... وفي اطار التفسير لسلوك الانسان نلحظ انه يعيش في عالمين هما :العالم الطبيعي وهو الذي يتكون من الحقائق الموضوعية .والعالم السيكولوجي وهو الذي يتكون من الحقائق الموضوعية ذاتها ولكن كما يدركها الانسان .ومن هنا يمكن التميز بين بيئتين :البيئة الطيبعية والبيئة الظاهرية التى يتفاعل مع البيئة كما يدركها من وجهة نظره ومفهومه العقلاني وقد تختلف -كثيرا او قليلا -هذه البيئة الظاهرية عن البيئة الموضوعية في هيئتها الحقيقية. وأظهرت إحدى الدراسات العلمية المنشورة في دورية علم الأعصاب أن فيتامين بي 12 الموجود في اللحوم والأسماك والحليب قد يساعد في منع فقدان الذاكرة بعد تقدم العمر. فقد وجدت الدراسة أن الأشخاص الذين تنخفض في أجسامهم نسبة فيتامين بي 12 عن المعدل هم أكثر عرضة بستة اضعاف للإصابة بضمور خلايا المخ. وتشير الدراسات إلى أن 40% من الناس يعانون من نقص في هذا الفيتامين. وقام الباحثون في جامعة أكسفورد بدراسة حالات 107 متطوعا على مدى خمسة أعوام. وتنتشر مشكلة نقص هذا الفيتامين أكثر لدى كبار السن، وأثارت الإجراءات التي اتخذت مؤخرا لإضافة حامض الفوليك إلى الخبز القلق بأن ذلك قد يخفي أعراض نقص فيتامين بي 12 لدى كبار السن. ويتراوح عمر الاشخاص الذين جرت عليهم الدراسة بين 61 و87 عاما، قسموا إلى ثلاثة أقسام وفقا لمستوى بي 12 لديهم. وكانت النسبة لدى ثلث المتطوعين الذين يوجد في أجسامهم أقل مستوى من الفيتامين تقل عن الحد الذي يتم عنده تشخيص وجود نقص في نسبة الفيتامين. ومع ذلك كان هؤلاء أكثر عرضة لإظهار دلائل ضمور المخ خلال فترة الخمسة أعوام. وبحسب دراسة أجراها علماء المان في معهد ماكس بلانك، فإن تأثير البروتين الهرموني إيريثروبويتين يؤثر على الخلايا العصبية في الدماغ بشكل مباشر ويقوي الإدراك. ويزيد إنتاج خلايا الدم الحمراء بالجسم ويحسن مستوى الأداء عند الرياضيين، يمكن أن يساعد أيضاً على تقوية الذاكرة وإبعاد شبح النسيان. يشير العلماء إن نتائج هذه الدراسة يمكن أن تكون مفيدة في معالجة الأمراض التي تؤثر على نشاط الدماغ عند مرضى الانفصام الشخصي والزهايمر والتصلب المتعدد. وقد أشار العلماء أيضا إلى أن المرضى الذي يعانون من الفشل الكلوي المزمن قد تحسن مستوى إدراكهم بعد تناولهم علاجاً يحتوي على هذا البروتين. الذاكرة هذا النظام العجيب المتقن بحاجة من الانسان ان يمنحه ما يستحق من اهتمام ..ونحن لا نستطيع الاحتفاظ بكل شيء فالله سبحانة وتعالى اعطانا نعمة التذكر... وبالمقابل كانت نعمة النسيان حاضرة...من اجل الانسان ...والله رحيم بالعباد ...والله علام الغيوب...فهل يتذكر الانسان فضل علية؟ فلا يضل ولا يشقى...
الإثنين يونيو 21, 2010 2:14 pm