البلد : نقاط : 200490 تاريخ التسجيل : 01/01/1970
| موضوع: متى نخرج عن الأصل ؟ الأربعاء مارس 10, 2010 8:38 pm | |
|
متى نخرج عن الأصل؟
د. كامل جميل ولويل - الأسماء العربية في أصلها ظاهرة، فالجبل والسهل والسماء والأرض والماء والنبات والشجر والحجر، كلها أسماء ظاهرة ترى أو تلمس أو تحس، والجمل العربية تبنى عليها، فكلمة (الأرض) مثلاً تكون محوراً لعدة كلمات لتصبح معاني أو أفكارا ولكن العربية لا تظهر الأسماء دائماً، فإنّ الاسم إذا تكرّر يحل محله ضمير، لأن الضمير أخف في اللفظ والحكاية والقول من الاسم، قال سبحانه وتعالى: «وأخرجت الأرضُ أثقالها، وقال الإنسان ما لها؟ يومئذٍ تحدث أخبارها»، جاءت كلمة الأرض في الآيات الثلاث مرة واحدة، وجاء الضمير ثلاث مرات، لأن الضمير أخف لفظاً وقولاً. متى نخرج عن هذا الأصل؟ أيّ متى نستعمل الأرض مرة ومرة ومرة دون أن نأخذ الضمير، أو قل متى نستعمل الاسم مرات عدة؟ هناك أسباب لذلك، وهي أسباب فكرية أو معنوية ضرورية لقوة الكلام وجذبه وتأثيره، وأول هذه الأسباب التعظيم والقوة كقوله سبحانه «واتقوا الله ويعلمكم الله والله بكل شيءٍ عليم» وقد وردت هذه الآية في سورة البقرة 282، لقد تكرّر اسم صاحب الجلالة ثلاث مرات، نحن الآن نعظم الله سبحانه وتعالى، وكقوله سبحانه في سورة المجادلة (آية 4): «أولئك حزب الله أَلا إنَّ حزب الله هم المفلحون»، والآية فيها تقوية لكل من تكتل أو تآلف وفقاً لأمر الله، فإنّ هذا التآلف هو الغالب المفلح في جميع العصور، وكقوله تعالى في سورة الفرقان (آية 11) «بل كذبوا بالساعة واعتدنا لمن كَذّب بالساعةِ سَعيراً» ولا أظن أنَّ أحداً سيلاقي شيئاً أعظم أو أشدّ من الساعة، فهي ساعة الحسم الذي لا حسم بعده. وربما كان هناك ما يقرب من التعظيم في الاحتفاظ بالاسم، وهو تقدير أثر الاسم، وقد ذكر عن حبر الأمة ابن عباس (رضي الله عنه) أن قريشاً سألت عن سبب نزول سورة الإخلاص، قالت قريش يا ابن عباس: لقد سئل محمد عن ربه فماذا قال؟ قال هو الله أحد» أي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الذي سألتموني عنه له صفة تفوق جميع الصفات إنه هو (الله)، وأراد سبحانه أن يظهر لهم عظمة هذا الاسم وعلو تقديره فقال: الله أحد – ثم كرّر لبيان هذا التقدير فأتبعها بقوله تعالى: الله الصمد، ولو قيل هو الصمد لكانت أقلّ شمولاً وتقديراً
منقول
| |
|