موضوع: الشيح .. رفيق الزمان والمكان الجمعة نوفمبر 06, 2009 6:20 pm
الشيح.. رفيق الزمان والمكان
زياد الطويسي - أوصى به العرب في القديم والحديث، علاج شاف للبدن ضد الكثير من الأمراض، ونبات وبخور يعم المكان عطرا إذا احترق. .. كثيرون يبحثون عن هذا النبات المعمر في السهول وبين سفوح وقمم الجبال؛ ومنهم على سبيل المثال أبو سفيان السبعيني الذي يقود سيارته في أماكن وعرة في قرى معان والذي قطع ما يقارب الخمسين كيلومترا بحثا عن الشيح يصف هذا النبات في رأيه قائلا هو رفيق الزمن وخاصة وقت الشتاء بالنسبة للكثير من الناس، وهو علاج تواترت الروايات في وصفه للكثير من الأمراض وخاصة أوجاع المعدة لما يحتويه من مواد طبية أجمع الأطباء على فوائدها الجمة . ويضيف أبو سفيان: اعتدت منذ حوالي نصف قرن كغيري من الرجال في قريتنا أن اقطع كثيرا من المسافات في سبيل البحث عن الشيح، فنبحث عنه وقت الربيع لتجفيفه وحفظه كدواء، أما في بقية الأوقات فنبحث عنه ونقتلعه من الشروش لنستخدمه في إيقاد النيران، ووضعه في مدافئ الحطب لرائحته الزكية التي تعم كالبخور في أنحاء المكان . وتتعدد استخدامات الشيح فكثيرات هن الأمهات والجدات اللواتي يحتفظن بالشيح بصرر خاصة، حتى صار أمر الاحتفاظ بصرر الشيح لدى البعض منهن عادة، فأم حسين التي يقصدها الكثير من أبناء القرية وقت الشتاء للحصول على الشيح لا زالت تحتفظ بعهدها القديم وتكوم عشرات أشجار الشيح في باحة المنزل المجاورة. تقول أم حسين الشيح هو الدواء، ونستخدم أشجار الشيح لتنظيف الصاج الذي يخبز عليه الشراك، كما كان ولا زال جزءا من السفوف؛ وهي خلطة شعبية تتكون من عدة أعشاب . ومن استخدامات الشيح في القدم إكرام الضيف كما تروي أم حسين كان والدي وجدي رحمهما الله يكومون أشجار الشيح بجانب المنزل، وحينما يأتي الضيوف وتشعل النيران كنا نضع الشيح فوق النار إكراما للضيف، وكلما كان الضيف عزيزا كانت أشجار الشيح التي تحرق أكثر . أما فوائد الشيح فتتلخص معظمها في الحد من الآم المعدة وتخفيف البول السكري وقتل الديدان في الجسم، كما يساعد في إدرار البول والطمث وإذا تبخرت به المرأة أخرج الجنين بسهولة. ومن فوائده أيضا استخدام مائه بعد الغلي لتسكين آلام الأذن، كما يساعد الشيح في طرد الزواحف والحشرات خاصة عند حرقه، واستخدم الشيح كثيرا في طب العرب ووصفات العطارين. وللشيح فوائد جمالية تتمثل باستخدام بخار مائه المغلي في تنظيف البشرة وتنقيتها من الشوائب والحبوب والندب. إضافة إلى استخدامه في القدم لتضميد الجروح والحد من نزيف الدم منها. كما أكدت العديد من الأبحاث الطبية أن شرب الشيح المنقوع يساهم في معالجة مرض السكري والتخفيف من آثاره السلبية وأعراضه وخاصة أعراض العطش الشديد وكثرة التبول. ويساعد الشيح المغلي في تخفيف نسبة الدهنيات في الدم مما يسهم في تنشيط عضلة القلب لدى كبار السن وتنظيم ضربات القلب وتنشيط الدورة الدموية. ولا ينصح معظم الأطباء وخبراء الأعشاب في زيادة جرعات تناول هذا النبات لاحتوائه على مادة السانتونين التي لها آثار سامة. وتتعدد أنواع الشيح بحسب بيئته ومكان عيشه، ومن أبرز أنواعه؛ الشيح البلدي أو البري، الشيح المصري، شجرة مريم، الترجون، بعيثران، غبيرة، إضافة على شيح الزينة الذي لا يحتوي على أي فوائد طبية. ويعد الأردن من أشهر المناطق التي ينبت فيها الشيح وخاصة الشيح البلدي الذي تتعدد أنواعه بحسب الظروف المحيطة به ونوع التربة التي ينبت فيها. وفي عقود سابقة من تاريخ الأردن كانت الأنثى التي تتعسر الأم في ولادتها وتتصف بكثرة الحركة واللهو تسمى شيحة أسوة بنبات الشيح.