مرافئ المتوسط .. دمياط : مدينة البر العصي .. والمزاج الرائق
كاتب الموضوع
رسالة
البلد : نقاط : 200500 تاريخ التسجيل : 01/01/1970
موضوع: مرافئ المتوسط .. دمياط : مدينة البر العصي .. والمزاج الرائق الإثنين مارس 01, 2010 2:27 pm
مرافئ المتوسط.. دمياط: مدينة البــر العصي.. والمزاج الرائق
محمد رفيع - لا تُذكر دلتا النيل الا بفرعيها: دمياط ورشيد، فالى الشمال الشرقي يمتد فرع دمياط، لينشئ واحدة من ابهى مدن المتوسط، فيمنحها خصوبة وطمياً لسجادة من نخيل، تقيها من رمال صحراء سيناء، فيكون لها بهاء "الوجه البحري". ليس هذا فحسب، فقد حبت الطبيعة دمياط ميزة البلد المطل في (رأس البر) على (مجمع البحرين): فهذا ماء عذب فرات، وذاك ملح اجاج "وبينهما برزخ لا يبغيان"..! مدينة البحر والنهر، منحت اهلها مزاجاً رائقاً، وطبائع هادئة، اما حين تغضب، وهي لا تفعل ذلك عادة، فسل تاريخ البحر فيها عن من صدتهم قبل الوصول الى برها..!!.
*حقائق
- دمياط مدينة تطل على المتوسط من ضفته الجنوبية، وتزداد اهميتها بوقوعها على ضفة نهر النيل الشرقية، ففيها "مضيق رأس البر" الذي يطل على "مجمع البحرين": النيل وهو العذب الفرات، والمتوسط، وهو الملح الاجاج. - ودمياط مدينة مصرية، تقع على فرع دمياط من نهر النيل، ويفصلها عن بحيرة المنزلة شريط ضيق، وتبعد عن المتوسط نحو 15كم، قبل مصبه في البحر. - وهي من ابهى واجمل المدن المصرية، بأطلالتها الطويلة على النهر والبحر، ومناخها المعتدل، وطبائع اهلها الهادئة، وفيها ميناء، يعتبر من اكثر الموانئ المصرية نشاطاً وفعالية. - تتميز دمياط بمزارعها الشاسعة، ونخيلها الذي يفضي اراضيها من البحر حتى عمق امتدادها الداخلي، حيث تصدره كأشجار الى دول كالصين واليونان. - يعتقد ان اسمها المصري القديم هو (تامحيت)، أي بلد الشمال، او (تم أتي)، بمعنى مدينة مجر الماء، او مدينة المياه، اما اسمها الاغريقي فهو (تامياتس). - وقعت دمياط، كغيرها من المدن المصرية، تحت حكم الاغريق، بعد فتح الاسكندر لمصر في القرن الرابع قبل الميلاد، وتلاهم حكم البطالمة، ومن ثم الرومان، واحتفظت دمياط بعلاقات ثقافية وطيدة مع اليونانيين. - في العصر الروماني، تحولت دمياط الى مركز استراتيجي للتزود بالغلال والكتان والمحاصيل الزراعية، وبانتشار المسيحية، اقيمت فيها الكنائس منذ عهد الامبراطور قسطنطين عام 325م، وتحول اسمها من (تامياتس) الى (تاميات) بمعنى الارض الشمالية التي تنبت الكتان. - دخلت دمياط، كغيرها من البلاد المصرية, في الحكم الاسلامي، كولاية عربية، عام 642م، على يد عمرو بن العاص، حيث سيطروا بفتح دمياط على منافذ النيل على المتوسط، وتحولت الى مركز للهجرات العربية من الجزيرة العربية، ومن يستقر بها من رجال الفتح الاسلامي، وسماها العرب بـ (اسفل الارض) وعربوا اسمها القديم (تاميات: دمياط). - تعرضت دمياط الى هجمات رومية بعد ان فتحها العرب المسلمون، ولكنها محاولات باءت بالفشل، كما تعرضت الى حملات فرنجية، امتدت من القرن الثاني عشر الى القرن الثالث عشر، وكانت اشدها الحملات الصليبية الاولى والثانية والثالثة. - وفي عهد المماليك، تحول ميناؤها الى الميناء الرئيسي، اذ اهتموا بها كمدينة الاسكندرية، وفي عهد محمد علي، كانت دمياط اهم الثغور المصرية, واعظمها تجارة، وكانت المستورد الاكبر للأرز، واقيمت فيها الجسور والترع والمصانع. - وفي القرن العشرين، تأثرت بالاحتلال الانجليزي المهمين عليها منذ القرن التاسع عشر، وتأثرت سلباً بنشوب الحرب العالمية الاولى، لتعطل الملاحة وانقطاع الموارد والتجارة الاوروبية عنها، الى ان بدأت تنهض ثانية بعد الحرب العالمية الثانية، وبعد ثورة يوليو المصرية في العام 1952، لتبدأ دورة دخولها للعصر الحديث، وهي اليوم عاصمة لمحافظة طنطا، التي تضم عدة مراكز ادارية ومدن وقرى وكفور ونجوع. وفيها العديد من المعالم الاثرية والتاريخية والعمرانية، وهي تمتاز اليوم بصناعتها للاثاث الخشبي المنزلي، الذي يُسوّق في الدول الاوروبية.
منقول
مرافئ المتوسط .. دمياط : مدينة البر العصي .. والمزاج الرائق