مرافئ المتوسط .. ملقو : مرفأ الملح وضوء الليل والمدينة الشهيرة
كاتب الموضوع
رسالة
البلد : نقاط : 200480 تاريخ التسجيل : 01/01/1970
موضوع: مرافئ المتوسط .. ملقو : مرفأ الملح وضوء الليل والمدينة الشهيرة الأربعاء فبراير 24, 2010 6:38 pm
مرافئ المتوسط .. ملقو: مرفآ الملح وضوء الليل والمدينة الشهيرة
محمد رفيع-لشاطئها ان يلمع كما يشاء تحت ضوء القمر، ولجسد الاسماك ان يملّح رمالها، بما يستطيع من أجاجه، فمحطة التجار، التي صارت مدينة، مكتوب على ابوابها ان تصبح مثار صراع امبراطوريات، ليس العرب اولهم ولا آخرهم، لكنهم شهدوا بأجسادهم وارواحهم، كيف يمكن ان يتحول الناس الى وقود حروب، من دون رحمة، لتشتعل بعدها الكراهية، بين البشر، واديانهم ومعتقداتهم، الى ما شاء الله..؟!.
حقائق:
ملقة (او مالقة، او مالاكه بالفينيقية) هي مدينة مطلة على البحر المتوسط، تقع في جنوب اسبانيا، حيث يعود تأسيسها الى الفينيقيين في مطلع الالف الاول قبل الميلاد، ويعتقد ان تسميتها تعود لهم، اذ يلفظ حرف الكاف الفينيقي حاء عربية، أي مالاحة، نسبة الى الاسماك التي تملح شواطئها. وصف الفينيقيون ملقة، بأنها (ضوء الليل)، وذلك للمنظر الخلاب الذي يحدثه انعكاس ضوء القمر على شواطئها المطلة على المتوسط. وفيها انشأوا قلعتهم الفينيقية، بعد ان استوطنها التجار الفينيقيون, واصبحت مركزاً لتجارتهم البحرية. وملقة هي عاصمة لمقاطعة اندلسية تحمل ذات الاسم، وتعتبر ثاني اهم ميناء اسباني بعد برشلونة، اذ تحيط بها الجبال، وحولها نهران، وتتمتع بمكانة سياحية مرموقة لجمالها ومناخها المعتدل. وقرب ملقة الفينيقية، انشأ اليونانيون، في القرن السابع قبل الميلاد، مستوطنة (مايناكي)، ما اثر سلباً على مكانة ملقة. وحين غزاها القرطاجيون، قاموا بتدمير (مايناكي)، واحتلوا ملقة في القرن السادس قبل الميلاد، بعد ان خضعت للاحتلال اليوناني نحو سبعة عقود، لتستمر سيطرتهم اكثر من قرنين. وبعد اليونانيين، جاء الرومان، الذين حولوا ملقة الى مركز اقتصادي وثقافي مهم، بانشائهم ميناء ومسرحاً، يعتبر الأقدم حالياً في اسبانيا، وفي عهد الامبراطور (تيطس)، صارت مدينة ملقة حليفة لروما، ما رفع من مكانتها عند الامبراطورية الرومانية. وبانهيار الامبراطورية الرومانية، في مطلع القرن الخامس الميلادي، تحولت السواحل الاندلسية، بما فيها ملقة، الى شظايا تقتسمها القبائل القوطية، وبمغادرة القوات الرومانية لملقة عام 623م، دخلتها القبائل القوطية. وفي القرن الثامن الميلادي فتحت ملقة على يد طارق بن زياد، وكان فتحاً هامشياً غير مستقر، لتفتح ثانية في اواخر القرن الأول الهجري، وتتحول الى مركز بناء سياسي واقتصادي للدولة الاموية في الاندلس. وصلت المدينة الى اوج ازدهارها الحضاري في عصر الموحدين، وليزداد تقدمها في عصر النصريين، وقد تناوبت، في عصر الطوائف، السيطرة على المدينة بين المرابطين والموحدين، الى ان ضمها (محمد بن يوسف) الى مملكته. لم تتوقف محاولات السيطرة الاوروبية على مدينة ملقة، في زمانها الاندلسي، ولكنها فشلت بسبب دفاع (الزغل) عنها، كما قامت قشتالة بمحاولة للسيطرة عليها، ونجحت، بعد حصارها لمدة ثلاثة اشهر، وسقطت ملقة في ايد القشتاليين، الذين عاثوا فيها دماراً وذبحاً وتشنيعاً، وقدم بعض سكانها عبيداً لبابا روما. وبعد سقوط ملقة، تزعم المقاومة الشعبية (احمد الثغري)، وبعد القبض عليه، وضعت الاغلال في قدميه وعنقه، ودفن بشكل بشع وغامض في احد كهوف اشبيلية، وغابت ذكراه عن المدينة التي نذر حياته للدفاع عنها. ونتيجة لما تعرض له السكان بعد الاحتلال القشتالي، اطلق عليها اسم (المدينة الشهيرة).
منقول
مرافئ المتوسط .. ملقو : مرفأ الملح وضوء الليل والمدينة الشهيرة