البلد : نقاط : 200490 تاريخ التسجيل : 01/01/1970
| موضوع: في شئ من اللغة - عسى .. ولعل الإثنين فبراير 22, 2010 7:05 pm | |
|
في شيء من اللغة - عســى .. ولعــل
د.كامل جميل ولويل - الكلمة الاولى عسى فعل من الأفعال، ولكنهم أطلقوا على هذه الأفعال التي لا تتحول الى مضارع وأمر أفعالا جامدة، او فعلا غير متصرف، واما الكلمة الثانية (لعل) فهي حرف، لانها لا تتعلق بزمن فتصبح فعلا ولا تدل على شيء محدد فتسمى اسما، ولكن كليهما تفيد رجاءً وطمعاً وأملاً. كيف نستعمل هاتين الكلمتين؟ ربما تأتيان في كلامنا، وربما تأتيان في كلام الله، فهل كلاهما بنفس المعنى؟ نقرأ في كلامنا: عسى ان أتمكن من الحضور، ولعلي أتمكن من الحضور، ونقرأ في كلام الله تعالى «عسى أَن يبعثك ربك مقاماً محموداً» الإسراء 79، ونقرأ في كلام الله ايضاً «لعل الساعةَ قريبٌ» اما في كلامنا فهي لا تتجاوز حد الرجاء والطمع والشك، واما في كلام الله تعالى، فكلمة (عسى) تصبح للقطع واليقين، وكلمة (لعل) تصبح للقطع واليقين ايضاً، لان الخَلْق تشك في الاحاطة بكل شيء وتشك في وقوع الامر حتماً بلا تخلف، وأما الخالق سبحانه وتعالى فهو منزه عن ذلك، فقوله تعالى «لعلك باخع نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفاً» إن الله تعالى يعلم علم اليقين ان رسوله حزين جداً لان قومه ينكرون الحق، وأما قول رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحج «لعلي لا ألقاكم بعد عامي هذا» فان الرسول صار يحس باقتراب أجله ولكن لا يملك المعرفة الحقة بذلك، ومثل ذلك ما وقع مع رسول الله موسى عليه السلام إذ أمره الله تعالى أن يذهب الى فرعون، قال سبحانه «فقولا له قولاً ليناً لعله يتذكر أو يخشى» طه 44، إن هذا الأمر يختلج في نفس موسى عليه السلام، فليس له الثقة القوية بفرعون، فصوَّر القرآن نفسية موسى عليه السلام بأنه يرجو ويطمع بذلك، قال جل وعلا «فقولا له قولاً ليناً لعله يتذكر أو يخشى» طه 44، لقد علم الله تعالى حين أرسل الرسولين موسى وهارون ما سيفضي إليه حال فرعون، ولكن اللفظ يصور ما يختلج في نفسيهما من رجاء وطمع، ولكنهما لا يحسمان أمر فرعون وغيره إلا بمشيئة الله.
| |
|