موضوع: كيف تختلف أعمار الحيوانات عن بعضها الخميس فبراير 04, 2010 8:31 pm
كيف تختلف أعمار الحيوانات عن بعضها
عادل محمد علي الحجـاج - تفوق كثير من الحيوانات الإنسان في الوصول إلى أعمار كبيرة وهي تتأقلم مع المحيط الذي تعيش فيه مهما كانت الظروف البيئية التي تواجهها أو تحاصرها سلباً أو إيجاباً. ففي جزر غالاباغوس الواقعة أمام الإكوادور في أمريكا الجنوبية وجزر سيشل في المحيط الهندي تعد السلاحف البرية فيهما في مقدمة الحيوانات المعمرة فقد بلغ عمر البعض منها ما يقارب المئة والخمسين سنة. ومن المعروف ان إحدى السلاحف البرية هذه عاشت في جزيرة موريشيوس (من سنة 1766- إلى سنة 1918م) حيث قتلت في حادث وقع لها وعمرها (152 سنة). وتعيش سلاحف البحر الأبيض المتوسط عمراً طويلاً أيضاً، حيث لوحظ من السجلات الأكيدة ان إحداها هلكت بعد ان بلغت المئة والخامسة والعشرين من عمرها، كما لوحظ ان الغيالم الصندوقية الصغيرة في حجمها تصل في عمرها إلى (125) سنة في أكثر الأحيان. وفي عالم الأسماك فان معظم انواع من الأسماك الصغيرة تقريباً تموت قبل ان تصل العاشرة أو الثانية عشرة من العمر. والأسماك كبيرة الحجم نادراً ما يصل عمرها العشرين سنة. لكن هناك أنواعاً من الأسماك كسمك الصلور يبلغ الستين من العمر، كذلك يبلغ الانكليس الخامسة والخمسين والشبوط اللماع السابعة والأربعين. وهذه الأنواع تعتبر أطول الأسماك عمراً. وتوجد أنواع أخرى كالسمكة الذهبية تصل الى الثلاثين من العمر وأخرى من سمك موس تصل الى الخامسة والعشرين. وإذا انتقلنا إلى عالم الطيور فنجد ان أطول الطيور عمراً الإوزة الخرساء التي كانت قد اصطيدت في انكلترا عام (1887م) فوجدت تحمل في إحدى رجليها حلقة معدنية كتب عليها تاريخ (1717م) مما يدل على أنها بلغت من العمر (170 سنة) على الأقل. ثم ان عقاباً اصطيد عام (1845م) في فرنسا فوجد في رقبته طوق معدني كتب عليه باللاتينية ما مؤداه: ان هذا الطير كان يستعمل للصيد في بلاد القفقاس في عام (1750م)، أي قبل ما يزيد على التسعين سنة. وتشير السجلات العلمية إلى ان بعض الغربان بلغت التاسعة والستين من عمرها. ومن الطيور الأخرى التي قد تتجاوز الخمسين من العمر الكندور (نسر أمريكي كبير) والبجع، ويبلغان الثانية والخمسين، والبوهة (نوع من البوم) وتبلغ الثامنة والستين، واللماعة وتبلغ السادسة والخمسين. اما الطيور الحبيسة فأطولها عمراً الببغاء التي بلغ عمر إحداها (140 سنة) وهذا نادر الوقوع، غير ان المعروف ان عدداً من الببغاوات جاوز عمرها القرن الواحد ومنها واحدة وصلت المائة والخامسة والعشرين. وتعمر طيور الككتوه طويلاً أيضاً حيث تبلغ التسعين من دون ان تفقد شيئاً من جمال شكلها. ولا يخفى ان طول العمر بين الطيور البرية يصعب إثباته ومع ذلك فهو غير مستحيل. فإذا بلغ العقعق الثلاثين، وطائر السكوا Skua القطبي الخامسة والعشرين، وبعض أنواع البط الرابعة عشرة فان ذلك كله لايعتبر إلا حداً أقصى للأعمار. والحقيقة هي ان معظم الطيور الصغيرة يندر جداً ان تبلغ العاشرة من العمر. اما الطيور الكبيرة فقليل منها يبلغ العشرين. وقد لوحظ ان الإوز الحبيس يعيش أكثر بكثير من الطليق، حيث بلغت إحدى الإوزات الرابعة والأربعين وبلغت أخرى السابعة والثلاثين. وقد بلغ طائر من طيور الكناري الثالثة والعشرين كما بلغ كناري آخر الثامنة والثلاثين ولم ينقطع عن الغناء. اما الحيوانات الثديية من الجرذان الصغيرة إلى الحيتان الضخمة فلا يعيش منها طويلا أكثر مما يعيش الإنسان باستثناء بعض الفيلة. إذ تدل سجلات شركة (بومبي – برما التجارية) على ان (9%) فقط من (20.000) فيل التي تستخدمها الشركة في أعمالها يبلغ عمرها بين (65.55) قبل ان تهلك، وان (2%) من عدد الفيلة المذكورة تتجاوز في عمرها حد الخامسة والستين. ولقد عرف عن عدد غير قليل من الفيلة التي تجاوزت أعمارها حد الخمسين سنة في حدائق الحيوان أن بلغ أحدها في إحدى حدائق الحيوان الأمريكية الخامسة والثمانين من العمر عندما هلك. وإذا قدر للحصان ان يبلغ الشيخوخة فقد يلي الفيل في طول عمره بالنسبة لسائر الثدييات حيث تدل السجلات على ان عدداً من الخيول المعروفة بلغت الخمسين من عمرها، كما تدل ان احدها جاوز ذلك الحد فبلغ الثانية والستين وهي حالة شاذة. ومن المعروف كذلك في حدائق الحيوان ان حماراً وصل الى عمر (47 سنة)، وان حيوان وحيد القرن بلغ الأربعين، وان عدداً من الدببة بلغت أعماراً بين الثلاثين والرابعة والثلاثين، وان حيواناً من آكلات النمل الشائكة بلغ الثانية والأربعين، وان احد القرود الشمبانزي بلغ السادسة والعشرين. وقد عرف عن احد الكلاب انه بلغ الرابعة والثلاثين من العمر غير ان ذلك يعده العلماء أمراً شاذاً. فالكلاب لاتتجاوز العشرين في عمرها إلا في النادر، والثامنة عشرة يعد عمراً مديداً للكلاب الأليفة. على ان المعروف عن القطط أنها تعمر أكثر من ذلك اذ سجلت حالات بلغ فيها عمر بعض القطط التاسعة والثلاثين والحادية والثلاثين والسابعة والعشرين بالإضافة إلى وجود حالات كثيرة أخرى جاوزت فيها القطط العشرين من عمرها. وأقصى ما تبلغه الحيتان من العمر السابعة والثلاثين غير ان المعتقد في الأعم الأغلب ان الحيتان الكبيرة تبلغ اعتيادياً الثلاثين من عمرها إذا سلمت من شباك الصيادين. ولو قارنا ذلك بالحيوانات الصغيرة في حجمها كالحشرات نجد أنها اقصر الحيوانات عمراً ولو أن دودة من الديدان الشريطية عرف عنها أنها عاشت مدة (35 سنة) في بطن رجل ابتلى بها. هذا وقد لوحظ في الحيوانات ان الحبيسة منها يكون عمرها أطول من الطليقة الوحشية. وليس ذلك بمستغرب لان المخاطر التي يتعرض لها الحيوان في الطبيعة تجعل العمر الطويل نادر الوقوع اضافة الى انحطاط الحيوية وضعف البصر وتنخر الأسنان وغير ذلك من العوامل التي تقضي على معظم الحيوانات قبل تقدمها في السن. اما في القفص فالأمر مختلف. ففيه يتوفر الغذاء على الدوام من دون ان يتم الحصول عليه بالكفاح والنضال كما يتيسر المأوى وينعدم وجود الأعداء والخصوم وحتى الحوادث الطارئة يندر وقوعها في حدائق الحيوان مثلاً. لذلك نجد ان الثعلب الحبيس الذي يبلغ الخامسة والعشرين من العمر لايمكن ان يعتبر موضوع مقارنة، لان قرينه الطليق نادراً ما يبلغ الرابعة عشرة أو الخامسة عشرة وعندما يصل هذه السن تكون أسنانه قد نخرت وسقط شعره وانحطت صحته العامة. ومن اجل هذا أيضاً لايتجاوز عمر الببر البري السابعة عشرة، ولا يصل ابن عرس الى عمر الثامنة.