موضوع: مرافئ المتوسط :البندقية :مدينة النهرين السبت أبريل 24, 2010 11:25 am
مرافئ المتوسط: البندقية: مدينة النهرين
محمد رفيع - جدل طويل حول اسمها، فهو مشتق من آلهة العشق والجمال، وكيف لا، وهي تغرق في الماء، او يغرق الماء عند كعب ابنيتها. البندقية، تلملم الجزر الصغيرة لتشيد جمهورية "البحر والتجار"، فتصبح منارة على رأس الادرياتيكي، فتميد الارض تحتها، بين اباطرة عالم لا يهدأون على حال. وتنجح في ان تكون اميرة البحار، للتجار والمحاربين، وتسيطر على درة الشرق آنذاك "القسطنطينية" وتستولي، في لحظة نهم ووهم، على خيول القديس مريس في الاسكندرية، لتتجمل بها، فتظل تلك الخيول "وصمة" في تاريخ ساحاتها الى اليوم..!.
حقائق
- مدينة البندقية، او "فينيسيا" هي مدينة ايطالية تقع في شمالي البلاد، وعاصمة لاحدى مناطقها الشهيرة (فينيتو). وللمدينة، التي كانت في السابق (امة مستقلة) اسماء عديدة، منها: ملكة البحر الادرياتيكي، دومينيت، مدينة الجسور، مدينة المياه، ومدينة الضوء. - يعتقد ان السكان الاصليين لمدينة البندقية يعودون الى مهاجري ولاجئي المدن الرومانية، الذين هربوا من موجات الغزو الجرمانية والهون المتعاقبة. وقد قيل في مدينة البندقية: "انه مما لا شك فيه، ان البندقية هي اجمل مدينة بناها الانسان". وهي تمتد على مساحة مائة وثمانية عشر جزيرة صغيرة، تنتشر في مستنقعات بحيرة البندقية على طول البحر الادرياتيكي، حيث تمتد البحيرة المالحة على طول الخط الساحلي بين منبعي نهري (بو) جنوباً و(بيافي) شمالاً. في العصور الوسطى وفي عصر النهضة، كانت جمهورية البندقية القوة البحرية الرئيسية، ومركزاً لانطلاق الحملات الصليبية (الفرنجية) نحو الشرق العربي الاسلامي. كما كانت مركزاً مهماً لتجارة الحرير والتوابل والحبوب، والفن ايضاً، وذلك في الفترة الممتدة بين القرن الثالث عشر الى نهاية القرن السابع عشر، وتشتهر البندقية ايضاً، بالموسيقى الاوبرالية والتاريخية. تعرضت جمهورية البندقية الى موجات غزو متعاقبة، رومانية وقوطية غربية وهونية، وبيزنطية وغيرها، وفي مطلع القرن التاسع الميلادي ازدادت اهمية المدينة عبر سرقة قطع اثرية من كنيسة (سانت مرقس) في الاسكندرية، حيث نصبت هذه القطع (خيول القديس مرقس) في كنيستها الجديدة. تطورت البندقية لتصبح (دولة / مدينة) ما بين القرنين التاسع والثاني عشر، اذ ساعد على ذلك موقعها الاستراتيجي على رأس البحر الادرياتيكي، لكنه في الوقت ذاته جعلها معرضة للأخطار بشكل دائم، وخصوصاً مكانتها البحرية والتجارية، غير انها ظلت مركزاً بحرياً وتجارياً مهماً بين غربي اوروبا وبقية انحاء العالم، وخصوصاً الامبراطورية البيزنطية والعالم الاسلامي. تحولت البندقية الى قوة امبريالية متوسعة في نهاية الحملة الصليبية الرابعة، بعد سيطرتها على القسطنطينية (اسطنبول) عام 1204م وانشاء الامبراطورية اللاتينية، وقبل نهاية القرن الخامس عشر الميلادي كانت البندقية عاصمة الطباعة في العالم. بدأ التراجع الاساسي للبندقية مع القرن الخامس عشر، وذلك عندما جرت اول محاولة فاشلة للحفاظ على مدينة (سالونيك) ضد العثمانيين، حيث استمرت الحرب بين البندقية والعثمانيين نحو ثلاثين عاماً، ودفعت البندقية كثيراً من ممتلكاتها في البحر المتوسط نتيجة لذلك، ليتغير بعدها وجه العالم باكتشاف كولومبوس للعالم الجديد، وتغير الطرق البحرية الى الهند، وما تلاه من تدمير الطريق البري لتجارة البندقية. وفي العصر الحديث، تغيرت تبعية البندقية بين الامبراطوريات الفرنسية والنمساوية والايطالية، الى ان اصبحت جزءاً من ايطاليا في العام 1866 في اعقاب الحرب الايطالية الثالثة (الاستقلال). تعاني البندقية منذ قرون، من الغرق وانخفاض منسوب ابنيتها القديمة بالنسبة للمياه، وهي زاخرة بالمتاحف التاريخية والمعارض والمكتبات والقصور والكنائس التاريخية والجسور والمباني التاريخية. وتقام فيها سنوياً العديد من المهرجانات الثقافية، وينتمي اليها عدد من المشاهير، منهم: ماركو بولو، جوفاني بليني رسام عصر النهضة، كازانوفا وغيرهم.