وإن أحد من المشركين استجارك

البلد : نقاط : 200500 تاريخ التسجيل : 01/01/1970

وإنْ أحدٌ من المشركين استجارك

د. كامل جميل ولويل - ليس هناك شيء اهم من هذه الهبة التي انزلها الله على البشرية لتعلم سر وجودها، فمن يعلم من البشر ان بين هذه العطايا كتاب من الله الذي فيه 114 سورة وان كل سورة لها رباط يربطها مع البشر في اعمالهم وعقائدهم وسلوكهم، من يعلم ذلك فانه يعيش كما اراد الله له ان يعيش، يعرف كيف يلبس وكيف يأكل وكيف يكلم الناس وكيف يتعبد؟ انه يصبح مثالياً في كل شيء، وارجو ان يتأمل كل من ينظر في القرآن الكريم هذا القول الإلهي العظيم، قال سبحانه « وإنْ أحدٌ من المشركين استجارك فأجِره حتى يسمع كلام الله» فلولا ان هذا السماع مفتاح يفتح القلب المغلق، وان تأثيره بالغ في مشاعر الانسان وعقل الانسان وسلوكه وخلقه لما جعل الله على المؤمنين واجباً أو فرضاً ليسمعوه بلطف وذوق وأدب لغيرهم، انه سبحانه يؤكد هذه المعاني فيقول «أولم يكفهم أنا أنزلنا عليك الكتاب يُتلى عليهم»، فالكتاب كافٍ في الدلالة، قائم مقام معجزات غيره، وقائم مقام المعجزات السابقة، إن الأنبياء السابقين جميعاً ومن دون أي استثناء محترمون في القرآن، موقرون في لفظ من حمل القرآن للبشرية.
ومن أعجب ما أسمع ان يقوم مسلم بقتال غيره، على أي شيء؟ على جدار أو دكان أو أرض أو طاعة لجنرال متقاعد يريد الدنيا فيسخّر المسلم لمآربه، ليس هناك آية واحدة، أو حديث واحد يجيز للمؤمن ان يقتل غيره، وأما أهل الكتب الاخرى فالقرآن خاطبهم بتقدير قال لهم «يا ايها الذين آمنوا» ثم تناول ما يطلبه منهم، وتناول الرسل السابقين بأجود الكلام واطيبه، فهذا صديق نبي، وهذا صادق الوعد، وهذا رفعه الله مكاناً عليا، وهذا الذي رفعه الله وامته على سائر اعدائه.. و ... و...، لم يؤمن اهل سوريا أو مصر أو العراق أو ايران بسيف بتار، انه من شاء آمن ومن شاء لم يؤمن، ان القرآن تحداهم في جزيرة العرب أن يأتوا بمثله، لقد اظهر الله تعالى كتابه بقرآن مثله ولا بعشر سور مثله ولا بسورة من مثله، لقد اظهر الله تعالى كتابه بهذا الاعجاز، وإنه من ناحية لغوية تقول العرب، تحدى فلان فلاناً اذا دعاه لأمر ليظهر عجزه فيه ونازعه الغلبة في شيء ما، يقولون: انا حُدَيّاك أي ابرز لي، ولو قدروا على التحدي لأتوْا بمثله.