البلد : نقاط : 200490 تاريخ التسجيل : 01/01/1970
| موضوع: القول الجميل - الليلة الأولى ( الإمتاع والمؤانسة ) الإثنين مارس 01, 2010 2:44 pm | |
|
القول الجميل - الليلة الأولى ( الإمتاع والمؤانسة )
ابو حيان التوحيدي - وصلت أيها الشيخ - أطال الله حياتك - أول ليلة إلى مجلس الوزير - أعز الله نصره، وشد بالعصمة والتوفيق أزره - فأمرني بالجلوس، وبسط لي وجهه الذي ما اعتراه منذ خلق العبوس؛ ولطف كلامه الذي ما تبدل منذ كان, لا في الهزل ولا في الجد، ولا في الغضب ولا في الرضا. ..وقال - حرس الله روحه -: قل - عافاك الله - ما بدا لك، فأنت مجاب إليه ما دمت ضامناً لبلوغ إرادتنا منك، وإصابة غرضنا بك. قلت: يؤذن لي في كاف المخاطبة، وتاء المواجهة، حتى أتخلص من مزاحمة الكناية ومضايقة التعريض، وأركب جدد القول من غير تقية ولا تحاش ولا محاوبة ولا انحياش. قال: لك ذلك، وأنت المأذون فيه، وكذلك غيرك، وما في كاف المخاطبة وتاء المواجهة - إن الله تعالى - على علو شأنه، وبسطه ملكه، وقدرته على جميع خلقه - يواجه بالتاء والكاف، ولو كان في الكناية بالهاء رفعةٌ وجلالةٌ وقدر ورتبة وتقديس وتمجيد لكان الله أحق بذلك ومقدماً فيه، وكذلك رسوله صلى الله عليه وسلم والأنبياء قبله - عليهم السلام - وأصحابه - رضي الله عنهم - والتابعون لهم بإحسان - رحمة الله عليهم - وهكذا الخلفاء، فقد كان يقال للخليفة: يا أمير المؤمنين أعزك الله، ويا عمر أصلحك الله؛ وما عاب هذا أحد، وما أنف منه حسيب ولا نسيب، ولا أباه كبيرٌ ولا شريف؛ وإني لأعجب من قومٍ يرغبون عن هذا وشبهه، ويحسبون أن في ذالك ضعةً أو نقيصةً أو حطاً أو زرايةً. ازدهر النشر العربي بصورته المتميزة في العصر العباسي الى حد كبير في موضوعاته. فأخذ يزاحم الشعر في إبراز أغراضه مدحاً وغزلاً وهجاء ورثاء وشكوى، . ويعد أبو حيان التوحيدي (علي بن محمد بن العباسي التوحيدي 312-414 هـ) من أبرز كتاب النثر القديم، وهو تلميذ مدرسة الجاحظ ومن الذين نالوا حظوة ومكانة عند الباحثين .
منقول
| |
|