لمسة أمل
لمسة أمل
لمسة أمل
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

لمسة أمل


 
الرئيسيةالبوابة**أحدث الصورالتسجيلدخول

 

 تصنيف الصخور في القرآن الكريم

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة





البلد : تصنيف الصخور في القرآن الكريم Jo10
نقاط : 200490
تاريخ التسجيل : 01/01/1970

تصنيف الصخور في القرآن الكريم Empty
مُساهمةموضوع: تصنيف الصخور في القرآن الكريم   تصنيف الصخور في القرآن الكريم Icon_minitimeالسبت مارس 27, 2010 8:25 pm





تصنيف الصخور في القرآن الكريم
مصطفى يعقوب عبدالنبي


يعد التصنيف أو التقسيم Classification من الأمور الواجب دراستها في مختلف العلوم Sciences، ولاسيما تلك العلوم التي تتعرض لدراسة الأعيان مثل علوم النبات والحيوان والمعادن والصخور الخ··· ، ومن مميزات التصنيف أنه يتدرج من العام إلى الخاص وذلك تبعاً لبعض الأسس العلمية التي يبنى عليها الهيكل التصنيفي وبالتالي تسهل دراسة مثل هذه الأعيان مجموعات أو فرادى· وعلى هذا فالتصنيف من ألزم الأشياء في دراسة العلوم الطبيعية، فقبل البحث في الجزئيات يجب أن تدرس الكليات أولاً، متمثلة في أطر تصنيف تلك الجزئيات تمهيداً لدراسة المزيد من التفصيلات·
وعندما نأتي إلى تصنيف الصخور سنجد أنه معروف أن سطح القشرة الأرضية يتكون في معظمه من الجبال، والجبال لفظة تطلق للدلالة على العموم دون الخصوص لسبب بسيط للغاية، هو أن كل ما هو فوق سطح الأرض يمكن اعتباره من الجبال· جاء في >لسان العرب< لابن منظور: الجبال، اسم لكل وتد من أوتاد الأرض إذا عظم وطال من الأعلام والأطواد، أما ما صغر وانفرد فهو من >القنان والأكم<·
والحديث عن الجبال هو بالضرورة حديث عن الصخور، لأن الصخور هي أصل الجبال وقوام مادتها ومحتواها بينما تنصرف لفظة >الجبال< إلى المعنى الذي يؤديه الشكل وتدل عليه الهيئة· وفي معظم الأحوال تكاد كلمة >صخور< ترادف في معناها كلمة >جبال< لأن المراد بالجبال في هذه الحال ما تحويه من صخور، ولأن الصخور هي الوحدة البنائية التي تتكون منها الجبال·
وعندما نأتي إلى تصنيف الصخور نجد أن هناك أكثر من تصنيف للصخور حيث يستند كل تصنيف إلى أساس من الأسس العلمية، ومن أشهر التصنيفات وأكثرها تداولاً في كتب الجيولوجيا، بصفة عامة وفي علم الصخور بصفة خاصة، ذلك التصنيف الذي يقوم على أساس كيفية الوجود Mode of occurrance حيث تقسم الصخور على هذا الأساس إلى ثلاثة أنواع هي:
1- صخور نارية Lgneous Rocks
تكونت نتيجة لتبريد وتصلب المادة الصخرية المصهورة في جوف الأرض والتي يطلق عليها الصهير Magma ومن أشهر الصخور النارية الجرانيت Granite والبازلت Basalt·
2- صخور متحولة Metamorphic Rocks
وهي صخور تكونت من صخور سابقة التكوين سواء نارية كانت أم رسوبية وهي ناتجة من فعل تأثير الحرارة أو الضغط أو الحرارة والضغط معا، ومن أشهر الصخور المتحولة الرخام Marble والإردواز Slate·
3- صخور رسوبية Sedimentary Rocks
وهي صخور تكونت من صخور سابقة ظهرت نتيجة لعمليات طبيعية شتى مثل التجوية Weathering بنوعيها، الميكانيكية والكيمياوية، والنقل والترسيب ومن أشهر الصخور الرسوبية، الأحجار الجيرية والصخور الطينية·
وعلى الرغم من أن هذا التقسيم هو من أكثر تقسيمات الصخور شهرة وتداولاً في مراجع علوم الجيوليوجيا إلا أنه ليس بالتقسيم الوحيد للصخور، فهنالك أكثر من تقسيم للصخور غير أن الأساس العلمي الذي يستند إليه هذا التقسيم أو ذاك يختلف عن الآخر في وجه من الوجوه·
وإذا اتخذنا من تصنيف الصخور النارية مثالاً لتعدد التصنيفات والتقسيمات فإننا نجد أن هناك أكثر من عشرة تقسيمات، إذ أن كثرة المدارس العلمية قد تبعها بالتالي كثرة التقسيمات، حيث يستند كل منها إلى أساس علمي ما·
ومن الحقائق التي تبدو غريبة بعض الشيء والتي لا تزول غرابتها بغير التحقيق والمراجعة، أن القرآن الكريم كان أول من أشار الى تصنيف الصخور تصنيفاً علمياً مستندا في ذلك إلى أساس علمي سليم قد أثبته أخيراً العلم الحديث·
ولكي نزيد الأمر تفصيلاً نقول: إن القرآن الكريم قد تحدث عن نوعين من الجبال (الصخور) على أساس وضعهما وامتدادهما في الأرض، وهذين النوعين هما الجبال ذات الأوتاد والجبال الرواسي·
فمن الآيات الكريمة التي تتحدث عن الجبال ذات الأوتاد قوله تعالى: {والجبال أوتادا}(النبأ، 7)
ومن الآيات الكريمة التي تتحدث عن الجبال الرواسي قوله تعالى: {وألقى في الأرض رواسي أن تميد بكم وأنهارا}(النحل، 15)
وقوله تعالى: {وجعلنا في الأرض رواسي أن تميد بهم}(الأنبياء، 31)
وقوله تعالى: {وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها}(فصلت، 10)
ولعل الكشف عن الدلالة اللفظية لكل من >الجبال ذات الأوتاد< و>الجبال الرواسي< هي خير تمهيد لبيان الوجه العلمي المراد بكلمتي >وتد< و>رواسي<··
جاء في >لسان العرب< لـ >ابن منظور<: >الوتد، ما رُزَّ في الحائط أو الأرض من الخشب والجمع أوتاد ووتد الوتد ثبت الخ··· < وجاء في >اللسان< أيضاً: رسا الشيء يرسو رسوا وأرسى ثبت، ورسا الجبل يرسو ثبت أصله في الأرض والرواسي من الجبال، الثوابت الرواسخ الخ···<·
ومعنى هذا أن الصخور نوعان، نوع غائر في الأعماق وهو الذي يعبر عنه بالجبال ذات الأوتاد، ونوع قليل العمق وهو الذي يعبر عنه بالجبال الرواسي·

(الأول) الجبال ذات الأوتاد: وهي عبارة عن صخور ذات أعماق بعيدة داخل القشرة الأرضية، ويشمل هذا النوع من الصخور كلاً من، الصخور النارية والصخور المتحولة· الأمر الذي أدى إلى جمعهما معاً في مصطلح علمي واحد يطلق عليه صخور القاعدة Basement Rocks· فالصخور النارية توجد في الطبيعة على هيئة أشكال مختلفة وأحجام مختلفة، ويطلق عليها بالتالي أسماء مختلفة، غير أنها تشترك جميعها في شيء واحد وهو أنها تصل إلى أعماق بعيدة لا قرار لها داخل القشرة الأرضية·
أما الصخور المتحولة فتوجد في أماكن مجاورة لتلك الأشكال السابقة لسبب بسيط للغاية، وهو أن العوامل التي تؤثر في عملية التحول ذاتها ثلاثة عوامل، الأول: الحرارة أو فيما يعرف بالتحول التماسي Contact Metamorphism الحراري، والثاني: الضغط أو فيما يعرف بالتحول الديناميكي Dynamic Metamorphism، والثالث: الحرارة والضغط معا، أو فيما يعرف بالتحول الإقليمي Regional Metamorphism·
والسبب في هذا التحول أن الكتل الكبيرة من أشكال الصخور النارية قد تداخلت - بما تحتويه من سائل صهيري - في الصخور المجاورة فأثرت عليها بحرارتها فغيرت من خصائصها وأحالتها بالتالي إلى صخور متحولة· كما أن الضغط وهو من عوامل التحول ناتج من كون هذه الصخور لها أعماق بعيدة إلى حد ما داخل القشر الأرضية، وبالتالي فهي واقعة تحت ضغط الصخور التي تعلوها·
نخلص من هذا القول: إلى أن كلاً من الصخور النارية والصخور المتحولة مرتبطان مع بعضهما بعضاً أشد الارتباط في أكثر من وجه، إذ يجمعها مصطلح علمي واحد وهو >صخور القاعدة<، كما أنهما يشتركان في كونهما من الصخور ذات الأعماق البعيدة في القشرة الأرضية، إذاً فلو بحثنا عن وصف مناسب لهذين النوعين من الصخور لما وجدنا وصفاً أنسب من >الجبال ذات الأوتاد<·

(الثاني) الجبال الرواسي
ولعل معنى الإرساء هذا يدل علـى أن الجبال راسية وثابتة الأصل دون أن تكون لها أوتاد غائرة في أعماق القشرة الأرضية· إذاً فالجبال الرواسي هي صخور ذات عمق قليل داخل القشرة الأرضية بحيث تكون ثابتة الأصل وهذا ما ينطبق تماماً على الصخور الرسوبية، بدليل أنها ترتكز على صخور القاعدة أي تعلوها· وربما كانت نسبة وجود كل من الصخور الرسوبية وصخور القاعدة تبين لنا بعض أوجه معاني الجبال ذات الأوتاد والجبال الرواسي· فالصخور الرسوبية، أي الجبال الرواسي تفترش نحو من 75% من مساحة الأرض أي أنها ذات امتداد أفقي، بينما صخور القاعدة وبخاصة النارية تكون أكثر من 95% من حجم القشرة الأرضية ككل، أي أنها ذات امتداد رأسي·
نخلص من هذا القول: إلى أن الصخور نوعان، نوع ناري ومتحول معا، وهي معروفة باسم >صخور القاعدة< وهذا نوع ينطبق عليه وصف الجبال ذات الأوتاد· ونوع رسوبي ينطبق عليه وصف الجبال الرواسي·
وقد وضع بعض العلماء تصنيفاً يضم هذين النوعين فقط وفقاً لنوع العمليات الجيولوجية المؤثرة في القشرة الأرضية:
النوع الأول: وتشمل العمليات الخارجية Epigene processes وهي العمليات التي تؤثر على القشرة الأرضية عند سطحها أو بالقرب من السطح كنتيجة لحركة الهواء والماء والجليد وتأثير الكائنات الحية· وهذه العمليات ذات أصل خارجي وتستمد الطاقة اللازمة لحدوثها من حرارة الشمس وتنقسم العمليات الخارجية إلى قسمين: (الأول) التعرية Denudatian وتتضمن التجوية Weathering والنحت Erosion والنقل Transportation و(الثاني) الترسيب، ويتم على ثلاث صور، ميكانيكياً كما في حال الصخور الرملية، وكيمياوية كما في حال الرواسب الملحية وبعض أنواع الحجر الجيري وعضوية كما في حال رواسب الفحم والفوسفات·
النوع الثاني: وتشمل الحركات الأرضية والنشاط الناري والتحول وتتضمن عمليات تنبع من داخل الأرض كنتيجة للظروف الفيزيائية والكيمياوية وما يتبعها بالتالي من نشاط فيزيائي وكيمياوي لمادة باطن الأرض، أي الصهير الموجود في باطن الأرض - والذي يمر خلال القشرة الأرضية وتسمى مثل هذه العمليات بالعمليات الداخلية Hypogene Proceses وتستمد الطاقة اللازمة لحدوثها من الحرارة المنطلقة في باطن الأرض·
وعلى حسب هذا التصنيف فإن الصخور نوعان: نوع على السطح أو بالقرب منه ناتج من عمليات خارجية وهي الصخور الرسوبية (الجبال الرواسي)، ونوع له امتداد داخل القشرة الأرضية ناتج من عمليات داخلية ويشمل كلاً من الصخور النارية والمتحولة (الجبال ذات الأوتاد)·
ومن الجدير ذكره أن هناك تصنيفاً من تصنيفات الصخور قد وضعه العالم الجيولوجي ت· كروت Crook · T (1923م) يقترب في جوهره من هذا التصنيف وهو تصنيف تكويني قد قسم فيه الصخور حسب مجموعة من العمليات الجيولوجية إلى قسمين:
الأول: صخور داخلية المنشأ Endogenetic قد تكونت نتيجة عمليات ذات منشأ داخلي وهي التي تعمل في الأعماق ومن الداخل الي الخارج بالنسبة للقشرة الأرضية مثل التأثيرات الحرارية وتأثير المياه المصاحبة لهذه العمليات من أصل صهاري·
وتشمل هذه الصخور كلاً من الصخور النارية والمتحولة معا·
الثاني: صخور خارجية المنشأ وهي التي تكونت نتيجة عمليات ذات أصل خارجي تعمل سطحية أو من الخارج للداخل· وتتكون هذه الصخور تحت درجات الحرارة العادية، وتشمل هذه الصخور، الصخور الرسوبية فقط·
إذاً فالصخور داخلية المنشأ Endogenetic هي تلك الصخور الغائرة العمق في داخل القشرة الأرضية، أي أنها جبال ذات أوتاد، بينما الصخور خارجية المنشأ Endogenetic هي تلك الصخور الراسبة فوق سطح القشرة الأرضية أو على أعماق قليلة داخلها أي أنها راسبة فحسب·
والذي نراه أن تصنيف الصخور إلى نوعين فقط - على الرغم من إجماله - أنسب من التنصيف الأول - على الرغم من تفصيله - لسبب بسيط للغاية، وهو أن الصخور النارية والمتحولة أشد ما يكونا تلازماً في مكان واحد، بل ويجمعهما مصطح علمي واحد وهو >صخور القاعدة<، كما أن الكيفية التي يمر بها التحول عينه لابد أن تتعرض للكثير من المعطيات العلمية المشتركة بينها - أي الصخور المتحولة - وبين الصخور النارية، ولاسيما فيما يتعلق بالنشاط الناري وحرارة الصهير·
فمن الواجب في هذه الحال أن تأخذ مراجع علوم الجيولوجيا في الوطن العربي والعالم الإسلامي بهذا التصنيف حتى ولو في معرض الإشارة، فهو تصنيف يستند إلى أساس علمي سليم كان القرآن الكريم أول من تحدث به قبل علماء الصخور بأكثر من أربعة عشر قرنا من الزمان·


المراجع
1- القرآن الكريم·
2- أساسيات علم الجيولوجيا، د· محمد يوسف حسن وآخرين، جون وايلي وأولاده، نيويورك، 1983 ·
3- الجيولوجيا العامة، روبرت فوستر، ترجمة عبدالقادر عابد وآخرين، منشورات مجمع اللغة العربية الأردني، عمان، 1980 ·
4- علم الصخور النارية، د· محمد كمال العقاد، منشورات جامعة أسيوط، 1976 ·
5- علم المعادن، د· محمد عزالدين حلمي، مكتبة الأنجلو المصرية، القاهرة، 1983 ·
6- قواعد الجيولوجيا العامة والتطبيقية، د· محمد فارس إبراهيم وآخرين، دار النهضة العربية، القاهرة، 1972 ·
7- لسان العرب >ابن منظور<، تحقيق عبدالله الكبير وآخرين، دار المعارف، القاهرة، 1980 ·
8- محاضرات في الجيولوجيا، د· محمد فتحي عوض الله، دار المعارف، القاهرة، 1986 ·


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
تصنيف الصخور في القرآن الكريم
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» مسابقات القرآن الكريم
» أرقام عن القرآن الكريم
» تفسير القرآن الكريم
» الجناح في القرآن الكريم
» فوائد سور القرآن الكريم

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
لمسة أمل  :: المنتديات العلمية والثقافة :: المنتدى العلمي-
انتقل الى: