البلد : نقاط : 200490 تاريخ التسجيل : 01/01/1970
| موضوع: الهدايا الزوجية الخميس نوفمبر 05, 2009 6:40 pm | |
|
الهــدايا الزوجيــــة
عبدالسلام مصطفى الشويات
..لعل افضل تجربة اسرية تنجح دائما هي تلك الحالة التى تقترن بوجود التفكير العملي من خلال تبادل الهدايا الزوجية ، التي هي رمز التقدير والاحترام للعلاقة الزوجية، وتعبر عن الامتنان والشكر لمواقف وتصرفات قد تكون بسيطة ، لكنها ذات أثر واضح وملموس لدى الطرف الآخر. وكلما كثرت الهدايا بين الطرفين ازداد الحب وقوي الانسجام. وليس بالضرورة أن تكون الهدية مادية أو قيمة حتى تكون ذات أثر أو معنى، فأمامنا أفكار كثيرة تمكن الزوجين أن يكافئ ويهدي كل واحد منهما الآخر من غير أن تكلفه شيئا، فهناك الهدية النفسية، وهناك المعنوية وغيرها الكثير. كما ان الابتسامة في وجه شريكك؛ تعطي الشعور بالتقدير للموقف الذي حصل بين الزوجين، فتدعمه معنويا، خصوصا إذا ما أضيف إليها الإمساك باليد والشد عليها، فإن ذلك يعبر عن الفرح والامتنان من التصرف الذي قام به أحد الزوجين. أما العلاقات الاسرية التي ترافقها القبلات المناسبة ؛ فهي ذات قيمة ومعنى حقيقي لدى الزوجين، خاصة إذا ما صحبتها ابتسامة رقيقة ومعبرة، فعندما يقدم أحد الزوجين على عمل مميز أو موقف ما، فإن طبع قبلة على الخد تترك أثرا قويا وتشعر الطرف الآخر بالامتنان، فيزيد في عطائه لعائلته لأنه يعلم بأن الطرف الآخر يقدر ذلك جيدا، وأنه يمثل قيمة لديه. ومن الهدايا التي يمكن تداولها، الموافقة على طلب مرفوض سابقا ، وفكرة هذه الهدية أن يكون هناك موضوع أو طلب من قبل أحد الزوجين عارضه الطرف الآخر، وعندما يقدم على موقف لطيف أو عمل جيد يتـطلب الشكر فإن من أفضل المكــافآت هي العدول عن الرفض، فيــشعر صاحب الطلب بأن موقفه كان ذا تأثـير ووقع لدى الطرف الآخر، مما جعله يؤثر على قراراته السابقة رغم أنه لم يكن ينتظر ذلك العدول، وبذلك يكون قدم له الطرف الآخر مكافأة معنوية وتعبيرية ذات أثر قوي لديه. والتعبير عن الحب هـدية تتلخص عندما يشعر أحد الطرفين الآخر أنه ممتن له، وأن العمل أو الموقف الذي قام به قد فجر حالة من الحب لديه، على أن يكون ذلك بحرارة وصدق، فيشعر بأنه لم يعط سدى وأن موقفه كان مميزا فعلا، فلا يكف يعطي ويقدم للآخر، فلكل عطاء مقابل يوقد ويوطد العلاقة الزوجية بين الزوجين. ومن الممكن أيضا المهاداة برسالة الشكر ، وفكرتها أن يكتب أحد الزوجين رسالة شكر وتقدير على الجهود التي يبذلها الآخر من أجل العائلة، ويغلفها بطريقة جميلة ثم يقدمها له على اعتبار أنها هدية، فمثل هذه اللحظات لا تنسى من قبل الزوجين، وتطبع في الذاكرة معنى جميلا للحياة الزوجية. ومن وسائل التهادي أيضا المدح والتقدير العلني، كأن يمـدح الزوج زوجته أمام الأبناء، أو تمدح الزوجة زوجها أمام أهله أو المدح أمام الأصدقاء، بمعنى أن يكون المدح بصوت مسموع وعلني، فيسعد الطرف الممدوح عند سماع هذا التقدير، أو يفرح عنـدما يـنقل له الخبر فيزيد عطاؤه وحبه للعلاقة الزوجية. والنظرة الحنونة هدية عظيمة بين الزوجين، وفكرة هذه الهدية هي المخاطبة عن طريق العينين التي تعتبر الطريق الأفضل في التعبير عن الحب الصادق الذي يحمله أحد الطرفين للآخر، رسالة تحمل معان قد لا تصفها الكلمات ، لذلك فعلى كلا الطرفين ألا يتهاون بتلك النظرات، لأن الطرف الآخر دائما ما يكون ذكيا في مادة الحب، وسيفهم ما تحمل تلك النظرات من حب ومعان. وكن هو جميل أن يشعر المرء بأن الشريك يفكر به، حتى وإن لم يكن بقربه وأمام ناظريه، وكم يكون لمكالمة هاتفية فقط للسؤال والتعبير عن الاشتياق من دون سبب أو مبرر آخر، فيشعر الزوج أو الزوجة أن الطرف الآخر يفكر به حتى وهو بعيد. أما احترام الشريك والمشاركة ، فهدية بسيطة ولا تحتاج لأكثر من الاحترام المتبادل، ليشعر كل من الطرفين أن الشريك يحترمه ويقدر ويفهم وجوده في حياته ليشاركه كل تفاصيل حياته وخططه المستقبلية، لتحمل معها معنى الشريك الحقيقي الذي يشعر الطرف الآخر بوجوده بأدق التفاصيل والأمور. أما عن أولوية الشريك ، فصحيح أن هذا الأمر يجب أن يكون من الأمور الأساسية في الحياة المشتركة، ولكن عنــدما يشعر الزوج بأنه الأول في حياة زوجته وتشعر هي أيضا بذلك، فهو الشريك وهو قبل العمل وقبل الأهل والمنزل وأهم ما في ذلك جميعه، يشعـر أن هذا نوع من أنواع التعبير عن الحب، ولذلك فلا بد أن تصل هذه الهدية للطرف الآخر كلما سنحت الفرصة لذلك، وإلا فالانتظار سيجعل الطرف الآخر يطـالـب بحق الأولوية والطلب يفقد الهدية جزءا من قيمتها. ومن منطلق أن الهدايا ليـست بالضرورة مادية، فالرومانسية أيضا من ضمن تلك الهدايا التي ينتظرها الطرف الآخر بلـهفة وشوق لتأجيج مشاعر الحب والحنان بينهما، فالعشاء على أضواء الشموع الخافتة يعتبر هدية، وكذلك التزين للزوج وانتظار عودته للمنزل هدية، ويوم إجازة غير متوقع من الزوج لأجل الزوجة فقط هدية، فلماذا نحتار ونحن نعيش وسط عالم مليء بالهدايا المجانية التي تحمل في طياتها أجمل وأرق المشاعر
جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية
| |
|