البلد : نقاط : 200490 تاريخ التسجيل : 01/01/1970
| موضوع: شئ من اللغة - حروف ثلاثة بمعان ثلاثة الخميس مارس 25, 2010 6:32 pm | |
|
شيء من اللغة - حروف ثلاثة بمعانٍ ثلاثة
د. كامل جميل ولويل - إنّ لكل حرف في اللغة معنى ظاهراً مختصاً به، وله معانٍ أخرى تدور في فلكه، والحروف الثلاثة وهي: اللام والباء وعلى لها معان مختصة بها، ولها شأن في معانٍ أخرى، اللام اصله لتملك الاشياء، والباء للواسطة والوسيلة وعلى للعلو والاستعلاء. إن هذه الاحرف في قصة حياة سيدنا موسى (عليه السلام) منذ القائه في اليم الى ان ضرب بعصاه البحر فعبر البحر وغرق في ذلك البحر طاغية تلك العصور فرعون. لماذا وردت كلمة (على) في عصر الطاغية الذي كان يقتل ابناء بني إسرائيل ويستحيي نساءهم وذلك في قوله تعالى في سورة طه (29): (ولتصنع على عيني)، فأين العلو والاستعلاء في الآية الكريمة، إنّ البيئة الطاغية الفرعونية هي التي اقتضت مجيء (على)، لأن الاطفال في ذلك الوقت كانوا يغذون ويربون ويُصنعون سراً، ولكن الله تعالى اراد ان يربى موسى وان يغذى وان يُصنع على أمرٍ جليّ وأمنٍ واضح، وليس هناك الخوف الذي يلاحق أطفال بني إسرائيل، ولا هناك استسرار، ولذلك كان ضروريا ادخال الحرف الذي يدل على قوة الله، كما يدل على ضعف وهوان فرعون، الذي قرر أن يقتل ولكنه وجد من الظروف ما يمنعه من قتل موسى برغم وجود الشك، هذا الحرف (على) ادى دوره اداء مريحاً، ولكن حرف الباء الذي جاء في قوله تعالى: (واضرب بعصاك البحر) كما جاء في قوله تعالى (واصنع الفلك بأعيننا)، فالباء في كلمة (بعصاك) افادت الوسيلة، ولكنها في (بأعيننا) لم تفد الوسيلة، فقد جاءت لدور معنوي جديد وهو العناية والرعاية، فنوح (عليه السلام) يريد ان يصنع سفينة من نوع جديد، ولذلك يحتاج الى من يرشده في الصناعة، فالباء هنا لتفيد شيئين هما: الرعاية، ومواصلة الرعاية، وليس من حاجة للقول، (واصنع الفلك على اعيننا)، لان نوحا لا يريد ابداء شيء بعد ان كان مكتوما، فلم يحتج الكلام الى معنى (على) بل احتاج الى ما يدل على الالتصاق والرعاية، فجاء حرف الباء ليقوم بهذه المهمة او بهذا الموضع، وجاء الأمر لموسى (عليه السلام) بحرف اللام التي تفيد في لغتنا التي نتداولها التملك، فقال سبحانه (واصطنعتك لنفسي) لان موسى (عليه السلام) اصبح مختصا لامر الدعوة لا يفارقها ابدا، وهو بذلك رضي وسعيد.
| |
|