البلد : نقاط : 200510 تاريخ التسجيل : 01/01/1970
| موضوع: كيف نأكل تحت وطأة ضغط الحياة المستمر ؟ الإثنين مارس 01, 2010 12:28 pm | |
|
كيف نأكل تحت وطأة ضغط الحياة المستمر؟
تتيانا الكور - يلعب النظام الغذائي دورا رئيسيا ومهما في زيادة قدرتنا على تحمل ضغوطات الحياة وعلى قدرتنا على السيطرة على الضغوطات التي تواجهنا والطريقة التي نتعامل بها مع الضغوطات، فالنشويات والبروتينات والدهون والفيتامينات والمعادن مهمة جدا لإمدادنا بالطاقة اللازمة إذ تعطينا النشاط الأكبر لنتماشى مع تحديات الحياة، والتركيز العقلي والإستقرار النفسي والعاطفي. والضغوطات هي عبارة عن عملية أو آلية تجاوبنا مع الظروف المحيطة التي نتعرض لها وما يدور من حولنا ويؤثر بدوره على مجرى حياتنا، أو قد تكون ردات فعل لمتطلبات الحياة التي نخضع لها بشكل يومي، وقد تأتي هذه الظروف المحيطة أو ردات الفعل إما بشكل مفاجيء وحاد (مثل موت شخص عزيز، تقرير من العمل، ملابسة أو مشادة مع صديق) أو بشكل متواصل ومتكرر وعلى فترات طويلة (مثل الضائقة المالية،و الرسوب المتكرر أو التعرض للعنف بشكل دوري). وقد يؤثر الضغط على نطاق فردي (مثل عملية التجاوب أو التكيف مع ظرف ذو قيمة عاطفية كعلاقة الشخص مع حبيبه) أو جماعي (مثل عملية التجاوب لحدث ما يؤثر على الجماعة كالتعرض للكوارث الطبيعية أو الضيقة العائلية). ويتم تصنيف الضغوطات إلى نوعين: الضغط الإيجابي وهو الذي يولد لدى الشخص الحافز والدافع الإيجابي فتكون ردة فعل الشخص بصورة إيجابية، والضغط السلبي والذي ينتج عن ضيقه ويحدث القلق، والإحباط، والمرض والتعاسة. وتأتي مظاهر هذه الضغوطات من خلال بعض التغييرات الوظيفية لأجهزة وأعضاء الجسم، فتؤثر على الجهاز العصبي بوجود التوتر العام، الغضب، والنرفزة، أو على الجهاز الهضمي من خلال القرحة المعدية أو المعوية، الإمساك، الإسهال، والإلتهابات القولونية. وقد يؤثر على القلب من خلال تسارع ضربات القلب وارتفاع ضغط الدم. وقد يؤثر على الجهاز العضلي بإحداث تقلصات في عضلات مختلفة في الجسم، ومنها الشعور بآلام في الرأس، أو على الجهاز المناعي يتمثل بالضعف العام وقلة القدرة على مقاومة الأمراض . وتلعب الفيتامينات والمعادن دورا مهما في تفوية مناعة الجسم ومقاومة الأمراض والإلتهابات. وقد أثبتت الدراسات بأن قدرة الجهاز المناعي على القيام بوظائفه تنخفض مع تناول المزيد من السكربات والكافيين إذ يمكن للضغط الإيجابي والسلبي أن يولد حالة من الشراهة في تناول الأطعمة الغنية بالكافيين والسكريات. كما وأشارت بحوث أخرى بأن تناول الحمية الغذائية الصحية تساعد على تخفيف أعباء الضغوطات على أجهزة ووظائف الجسم. وتتضمن الحمية الغذائية الصحية نسب متنوعة من الفاكهة والخضار والحبوب الكاملة والحليب ومنتجاته واللحم والدجاج والسمك، وشرب كميات كافية من الماء. وأشارت الدراسات بأن هذه الحمية تضمن تناول الفيتامينات والأملاح المعدنية والعناصر النادرة التي تساعد على تخفيف الضغط العصبي مثل الفيتامينات (A, B, C, D, E, K)، الأملاح المعدنية ( الكالسيوم، الكلور، الفوسفور، المغنيسيوم، البوتاسيوم، الصوديوم)، والعناصر النادرة (الكروم، الحديد، الفلور، اليود، المنغنيز، النحاس، الزنك، الكبريت). ومن ناحية أخرى، فقد أظهرت دراسات أخرى أهمية تناول السمك للصحة النفسية والحماية من الإكتئاب إذ توصلت دراسة واسعة النطاق الى أن الأشخاص الذين يتناولون السمك أقل من مرة في الأسبوع هم أكثر عرضة للإصابة بالإكتئاب المعتدل والشديد (وبمعدل 31 %) مقارنة بمن يتناولون الأسماك أكثر من مرة في الأسبوع، ويعود ذلك الى إحتواء السمك على الأحماض الدهنية الثلاثية (الأوميغا 3) الموجودة في السمك. وترتكز دعائم النظام الغذائي الصحي على: 1) برمجة نوعية الطعام من خلال التخطيط لتناول أكبر عدد ممكن من المواد الغذائية للحصول على أكبر تنوع ممكن، 2) مواعيد تناول الطعام: إذ يمبل الفرد إلى تناول الطعام بسبب العواطف المصاحبة للضغوطات أكثر مما يكون لغرض الجوع. والواقع هو أن إنشاء برنامج تغذية منظم يسمح بتناول كميات معتدلة وفي أوقات منتظمة مما يساعدنا في السيطرة على تناول ما نحتاجه من الفيتامينات والمعادن والعناصر النادرة ويزيد من قدرتنا على التعامل مع الضغوطات، وتتضاءل بالتالي احتمالية تناولنا للوجبات الخفيفة أو الأطعمة غير الملائمة وبدون حساب نتيجة التوتر.3) التصميم، خصوصا للوجبات الخفيقة فيجب تناول أربع إلى ست وجبات صغيرة كل يوم بدل ثلاث وجبات عادية أو كبيرة الحجم. وبالإضافة إلى التغذية الصحية، فهنالك عدة طرق تساعد في معالجة الضغوطات والسيطرة على الطرق التي نتعامل بها للحد من هذه الضوطات، ومن أهمها: الإختلاط الإجتماعي إذ تزيد الوحدة من الشعور بالإحباط والفشل في التعامل مع الضغوطات، الضحك إذ يساهم في تخفيف حدة الضغوطات، النوم الكافي إذ تؤدي قلة النوم إلى سرعة الغضب والإنفعال السريع، التشجيع الإيجابي للنفس والإبتعاد عن الملامة لأنها تزيد من قوة الضغوط فالحياة لا تخلو من المشاكل ويجب التعامل معها كجزء من الروتين، التنظيم في تدبير اليوم مما يريح الفرد من هاجس الترقب والعيش في فوضى، التدوين إذ تساعد الكتابة في التخلص من الضغوط النفسية خاصة عندما يصعب التعبير عنها للآخرين، ممارسة التمارين الرياضية والتي بدورها تساعد على تحسين المزاج وتقليل التوتر، والإسترخاء إذ يساعد في زيادة فرصة التأمل والإستجابة للضغوطات بنظرة تفاؤلية، وممارسة أو إيجاد هواية ما والتي بدورها تخفف من حدة الضغوطات ويمكن ن تساهم في إيجاد الأستراتيجيات المساندة للحد من العقبات.
إستشارية التغذية الطبية والعلاجية
| |
|