البلد : نقاط : 200490 تاريخ التسجيل : 01/01/1970
| موضوع: شيء من اللغة - كان ولا يزال الثلاثاء مايو 04, 2010 7:06 pm | |
|
شيء من اللغه - كـــان ولا يــزال
د. كامل جميل ولويل - روى الامام البخاري عن ابن عباس (رضي الله عنه) موقفا لغويا يجلو الشك ويثبت اليقين، وخلاصة الموقف ان احد المسلمين وجد بعض الايات تختلف عليه، أي تتعارض في معانيها، فسأل ابن عباس عن هذه الايات، فقال الرجل: الفعل (كان) يتكرر في مواطن كثيرة، قال سبحانه (وكان اللهُ غفورا رحيما) وقال سبحانه: (وكان الله عزيزا حكيما)، و(كان الله سميعا بصيرا)، فكأنه سبحانه وتعالى كان غفورا ثم انتهى غفرانه الآن، كما كان عزيزا وبصيرا، ثم مضى هذا الامر فلم يعد موجودا! قال ابن عباس، ليس الامر كذلك، انما هذا بمثابة اسم اطلقه على ذاته، فهو الغفور الرحيم فيما مضى، وهو الغفور الرحيم لأبد ابد، وقال لقد سمّي نفسه بذلك أي كان ولم يزال ولا يزال، وكان العرب قد جعلوا هذه الكلمة (كان) دالة على الماضي والحاضر والمستقبل، أي المقصود به الدوام، يقولون وكان الجمل صبورا، وكانت الجبال عالية، وكان المطر مفيدا. وسأل الرجل عن خلق الارض والسموات، ما الزمن الذي تحدثت عنه الايات، وقرأ على ابن عباس قوله تعالى (فقضاهن سبع سماوات في يومين (فصلت12، وقوله تعالى: (هو الذي خلق السماوات والارض في ستة ايام) الحديد4، وقوله تعالى: (ولقد خلقنا السماوات والارض وما بينهما في ستة ايام) ق38، كيف يجمع بينها؟ وقوله تعالى: (قل ائنكم لتكفرون بالذي خلق الارض في يومين) فصلت9، واجابه عالم هذه الامة الاسلامية بما يلي: خلق الله الارض في يومين ثم استوى الى السماء فسواهن سبع سماوات في يومين، ثم دحا الارض أي بسطها فأخرج منها الماء والمرعى وخلق فيها الجبال والاشجار والاكام وما بينها في يومين آخرين، وذلك قوله: (والارض بعد ذلك دحاها)، فخلقت الارض وما فيها في اربعة ايام وخلقت السماء في يومين، ويحك لا يختلف عليك القرآن فانه من عند الله.
منقول
| |
|