موضوع: ماذا يعني عصر المعلومات والمعرفة ؟ الأربعاء فبراير 03, 2010 3:57 pm
ماذا يعني عصر المعلومات و المعرفة؟
تمارا يوسف المراعبة - يوصف عصرنا الحالي بعصر المعلومات، والعصر السابق بالعصر الصناعي وما قبله بالعصر الزراعي، هذه التقسيمات انتهجها علماء الاجتماع من اجل فهم حركة التاريخ، فكارل ماركس مثلا قسم التاريخ الى 5 مراحل: المشاعة، ثم مرحلة الاقطاع ، وبعد ذلك الرأسمالية ثم الاشتراكية وصولا للشيوعية.. فالعصر الصناعي استبدل المزرعة بالمصنع وصاحب الارض الاقطاعي بصاحب المال الرأسمالي، أما هذا العصر فيعتمد على المعلومات وتكنولوجيا المعلومات، فالقيادة أصبحت للنظم الالكترونية التي تتحكم بالمصنع، و الفرد في مجتمع المعلومات هو الذي يستخدم وسائل تكنولوجيا المعلومات و الاتصال استنادا إلى قاعدة المعرفة في حين أن فرد مجتمع المعرفة يتميز بحسن استغلال تلك الوسائل و توظيف قدراته لإثراء قاعدة المعرفة و توسيع خبرته و تحسين مهارته، فلنفترض، على سبيل التمثيل، عملية تحميل برمجية حرة من شبكة الإنترنت إلى حاسوب معين، فهنالك فرق بين من يترقب نسخا متطورة للبرمجية و يكتفي بتحميلها و استغلالها على حالها، وبين من يحملها ويقوم بتطويعها لحاجاته الخاصة. الان في هذا العصر، قد ترسل ابنك ليشتري لك عصير فواكه أو ليشتري لك جريدة، وتذكره بالاسم، لكن سرعان ما يعود اليك بغير ما طلبت، فقد يأتيك بعصير فاكهة معلب، وأنت تريد عصير فاكهة طازجا، وقد يأتيك بالمجلة وليس بالجريدة التي طلبتها، عندها ستغضب وقد تتهم ابنك بالغباء وأنه لا يُعتمد عليه، ولكن هل فكرت بأن المعلومة التي اعطيتها لابنك لم تكن كافية، فلا تضع اللوم على ابنك، فالمخطىء أنت وليس ابنك، إن الخطأ الذي حدث كان سببه عدم التفرقة بين المعلومة والمعرفة عند كلا الطرفين، وهو ما يسعى إليه مؤلف كتاب «الإنسان والمعرفة في عصر المعلومات « كيث دفيلين لتوضيح أهمية التفرقة بين المعرفة، والمعلومة، والبيانات وإظهارها، فهناك خلط بينهما، وتحدث الأخطاء الكبيرة في الإدارات والشركات بسبب عدم وضوح التفرقة بين هذه الكلمات الثلاث. إن الإنسان يحصل على العلم من خلال البيانات الرموز (DATA) التي يتلقاها باستمرار، وهذه الرموز كثيرة ومتفرقة وليست مفهومة بسهولة، عندما نلخص الرموز (حروف وارقام ..الخ) ونحولها إلى معانٍ معينة فإنها تتحول إلى معلومات (INFORMATION) ، وهذه المعلومات لا تتحول إلى معرفة (KNOWLEDGE) إلا إذا استفاد منها الانسان في عملية اتخاذ قرار، والمعرفة المتطورة والدقيقة هي اعلى درجات المعرفة ويطلق عليها حكمة (WISDOM)، ويقرر المؤلف أن الاعتماد على المعلومات سيزداد في السنوات المقبلة وفي المستقبل خاصة، وسيصبح الفهم الأساسي للمعلومات ضرورياً كما كانت المهارات الزراعية والصناعية ضرورة في وقتها، كما يؤكد ان قيمة المعلومات هي في تحويلها الى معرفة، لأن المعرفة بالضرورة تتيح لنا ان نختار ما نستطيع عمله، وقيمة المعلومات مناطة بقيمة المعرفة التي تؤدي تلك المعلومات إليها. ويضرب المؤلف المثال التالي لكي تتضح التفرقة بين الكلمات الثلاث : البيانات والمعلومات والمعرفة،فمثلاً إن الاطلاع على لائحة الأسعار للبضائع أو للأسهم في أي جريدة هي بيانات فقط لا تعني شيئًا لمن يقرؤها لأول مرة، فهي ليست معلومة ولا معرفة عند القارئ لأنها مجرد بيانات إخبارية، ولكن عندما تتم مراجعة هذه البيانات ذهنياً ، أو يتم ربطها بمعلومات سابقة، ينتقل هذا الخبر إلى معلومة جديدة، فقد تكون الأسعار مرتفعة أو منخفضة بناء على استحضار معلومات سابقة، أي أن البيانات تصبح معلومات عندما يضيف إليها القارئ أو المتلقي معنى، وتتحول هذه المعلومات إلى معرفة في حالة انتفاع الشخص بها، فعندما تكون الأسعار منخفضة، وتتم عملية الشراء بناءاً على هذه المعلومة، فإن هذا يعني تحويل المعلومة إلى معرفة، لأن المعلومة تمت الاستفادة منها، ويوضح المعرفة أيضا بشكل يدعو إلى التفكير العميق جداً فهو يقول: إن البيانات توجد على الأوراق أو في الكمبيوتر، وتوجد المعلومات في الفكر الجماعي للمجتمع، وأما المعرفة فهي في الفكر الفردي للشخص، وترجع أهمية المعرفة لأنها شخصية، فالبيانات والمعلومات متوفرة خارج الشخصية، أما المعرفة فهي إنتاج شخصي. الجامـعة الأردنيــة-كلية الملك عبد الله الثاني لتكنولوجيا المعلومات